تقييم الوضع الأمني، خطر الحرب؟!

التقاط.PNG
حجم الخط

 

ما تنشره الصحافة الإسرائيلية، بعد انتهاء العدوان على غزة، واستقالة وزير الدفاع الإسرائيلي، على خلفية هذه الحرب، كما يدعي، اضافة الى استمرار احتجاجات مستوطني غلاف غزة على قبول الحكومة بوقف إطلاق النار، ينبئ بخطورة الوضع وامكانيته تدهوره بشكل مفاجئ، خاصة بعد أن أجرى رئيس الأركان الجنرال غادي إيزنكوت تقييماً للوضع، بمشاركة الجنرال هرتسي هليفي، قائد القيادة الجنوبية، وغيره من كبار المسؤولين العسكريين، وقد تم الاتفاق على الحفاظ على استعداد وجاهزية القوات. 

هذا اضافة الى تهديد رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع، افي ديختر، الذي صرح: "اذا عادت حماس لاي مواجه سيكون مصيرها اما في القبر او السجون"!!

تؤكد استطلاعات الرأي أن في اسرائيل غضب شعبي واسع ضد حكومة نتنياهو، حيث يعتقد 49% من الإسرائيليين أن حماس فازت بالجولة الحالية. فيما يعتقد 64% من الإسرائيليين أنه كان يجب على إسرائيل الاستمرار في توسيع نطاق الهجمات في قطاع غزة.

هناك شعور عارم بين الإسرائيليين بانهم قد "أهينوا" ورغبة شديدة، خاصة بين المستوطنين، بضرورة الانتقام.

هذا الجو النفسي المتوتر والمشحون داخل اسرائيل، ترافق مع استقالة ليبرمان، وانسحاب حزبه من الاتلاف الحكومي، الذي اصبح هشا وعلى كف عفريت، بائتلاف 61 عضوا من اصل 120 عضو كنيست. هذا إضافة إلى ما يهدد به وزير التعليم نفتالي بينت، زعيم البيت اليهودي، الذي يشترط البقاء بالائتلاف الضعيف بمنحه حقيبة الدفاع.

هذه الظروف قد تدفع نتنياهو إلى خيار استقالة الحكومة، وحل الكنيست والذهاب إلى انتخابات مبكرة، سيكون الدم الفلسطيني هو السلعة المعروضة في هذا البزار الإرهابي. 

كما ليس من المستبعد أن تدفع هذه الظروف نتنياهو ليخوض حرباً ضروس ضد غزة، كجزء من دعايته الانتخابية، لترميم شعبيته التي اصبحت في الحضيض، وليقطع الطريق على ليبرمان، وباقي أطراف اليمين المتطرف من ان يستغل ما حدث في غزة لمصالحهم الانتخابية. 

بصراحة، ودون رسم صورة سوداوية، وبعيدا عن التشاؤم والتفائل، فإن هذه الجولة من العدوان الإسرائيلي على غزة لم تنتهي، بل هي مرشحة للاندلاع في كل لحظة، لكن بطريقة أكثر عنفا وشراسة.

ان خطر الحرب يتهدد شعبنا وقضيتنا، ولن نستطيع منعه او مواجهته الا من خلال الوحدة الوطنية، وقيام حكومة فلسطينية موحدة تستطيع أن تحشد كل العالم ليقف في وجه هؤلاء المجرمين، ولتفويت الفرصة عليهم في استخدام دمنا ولحمنا في سوق بزارهم الفاشي. هل من يسمع، هل من يتعظ؟