أكد نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" موسى أبو مرزوق اليوم الثلاثاء عدم وجود "أفكار مبلورة" حول قضية تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة مع الكيان الإسرائيلي وإن كانت المعادلة المطروحة مقبولة بأن تكون مقابل حل مشاكل غزة.
وشدد أبو مرزوق في حوار صحفي مع الموقع الإليكتروني الرسمي لحركة حماس أن محصلة ما سيُطرح بشأن تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار يجب أن يكون في إطار وطني، وأن لا يفصل غزة عن الضفة الغربية "فهما كيان جغرافي واحد" إلى جانب أن لا يكون هناك ثمن سياسي.
وذكر أبو مرزوق أن كل ما قيل عن تحديد مدة زمنية للتهدئة "توقعات وليست حقائق"، معتبرا أن اتهامات حركة "فتح" لحماس بالسعي لفصل غزة عن الضفة "لا تقوم على أساس ووطنيتنا لا نقبل التشكيك فيها".
وأكد نجاح زيارة وفد حماس إلى السعودية الشهر الماضي في تحقيق الأهداف الموضوعة، ووجود تحسن في علاقات الحركة مع مصر إلى جانب انتظارها زيارة رسمية إلى العاصمة الروسية موسكو.
وتحدث أبو مرزوق خلال الحوار عن التعديل الوزاري الأخير على حكومة الوفاق وملف موظفي الحكومة السابقة في غزة ومستقبل المصالحة إلى جانب تطورات علاقات الحركة الإقليمية والدولية.
وفيما يلي نص الحوار كاملا:
- ما موقفكم من التعديل الوزاري على الحكومة؟ وهل لديكم تحفظ على رئاسة الحمدالله للحكومة؟
ما جرى هو إجراء من طرف واحد لن نعترف به، ولن نتعامل مع هؤلاء الوزراء.
الحمدالله جاء باتفاق كرئيس لحكومة توافق وطني، لا تحفظ للتعامل معه وإن كان فاشلاً ولم يقدم شيئاً، وهناك إجماع وطني على تغييره والتحول نحو حكومة وحدة وطنية.
- هل ستقبل حماس بالتزام الحكومة ببرنامج رئيس السلطة السياسي؟!
السؤال المهم ما هو برنامج رئيس السلطة السياسي، ننتظر مؤتمر فتح القادم إن كان سيطرح شيئاً مختلفاً والإقرار بفشل البرنامج السابق، ومع ذللك فموقفنا أن الحكومة لا برنامج سياسي لها، وإذا كان هناك إصرار على أن يكون لها برنامج؛ فوثيقة الوفاق الوطني التي وقع عليها الجميع هي البرنامج المناسب لها.
- هل ستستمر الملفات الموكلة لحكومة التوافق مدرجة ضمن مهام الحكومة القادمة؟! أم أن هناك رؤية جديدة لمعالجة هذه القضايا؟!
هذه المهام لم تنجزها حكومة رامي الحمد الله، وبالتالي لا بد من حكومة قادرة على إنجازها، وأي رؤية جديدة ستكون إضافة مهام وليس إلغاءً لهذه المهام.
ملف الموظفين
- ما هي فرص حل أزمة موظفي غزة؟! وهل من آلية بديلة لدفع رواتب الموظفين في ظل فشل التواصل لاتفاق حتى اللحظة؟
أعلم أن الوضع الحالي صعب بالنسبة للموظفين الحاليين في غزة، ولكن أبو مازن وضع هؤلاء في هذا الموقف عقاباً لهم لعملهم مع حماس، كما عاقب من عمل بعد الحسم معها بالفصل من الوظيفة وهذا الوضع لن يبقى للأبد وقطعا ستنتهي الأزمة، ولن تنجح هذه السياسات سوى بشحن النفوس ضد بعضنا البعض.
حماس ستبذل كل جهد ممكن لحل المشكلة، وستبقى ملزمة بتقديم ما يمكن تدبيره لتعزيز صمودهم وعملهم وقيامهم بواجبهم تجاه المواطنين، هؤلاء الموظفون يستحقون كل تقدير وهم محل إعجاب الجميع يعملون وهم يعلمون أنه لا راتب لهم في نهاية الشهر وأطفالهم ينتظرون منهم ككل أطفال الدنيا وهم عاجزون عن تلبية احتياجاتهم، هؤلاء يذهبون إلى أعمالهم مشيا على الأقدام وهم لا يملكون أجرة الطريق ويستمرون، هؤلاء يعلمون أولاد المستنكفين الذين يأخذون أجورهم بلا عمل، ويرسلون أولادهم ليعلمهم من لا يأخذ أجره. هؤلاء يتوقع منهم الوزراء في حكومة رامي الحمدالله أن يسمعوا لهم بدون أجر وأن ينفذوا أعمالا دون نفقات، فجزاهم الله عنا وعن أهلنا وشعبنا كل الجزاء.
وعلى كل حال هناك عدة مشاريع معروضة على الحركة لاستيعابهم ولكنها لا تشمل الجميع، فلذلك نحن غير متوافقين حولها وسننهي الحوارات حولها إن شاء الله.
- ما هي رؤية الحركة المستقبلية لملف المصالحة خاصة في ظل تكرار فشل اتفاقات المصالحة وتفاقم الأزمات؟!
المصالحة ضرورة وطنية ولا غنى لنا عنها كشعب لإنجاز أهدافنا الوطنية، ولا إنجاز في ظل خلافات وانقسامات وطنية، لكن المصالحة لا تعني الذهاب لبرنامج يخدم الاحتلال ويكرس الاستيطان ويهوّد المقدسات، فنحن مع المصالحة التي تخدم شعبنا وقضيته الوطنية وخاصة عودة الشعب للأرض وعودة الأرض لأصحابها والحفاظ على مقدساتنا.
العلاقة مع مصر والتهدئة
- مصر هي من رعت وقف إطلاق النار عام 2014م وأشرفت على المفاوضات غير المباشرة مع الاحتلال.. هل لا تزال هي الراعية من وجهة نظركم؟!
لا يمكن أن نفرض على أحد ما لا يريده، فمصر تركت هذه المسألة منذ عام مضى، ولا يوجد فراغ سياسي لأي مسألة، فيحاول الكثيرون ملء هذا الفراغ الذي نشأ، ولم نصل معهم لشيء بعد، ولم يتبلور شيء، ولكن يبدو أن مصر تتجه الآن للعودة والتواصل ونأمل خيراً.
- لماذا لم تدعُ مصر حتى اللحظة الوفد المفاوض الفلسطيني لاستكمال مباحثات وقف إطلاق النار؟
خلافها مع حماس، واتهاماتها للحركة بالتدخل في الشأن المصري ووضعها على قائمة الإرهاب حال دون ذلك، لكن تم تجاوز الاتهامات ورفع اسم الحركة من قائمة المنظمات الإرهابية وتراجع الإعلام عن الاتهامات الباطلة، ونحن أمام صفحة جديدة من العلاقات المأمولة، وقد يكون ضمن ذلك دعوة الوفد المفاوض أو الحديث مع حماس حول هذا الملف.
- هل وصلتكم مقترحات مكتوبة للتهدئة؟ وإلى أي مدى تسعى حماس لعقد اتفاق تهدئة قصير أو طويل المدى مع الاحتلال؟
لا؛ ليس هناك حتى اللحظة أفكار مبلورة حول هذه القضية، وإن كانت المعادلة المطروحة مقبولة وهي تثبيت وقف إطلاق النار مقابل حل مشاكل غزة، مع التأكيد أن محصلة ما سيُطرح يجب أن يكون في إطار وطني، وأن لا يفصل غزة عن الضفة، فهما كيان جغرافي واحد، وأن لا يكون هناك ثمن سياسي، وكل ما قيل عن تحديد مدة زمنية للتهدئة توقعات وليست حقائق.
- تتهمكم فتح بالسعي لفصل غزة عن النسيج الفلسطيني.. هل ستقبلون باتفاق مجرد من بنود متعلقة بالضفة؟!
اتهامات الإخوة في حركة فتح لنا لا تقوم على أساس، ووطنيتنا لا نقبل التشكيك فيها، وقطاع غزة جزء من فلسطين، وأهل غزة جزء من الشعب الفلسطيني، وكل ما يقال مرفوض جملة وتفصيلا، ولسنا في موضع الاتهام لندافع عن أنفسها، لا نقبل الفصل ولا نقبل أيضا تهميش غزة وحصارها.
ملف الأسرى
- كيف تفسرون إحجام الاحتلال عن الاعتراف بوجود أسرى له لدى الحركة ثم تصريحه بوجود أسيرين؟
كان العدو يعتبر أن هؤلاء مجانين هربوا إلى القطاع، وإنسانيا يجب ردهم، ولم يعترفوا بوجودهم أحيانا أخرى، حتى خرجت المسألة إلى الإعلام، وكانت فضيحة كشفت عن التفرقة العنصرية والتمييز، وما زالت المسألة تتفاعل عندهم.
- هل لا يزال شرط حماس بالإفراج عن محرري صفقة وفاء الأحرار قبل التفاوض بشأن أي من جنود الاحتلال المأسورين لدى حماس؟!
نعم، فكيف لحماس أن تبرم صفقة أخرى في ظل عدم احترام الصفقة الأولى، ونحن نريد في ظل عدم التيقن من احترامهم للاتفاق أن نضمن لأنفسنا وإخواننا ما يحميهم.
- هل الفرصة قائمة أمام صفقة شاملة تضم ملف التهدئة والجنود المأسورين في غزة؟! وهل تم تحقيق أي تقدم في هذا الملف؟!
من المبكر الحديث عن أي تفصيلات أخرى، وننتظر لنرى.
العلاقات الخارجية
- إلى أي حد كانت زيارة وفد حماس للسعودية ناجحة؟! وهل هناك زيارات أخرى تم التنسيق لها؟!
الزيارة حققت أهدافها الموضوعة ولذلك نعتبرها ناجحة وأي خطط مستقبلية ستتم باتفاق الطرفين والتنسيق المشترك.
البيان الذي صدر عن الحركة حول الزيارة عبّر عما نريد قوله، وبالتالي ما نريد قوله يجب أن ينسجم مع ما يريد سماعه الطرف الآخر ضماناً لمستقبل العلاقة.
- هل حماس مستعدة للمساهمة في التوسط في الأزمات التي تمر بها المنطقة لو طُلب منها ذلك؟!
أي أمر فيه خير وصلاح الأمة ورفع معاناتها وتثبيت وحدتها فإن حماس مستعدة لذلك، وإن كنا لا نتدخل في شؤون أحد، ونسعى لعلاقات طيبة مع الجميع.
- إلى أي مدى الحركة قادرة على الحفاظ على علاقتها مع جميع دول المنطقة؟!
حماس ستتجاوز مرحلة الاضطراب الحالية، وإن كان هناك بعض التراجع في علاقات الحركة بسبب تبدل المواقف وعدم الاستقرار الحاصل في المنطقة وإعادة رسم الخارطة السياسية والتحالفات الإقليمية.
لكن القضية الفلسطينية قضية جامعة في الأمة لا اختلاف حولها كبير، ولا يمكن أن تستقر المنطقة بمنأىً عن قضيتنا الوطنية، لكننا عازمون على أن تكون علاقتنا بالجميع طيبة وبمعزل عن الخلافات البينية بين دول المنطقة، ولكن العلاقات هي من طرفين.
هذا موقفنا ولن نقف موقف العداء ممن يخالفنا في وجهة النظر أو يرفض العلاقة معنا، وسنراهن على شعوبنا والزمن، والنصر بإذن الله محقق وقضيتنا رافعة لكل مكون سياسي قائم في المنطقة.
- إلى أين وصلت علاقتكم مع مصر؟! وهل لتحسن العلاقة أن يدفع باتجاه تحسن الأوضاع في القطاع وفتح معبر رفح؟!
العلاقة مع مصر في تحسن وننتظر خطوة أخرى غير التي أبرمت سابقا، وفي تحسن العلاقة خيرٌ لمصر وقطاع غزة، وفتح معبر رفح في القلب من هذه العلاقة.
- قلتم في تصريحات سابقة إن الحركة تسعى للانفتاح على جميع دول العالم.. ما هي الخطوات القادمة في سبيل تعزيز هذا التوجه؟!
علاقاتنا مع الغرب والشرق علاقات مرجوة، ونسعى لتنحية الصعاب وعلى هذا الأساس كان لنا لقاء مع وزير الخارجية الروسي، ونحن في انتظار زيارة رسمية لموسكو.
- ما رؤية الحركة للعمل في أوروبا؟! وكيف يمكن استغلال الدعم الشعبي الأوروبي لمناصرة الحق الفلسطيني؟!
عُقدت عدة اجتماعات مع دول الغرب حتى تلك التي تضع الحركة على قائمة الإرهاب، والحوارات مستمرة، وهناك محاولات كبيرة لتجاوز هذه القضية، منها محاولات سياسية وأخرى قانونية، مشكلتنا مع الاتحاد الأوروبي مشكلة مع الحكومات وليس مع الشعوب وجهدنا متواصل في الاتجاهين وبأساليب متنوعة وسنصل إن شاء الله لـنصرة هؤلاء لقضيتنا أو على أقل تقدير تحييدهم عن تأييد عدونا ومده بالمال والسلاح والحماية السياسية.