رحبت أحزاب سياسية موريتانية مؤيدة و أخرى معارضة، اليوم السبت، بدعوة أطلقها العاهل المغربي محمد السادس من أجل الحوار مع الجزائر.
وعبّر حزب "الصواب" المعارض، في بيان له، عن ترحيبه بالدعوة، داعياً إلى ضرورة الدفع باتجاه تخفيف احتقان النزاعات والبحث عن حلول.
كما عبّر حزب "تمام" المؤيد أيضاً بدعوة العاهل المغربي، مُعرباً عن أمله في تجاوز كل العقبات التي تحول دون تفعيل اتحاد المغرب العربي.
وكانت دعوة العاهل المغربي بمثابة فتح باب لحوار صادق وصريح مع الجزائر، خلال خطابه الثلاثاء الماضي بمناسبة ذكرى "المسيرة الخضراء" التي تؤرخ لاسترجاع إقليم الصحراء من الاستعمار الإسباني.
ويذكر أنّ الناطق باسم الحكومة الموريتانية سيدي محمد ولد محمد، رحب أيضاً بدعوة العاهل المغربي لفتح "حوار صريح وصادق" مع الجزائر لإنهاء الخلاف بين البلدين، الخميس الماضي، متمنياً أن تنال دعوة ملك المغرب حظها في إذابة الجليد بين البلدين.
وأضاف: "موريتانيا تشجع وتتمنى التوفيق لأي مبادرة من شأنها أن تضمن استقرار المنطقة وأمنها وحسن الجوار".
كما دعا قادة الرأي بالمغرب العربي إلى "الضغط باتجاه قيام المصالحة التاريخية على أسس قوية من المصارحة والتفاهم الأخوي حتى ننعم بقيام اتحاد مغاربي قوي يؤدي دوره الإقليمي على الوجه المطلوب".
وتشهد العلاقة بين الرباط ونواكشوط التي توصف بالمعقدة، صعوداً وهبوطاً، بسبب تباين مواقف العاصمتين من بعض القضايا الإقليمية، خاصة ما يتعلق بملف الصحراء المغربية، حيث أكدت موريتانيا على أنّ موقفها من النزاع حيادي، ويهدف في الأساس إلى العمل من أجل إيجاد حل سلمي للقضية يجنب المنطقة خطر التصعيد.
إلا أنّ استقبال مسؤول من جبهة البوليساريو في قصر الرئاسة بنواكشوط من حين لآخر، يذكي الخلاف مع الرباط التي تصر على أحقيتها في الصحراء، وتقترح كحل حكماً ذاتياً موسعاً تحت سيادتها، فيما تطالب "البوليساريو" بتنظيم استفتاء لتقرير مصير المنطقة.
وبدأت قضية الصحراء عام 1975 بعد إنهاء الاحتلال الإسباني وجوده في المنطقة، ليتحول النزاع بين المغرب و"البوليسارو" من جهة، وبين "البوليسارو" وموريتانيا من جهة ثانية إلى نزاع مسلح، استمر حتى عام 1979 مع موريتانيا التي انسحبت من الإقليم قبل أن تدخله القوات المغربية.
فيما توقف النزاع المسلح بين "البوليسارو" و المغرب عام 1991 بعد توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار.