بعد استقالة وزير الدفاع الاسرائيلي " افيغدور ليبرمان " من منصبه وانسحاب حزب " اسرائيل بيتنا " من الائتلاف الحاكم في اسرائيل والذي يتراسه " نتينياهو "، باتت الاضواء تتجه نحو اسرائيل، وما الذي سوف يحدث لحكومة نتينياهو؟ وهل الحكومة في مرحلة ضعف ام تمتلك قوة مبطنة لانقاذ نفسها؟
لنعود الى استقالة ليبرمان والتي لم تأتي من فراغ، حيث صرح ليبرمان ان استقالته جاءت نتيجة خلافات داخل المجلس الوزاري الامني المصغر حول انهاء " التصعيد على القطاع "، الا ان السبب الحقيقي لاستقالته من اجل استعادة ثقة الجهور الاسرائيلي وبالتحديد " ثقة اليهود الروس" بعد تراجع حزب ليبرمان " اسرائيل بيتنا "وبالتحديد بعد تحالفه مع حزب الليكود في الانتخابات الاخيرة والتي ادت الى خسائر سياسية للحزب، الاستقالة جاءت من اجل استعادة ثقة " اليهود الروس" حيث يطرح حزب بيتنا " بانه ممثلا للاسرائيليين من اصول روسية، وليبرمان من المهاجرين من الاتحاد السوفيتي وهو ما يجعله مهتما على استرضاء القاعدة الانتخابية له والمتشددة تجاه الفلسطينيين وضد مشاريع التسوية.
اكد نتينياهو امس خلال المؤتمر الصحفي انه سيعمل وزيرا للجيش الاسرائيلي وسيبذل جهد كبير لمنع تقديم موعد الانتخابات، هذا الامر سيُحرج ليبرمان وسيُحرج من سيفكر بالاستقالة مستقبلا، حيث ان حكومة نتينياهو في حالة حرجة تحتاج الى تكاثف المجلس الامني المصغر بنظر الاسرائيليين.
نتينياهو لن يقف مكتوف الايدي سيُنقذ نفسه عبر الدخول الى حرب ضد القطاع وتشكيل حكومة طوارئ اذا تم انسحاب الوزراء من الحكومة، وعند تشكيل حكومة طوارئ سيُحرج الجميع " حيث ان اسمى هدف عند اسرائيل هو الامن والحفاظ عليه ".
حلان :-
هناك حلان امام نتينياهو سيتخذها اما بتقديم الانتخابات وتشكيل حكومة وحدة وطنية تتخذ اجراءات صارمة ضد الفلسطينيين وهذا رفضه خلال المؤتمر الصحفي امس، واما تاجيل الانتخابات وتشكيل حكومة طوارئ بعد الدخول لحرب ضد القطاع اذا تم انسحاب اغلب الاعضاء من الحكومة.
لكن نتينياهو الان غير مستعد لخوض حرب بسبب ان هناك خطوة يجب استكمالها قبل خوض حرب خاسرة امام المقاومة الفلسطينية في غزة، وهي استكمال الصفقة الاقليمية الكبرى والتي تحدث عنها ترامب مرارا وتكرارا.
الصفقة الاقليمية ليست فقط لتقزيم القضية الفلسطينية وانما لاستكمال الحلف والمحور " السني – الاسرائيلي – الامريكي " ودمج اسرائيل كقوة اقليمية في منطقة الشرق الاوسط.
وفي نهاية الامر نتينياهو ليس شخصا سهلا، سينجح كونه يمتلك الان الخيوط السياسية لتجربته الطويلة في ذلك وامتلاكه الان خيط العسكر، وسيظهر امام جمهوره بانه القادر على السيطرة ومسك زمام الامور حتى لو استقال الجميع والذين سيظهروا امام اسرائيل بانهم تركوا السفينة تغرق.