أكد باحث قي شؤون الأسرى أن المئات من الأسرى يعانون من أمراض مختلفة في سجون الاحتلال، والعشرات منهم مصابون بأمراض خطيرة حياتهم معرضة للخطر نتيجة الاستهتار بحياتهم وعدم تلقيهم علاج مناسب لحالاتهم المرضية ومن بينهم 5 حالات لأسرى يعانون من فيروس "التهاب الكبد الوبائي".
وقال رياض الأشقر الباحث في مركز "أسرى فلسطين" إن أوضاع السجون تعتبر أرضية خصبة لانتشار الأمراض الخطيرة؛ حيث الإهمال الطبي والظروف القاسية، وانعدام وسائل الوقاية والنظافة والتعقيم، وعدم توفر فحوصات مسبقة أو إجراء تحليلات طبية صور أشاعه مبكرة لاكتشاف الأمراض في بدايتها.
وأضاف الأشقر أن العشرات من الأسرى يعانون من أمراض خطيرة، بينهم 5 يعانون من مرض الكبد الوبائي، أبرزهم الأسير خالد حسن عبد الله القاضي (35 عامًا) من مدينة رفح جنوب قطاع غزة، وقد أصيب بالمرض نتيجة إعطائه دواءً خاطئًا؛ حيث كان قد تعرض قبل عامين لعقوبة بالعزل الانفرادي لعدة أسابيع، الأمر الذي أثر على وضعه الصحي بشكل كبير، وبدأ يعانى من آلام شديدة في البطن، وتم عرضه على طبيب السجن الذي وصف له دواء، وتبين فيما بعد أن الدواء تم صرفه للأسير دون تشخيص حقيقي لمرضه، الأمر الذي أدى إلى أثر على صحته، ومن ثم نقل إلى "مستشفى سوروكا"، وأكد الأطباء هناك أنه مصاب بمرض الكبد الوبائي في مرحلة متقدمة. علمًا بأنه معتقل منذ (1-12-2003) ومحكوم بالسجن لمدة 14 عامًا ونصف.
وأضاف الأشقر أن الأسير ثائر عزيز محمود حلاحلة (35 عامًا) من قرية خاراس قضاء الخليل، أصيب بالمرض أيضًا نتيجة استخدام أدوات غير معقمه في عيادة طبيب الأسنان، بسجن عسقلان؛ حيث استخدم في علاجه أدوات متسخة، ونقلت له المرض؛ حيث أكد الأطباء له الأمر بعد مرور عدة أيام على هذا الحادث. وهو معتقل منذ (19-8-2014). ويتعرض إلى إهمال طبي متعمد من قبل إدارة السجون.
وبين الأشقر أن الأسير المريض إياس عبد حمدان الرفاعي (32 عامًا)؛ قرية كفر عين, قضاء رام الله, أصيب بالمرض مؤخرًا؛ حيث أكد له أطباء مصلحة السجون بأنه مصاب بفيروس التهاب الكبد الوبائي؛ بالدرجة (ب) وهو معدي وقد يمنعه إن استمرت معاناته منه من الزواج مستقبلاً؛ وقد ينتقل للأسرى الآخرين الذي يعيشون معه، وحالة الأسير متدهورة منذ شهور طويلة، واستهترت الإدارة بحياته؛ حيث يعاني من نزيف في الأمعاء ويشتبه أنه يعاني من السرطان؛ ولا يقدم له سوى المسكنات له؛ وبقيت حالته تتدهور يومًا بعد يوم؛ حتى أصيب بفيروس التهاب الكبد الوبائي. وهو معتقل منذ عام 2006، ومحكوم بالسجن 11 عامًا.
كذلك يعانى الأسير شادي سمير حلاوة (35 عامًا)، من قطاع غزة، من مرض فيروس الكبد الوبائي، إضافة إلى مشاكل بالأعصاب؛ حيث انتقل إليه أيضًا بعد خروجه إلى عيادة الأسنان، سجن إيشل، واستخدم الطبيب أداوت مستعملة غير معقمة نقلت إليه المرض، وذلك منذ عدة أعوام، وطوال تلك الفترة، تعرض للإهمال الطبي، إلى أن اكتشف الأطباء إصابته بالمرض عام 2012، وهو معتقل منذ 2005، ومحكوم بالسجن المؤبد، ولا يقدم له سوى المسكنات.
وطالب الأشقر كافة المؤسسات والهيئات الدولية وخاصة منظمة الصحة العالمية، ومنظمة أطباء بلا حدود، بضرورة إرسال لجان طبية بشكل عاجل لزيارة السجون والاطلاع على حالات الأسرى المرضى الذين يتعرضون للقتل البطيء على يد السجان، والتدخل العاجل لإنقاذ حياة هؤلاء الأسرى المرضى، وخاصة المصابين بأمراض خطيرة.