أكد محلل عسكري إسرائيلي، على أن حركة حماس، أطلقت خلال يوم ونصف بالجولة الأخيرة "منتصف الأسبوع الماضي" أكثر من 460 صاروخًا وقذيفة هاون على "إسرائيل"، وهو رقم قياسي منذ بدء إطلاق الصواريخ من قطاع غزة عام 2001.
وقال المحلل العسكري في صحيفة "معاريف" العبرية يوسي مليمان بمقال نشر بالصحيفة إن "حماس أطلقت خلال الجولة الأخيرة صواريخ وقذائف هاون تعادل 10% مما أطلقته خلال الحرب الماضية صيف عام 2014"، مضيفًا أن الأحداث الأخيرة كانت تقرب "إسرائيل" وحماس إلى حافة الحرب بعد معركة استنزاف نفذتها حماس عند الحدود منذ مارس الماضي.
وأردف المحلل الإسرائيلي، أن، "بعض الصواريخ التي تم إطلاقها كانت أكثر دقة برؤوس حربية أكثر حدة وتأثيرًا وهذا دليل على أن هندسة صناعة الصواريخ لدى حماس تحسنت"، متابعًا أن: "الجولة الأخيرة بدأت من خلال خطأ ارتكبته إسرائيل حين تسللت القوات الخاصة في عمق 3 أميال جنوب قطاع غزة، وسنويًا يجري الشاباك والموساد مثل هذه العمليات خارج حدود إسرائيل وتكون مخطط لها بعناية وتتطلب موافقة جميع المستويات".
وأشار إلى أن: "هذا يعني أن المزاعم بأن العملية التي قتل فيها العميد الإسرائيلي في خانيونس تمت دون موافقة نتنياهو لأنه كان في زيارة بباريس مجرد هراء"، موضحًا أن "أي تسلل للقوات الإسرائيلية خطير والعمليات السرية في قطاع غزة أكثر خطورة بسبب التضاريس والكثافة السكانية وتواجد حماس، لكن لا يوجد خيار سوى القيام بمثل هذه العمليات إذا كانت إسرائيل تريد اكتساب التفوق على أعداءها".
وذكر أن حركة "حماس عرفت ضعف إسرائيل التي لا تريد الدخول في حرب، لكن من الواضح أن إسرائيل وحماس لا تريدان حربًا شاملة، والكابينت توقف منذ فترة طويلة عن اتخاذ القرارات وأنه ليس على استعداد للمخاطرة بحرب لأنها ستحمل العواقب من عشرات بل مئات القتلى والجرحى في صفوف الجنود والإسرائيليين وإخلاء للمستوطنات والمنازل للاقتصاد وتدمير للمنازل وتعطيل حركة الملاحة الجوية".
وأكد المحلل الإسرائيلي وقوع رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو في معضلة صعبة، قائلاً "هو يدرك أن الحرب قد تزيد من تعقيد وضعه السياسي الذي قوضته بفعل التحقيقات معه لكن جهوده لمنع الحرب أيضًا لها ثمن، وشاهدنا المظاهرات ضده وضد الحكومة".
وبين"لكنه يعرف كيف تبدأ الحروب ويدرك أيضًا أنه لا أحد يعرف كيف تنتهي وأي تخطيط لعملية عسكرية واسعة يجب أن تتضمن استراتيجية نهائية، ومن المشكوك فيه إمكانية التخطيط لعملية عسكرية واسعة في غزة حتى بدون توغل بري"، لافتًا إلى وجود بدائل متاحة للاحتلال وحكومته، ربما تنقذها من الفخ لكن الحكومة تتهرب منها.
ونوه إلى أن "أول البدائل التوصل إلى اتفاق مع حماس لعدة سنوات بإزالة الحصار المفروض على قطاع غزة وإعادة إعماره، وهذه الخطوة ثمنها مؤلم وهو، الاعتراف بحماس والإفراج عن أسرى فلسطينيين في صفقة تبادل مقابل إعادة جثث الجنود الموجودين لدى حماس، وبهذا تتخلى إسرائيل عن السلطة الفلسطينية كشريك لها بل تعمل على إنشاء كيان سياسي مستقل في غزة".
واختتم بأن "الخيار الثاني هو بدء مفاوضات سياسية مع السلطة الفلسطينية، لتعود سيادية على الأقل نظريًا في غزة وهذا التحرك باهظ جدًا، فإسرائيل ستضطر لتخفيف القيود المفروضة على الفلسطينيين وتسوية المستوطنات.