اتخذت وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين "أونروا"، إجراءات صعبة و"مؤلمة"، نتيجة الأزمة المالية التي تعاني منها، ولا تزال تعاني عجزًا ماليًا بقيمة 64 مليون دولار.
وقال مدير عمليات "أونروا" ماتياس شمالي، خلال لقائه عددًا من الصحفيين بمدينة غزة اليوم الخميس: إن هذه الإجراءات تضمنت وقف دفع بدل الإيجار لـ 1612 عائلة هُدمت منازلها خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة عام 2014، بالإضافة إلى بعض التقليصات في الخدمات التي تقدمها للاجئين الفلسطينيين.
وأضاف شمالي، أنّ "أونروا" كانت تدفع بدل إيجار لنحو 5 آلاف عائلة هُدمت منازلها، لكنه تم إعادة بنائها، ما أدى لتقليص عدد العائلات المتضررة، قائلاً: "نحن نحتاج ما بين 300-400 مليون دولار لتقديم خدماتنا خلال العام 2019 المقبل".
وبيّن أن العام الجاري كان صعبًا على "أونروا" على الصعيد السياسي والتمويل أيضًا، خاصة بعدما أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية قطع دعمها ومساعداتها للوكالة.
وتابع: أنه رغم الأزمة المالية ووجود عجز مالي، إلا أن "أونروا" لا تزال تقدم خدماتها للاجئين الفلسطينيين، وخاصة لـ 300 ألف لاجئ في قطاع غزة، متابعًا أن هناك 75 مدرسة لا تزال أبوابها مفتوحة أمام الطلاب، بالإضافة إلى استمرار توزيع المساعدات الغذائية على اللاجئين في القطاع، وتقديم خدمات الصحة النفسية.
ولفت شمالي، إلى أنه من ضمن الإجراءات التي اتخذتها "أونروا" أيضًا فصل 116 موظفًا بالوكالة، ما دفع اتحاد موظفي "أونروا" لاتخاذ إجراءات تصعيدية، وقد شهدت الأسابيع الثلاثة الماضية نقاشات وحوارات بناءة مع الاتحاد، مشددًا على أن إدارة "أونروا" تبذل جهدًا من أجل هؤلاء الموظفين.
وأوضح أنهم سيحصلون على مكافأة جيدة، ونحن نحاول إيجاد فرص دخل لهم، كما أننا سنحاول إيجاد فرص ستمكن الموظفين الذين حُولوا للعمل جزئيًا، من أجل الحصول على زيادة أو مساحة للعمل.
وفيما يتعلق بالعام القادم، قال شمالي: إن عددًا من الدول الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة قدموا تعهدات بدعم الوكالة مثل (السويد، اليابان، روسيا والاتحاد الأوروبي)، ونأمل أن يتم دعمنا حتى تستمر الوكالة في تقديم خدماتها للاجئين.
وأردف أنه "رغم الأزمة المالية التي نمر بها، إلا أننا لن نوقف أعمالنا خلال العام المقبل، ولدينا من الأموال ما يساعدنا على الاستمرار في عملنا"، متابعًا إن: "التحدي الذي يواجهنا أنه إذا لم نحصل على الدعم والأموال التي تكفي لتقديم خدماتنا للاجئين، فإن العام المقبل سيكون ليس سهلًا بل مليء بالتحديات".
ولفت إلى أن الوكالة لم تحصل على أي تمويل من الحكومة الأمريكية، قائلًا: "لسنا متيقنين من أن دول الخليج الثلاث التي قدمت لنا دعمًا خلال هذا العام بقيمة 50 مليون دولار، ستعطينا نفس المبالغ خلال العام القادم، ولكن نأمل بأن تستمر دولتا تركيا والهند التي تلقينا منها مساعدات، بمساعدتنا خلال العام المقبل، بالإضافة إلى تشجيع دول أعضاء أخرى".
وذكر: "نأمل أن نشهد خلال أسابيع إيجاد طريقة ما من أجل الاستمرار في تقديم خدماتنا حتى نهاية العام الجاري، وخاصة بمجالي التعليم والصحة، لأنها من أولوياتنا"، قائلًا: "طالما نعاني عجزًا ماليًا، فإننا سنبقى على هذه الإجراءات الصعبة"، لافتًا في الوقت ذاته إلى أن أعداد اللاجئين تزداد، وبالتالي فإن احتياجاتهم لخدماتنا تزداد أيضًا، في ظل نقص بالموازنة.
وتابع "لقد فقدنا 360 مليون دولار، ولا أعتقد أننا سنحصل على هذا المبلغ من الولايات المتحدة العام القادم"، معربًا عن أمله بأن" تؤدي التسهيلات والإجراءات الجديدة في غزة، مثل زيادة ساعات الكهرباء، ليس فقط إلى منع اندلاع حرب جديدة، بل لإعطاء مساحة كبيرة للاجئين في قطاع غزة".
وتحدث شمالي للصحفيين، عن عدد الموظفين الذي يعملون لدى "أونروا" في قطاع غزة، مشيرًا إلى أن 13 ألف موظف محلي يعلمون لديها، مقابل 30 موظفًا دوليًا، تم تقليص 10 موظفين منهم.
ونوه إلى أن الوكالة بحاجة لبناء مدارس جديدة لاستيعاب أعداد الطلاب التي تزداد كل عام، كما أنه ليس لدينا تمويل كافٍ لتوظيف مدرسين جدد حتى يكون عدد الطلبة بالصف الواحد متوسطًا وليس فوق الـ 40 طالبًا.
وعن حل قضية اللاجئين الفلسطينيين، قال مدير عمليات "أونروا": "يجب أن يجلس الفلسطينيون كطرف متساو مع الإسرائيليين من أجل مناقشة هذه القضية وإيجاد حل عاجل لحق العودة".
وأشار إلى أن "القلق الأكبر أن الدول الأعضاء تركز على "أونروا" أكثر من تركيزها على إيجاد حل عاجل لقضية اللاجئين، مبيّناً أن "المشكلة هنا ليس في الوكالة بل في إيجاد حل لقضية اللاجئين".