الاعتداء على ضريح الشهيد "جيفارا غزة" الذي حكم غزة ليلا

12182246687355208976756207734017
حجم الخط

تعرض ضريح الشهيد محمد محمود مصلح الأسود (جيفارا غزة) الى اعتداء وتشويه على ايدي "اذرع الاحتلال واصحاب الفكر المنحرف".

ويعتبر الاسود الذي كان يلقب بحاكم غزة ليلا، ابرز قادة المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة وعضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، قبل ان يرتقي شهيدا بعد معركة خاضها مع الاحتلال في 9 اذار  1972.

و استنكرت الأطر الشبابية والطلابية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين حادثة الاعتداء على أضرحة القادة الشهداء محمد الأسود " جيفارا غزة"، وكامل العمصي، وعبد الهادي الحايك، محملة أجهزة الأمن في غزة ووزارة الأوقاف المسؤولية عن حماية المقابر والأضرحة من الاعتداءات الآثمة والنفوس المريضة، ومشددة على ضرورة  مراجعة كل إجراءات الحماية والتأمين لهذه الأماكن.

وقالت الأطر الممثلة في جبهة العمل الطلابي واتحاد الشباب التقدمي خلال بيان صحفي : "في الوقت الذي يضرب به الشعب الفلسطيني أروع أمثلة التعاضد وتكامل الأدوار في النضال ضد الاحتلال الصهيوني والصمود في وجه الحصار وكافة المخططات المشبوهة الهادفة للنيل من وحدة شعبنا، تطل علينا ثلة من المرتزقة خفافيش الظلام وأصحاب الفكر المنحرف المشوه وتقوم بالاعتداء على قبور وأضرحة الشهداء القادة الأكرم منا جميعاً الشهيد القائد محمد الأسود والشهيد القائد كامل العمصي والشهيد القائد عبد الهادي الحايك الذين سطروا أروع ملاحم البطولة والفداء وكان لهم صولات وجولات مع الاحتلال، في الوقت الذي تخاذل فيه الكل وتخلى عن القضية الفلسطينية وشعبنا المضطهد".

وشددت الأطر على أن هذه الجريمة الدنيئة لا يجرؤ على فعلها إلا من ارتضى على نفسه الذل والمهانة وقبل ان يكون في صف واحد مع الاحتلال الذي يتعمد استهداف مقابر الشهداء رغبة منهم في الانتقام منهم حتى وهم في قبورهم.

وأوضحت الأطر ان شعبنا الفلسطيني شعب أصيل يحترم ويقدر تضحيات أبطاله ويفتخر بها في كل المواقع والميادين والمحافل وان مثل هذه الممارسات هي خروج بواح عن تقاليد وعادات شعبنا وثقافته الوطنية الخالصة.

وطالبت الأطر بضرورة الضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه الاعتداء على حرمة قبور وأضرحة رموز الشعب الفلسطيني، وملاحقه الفئة الآثمة التي أقدمت على هذا الفعل المشين.

وأكدت الأطر عزمها على إعادة ترميم هذه الأضرحة مرة أخرى لتكون رمزاً ومنارة لكل الأجيال القادمة وتخلد بطولات من سبقونا من الأبطال والقادة.

وفي الختام، جددت الأطر فخرها واعتزازها بالشهداء القادة الأبطال الرفيق القائد الشهيد محمد الأسود (جيفارا غزة) ورفيقيه الشهيدين كامل العمصي وعبد الهادي الحايك ، معتبرة إياهم رموز تربينا على سيرتهم البطولية وسنربي الأجيال من بعدنا على تضحياتهم وبطولاتهم التي سطروها في مواجهة آلة الإجرام الصهيونية.

نبذة عن محمد الاسود:

ولد الشهيد محمد محمود مصلح الأسود (جيفارا غزة) في 6/1/1946 في مدينة حيفا وخرج مع أسرته بعد النكبة 1948 نازحاً إلى قطاع غزة وسكن في إحدى مخيمات وكالة الغوث.

درس الابتدائية والإعدادية والثانوية في مدارس وكالة الغوث، وحاول إكمال دراسته الجامعية في مصر ولكن عائلته لم تستطع مساعدته فترك الدراسة وعاد للقطاع بعد سنة واحدة حيث عمل هناك موظفاً بسيطاً.

انضم إلى حركة القوميين العرب في عام 1963 وأخذ ينشط في كل المجالات فكرياً وتنظيمياً وأصبح من عناصر التنظيم النشطة في القطاع.

بعد نكسة حزيران 1967 أصبح قائداً لإحدى المجموعات المقاتلة في منظمة (طلائع المقاومة الشعبية) ثم في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ونفذ مع مجموعته عدة عمليات جريئة خلال بدايات العمل المسلح، قام بعدة عمليات ناجحة أوقفت سيل الزوار الصهاينة لقطاع غزة ومحاولاتهم عن طريق أساليب الفسق والفجور وإغواء شباب القطاع لدمجهم بالمجتمع الصهيوني.

اعتقل الشهيد جيفارا في 15/1/1968 وبقي في السجن لمدة سنتين ونصف حين أطلق سراحه في تموز 1970.

واصل نضاله بعد خروجه من السجن مباشرة في صفوف الجبهة الشعبية، وقام بنشاط مكثف في إعداد المجموعات العسكرية وتدريبها وتثقيفها.

تدرج بجدارة في موقعه التنظيمي لما بذله من نشاط وانضباطية عالية وجدية وتقدير للمسؤولية وقدرة على الإبداع والمبادرة حتى أصبح نائب المسؤول العسكري، ثم تولى المسؤولية العسكرية بعد استشهاد رفيقه وتسلم قيادة العمل العسكرية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في قطاع غزة حتى استشهاده بعد أكثر من سنتين.

في جو المطاردة واستشراس العدو قاد جيفارا غزة رفاقه  بشكل ديناميكي لا يعرف اليأس، واستطاع بسرعة ربط التنظيم السياسي والعسكري، واهتم بإنشاء اللجان العمالية والنسائية والاجتماعية ورعاية أسر الشهداء وحتى ترتيب مكتبة مركزية ومكتبات فرعية في القطاع للتثقيف السياسي والحزبي وكان مثالاً في صبره واجتهاده لكل الرفاق.

استطاع "جيفار غزة" أن يكسب ثقة أبناء غزة حين تصدى لمؤامرات الصهاينة في تهجير سكان غزة بأن نظم مظاهراتهم وإضرابهم الكبير، كما عاقب الخونة والعملاء للعدو بعد أن حاكمهم محاكمة عادلة وحذرهم قبل ذلك من التمادي في الخيانة، ووضع شعاراً لمحكمة الثورة هو "أن الثورة لا تظلم.. لكنها لا ترحم".

فكرياً كان "جيفارا غزة" يهتم في ظروف العمل العسكري والواجبات التنظمية اليومية والعمليات الفدائية، يهتم اهتماماً كبيراً نتيجة قدراته وإمكانياته النظرية ويلتهم ما يصل إليه من كتب بذهنية وتركيز شديدين، وكان يلتزم تماماً بالنقد والنقد الذاتي في العمل التنظيمي. يوم استشهد فقدت جماهير غزة ابناً باراً وقائداً عظيماً لنضالاتها، وفقدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بفقده أحد قادتها الأبطال. استشهد بعد معركة بطولية خاضها مع رفاقه في قطاع غزة يوم 9/3/1972.