يسعى باحثون بريطانيون، من خلال تجارب عدة، إلى تمكين الكلاب من الانضمام إلى الجهود الرامية إلى القضاء على أحد أخطر الأمراض الفتاكة في العالم.
ففي غرفة بمختبر أبحاث كانت الكلبة فريا تسير بحماس وسط صف من القوارير الموضوعة على قواعد، وتشم كل منها على حدة بحثا على أي علامات تفيد بوجود مرض.
وكانت القوارير كلها تحتوي على قطع من جوارب، وكانت إحداها تخص طفل يحمل طفيل الملاريا.
وعندما اكتشفت فريا، وهي من سلالة سبرنجر سبانيل، الرائحة توقفت وجلست بجوار القارورة في انتظار جائزة.
وقالت مؤسسة كلير جيست المشاركة في منظمة (ميديكال ديتيكش دوجز) أو كلاب الكشف الطبي لرويترز "الكلاب قادرة على التمييز بين الجوارب التي كان يرتديها أطفال مصابون بالطفيل، والأطفال غير المصابين بالملاريا".
ويعتقد باحثون أن الرائحة التي يصدرها طفيل الملاريا تجتذب الناموس الذي ينشر المرض.
وقال ستيف لينزي الاستاذ بجامعة درم البريطانية والباحث الرئيسي في الدراسة إنها نفس الرائحة التي يشمها الكلاب على الأرجح.
وتأمل المنظمة الخيرية التي أنشئت عام 2008 في أن تؤدي التجارب التي تجريها، ولا تزال في مراحلها الأولى إلى تمكين الكلاب من الانضمام إلى الجهود الرامية إلى القضاء على أحد أخطر الأمراض الفتاكة.
ولا تزال الدراسة في مراحلها الأولى وتخطط فرق البحث لإجراء تجارب أكبر لمعرفة هل بإمكان الكلاب اكتشاف الأشخاص المصابين بالملاريا.
ويعتقد الباحثون أن الكلاب الموجودة في منافذ الدخول قد تستطيع في نهاية الأمر أن تكون وسيلة سريعة وجيدة لمنع الطفيل من اجتياز الحدود.
وأوضح ستيف لينزي أنه "إذا كان لديك بالفعل أشخاص يحملون طفيليات الملاريا، فمن المحتمل أن يكون لديهم مؤشر رائحة قوي حقا".
وتم الاعتراف بالحساسية الشديدة للكلاب في اكتشاف الروائح في الجهود الرامية لمكافحة أمراض أخرى أيضا. فقد وافقت السلطات البريطانية على إجراء تجارب لتدريب الكلاب على اكتشاف سرطان البروستاتا والأمعاء من خلال شمهم للبول.
وعلى الرغم من تراجع معدلات الوفيات بالملاريا، تقول منظمة الصحة العالمية إن التقدم في مكافحة المرض يواجه خطر التوقف، مشيرة إلى أن أغلب ضحايا المرض هم أطفال دون سن الخامسة يعشيون بمنطقة جنوب الصحراء في القارة الإفريقية.
وتقول منظمة الصحة إن الملاريا أصابت 216 مليون شخص في أنحاء العالم عام 2016 ، وقتلت 445 ألفا بزيادة قدرها 16 ألف شخص تقريبا مقارنة بعام 2015.