أسموها فترة "السيزن"، فترة طويلة طارد فيها اليهود اليهودلصالح البريطانيين. "موسم الصيد" هكذا سمي هذا. بحثت بل جلست مع اناس كانوا هدفا لهذه المطاردة، والتي طارد فيها رجال الهغناة حتى الابادة رجال التنظيميين السريين "الايتسل" و "الليحي". ولم أستوعب. هم أناس كبار في السن، قلت لنفسي، رواسب مريرة جدا يسحبونها على ظهورهم وبالتالي فانهم يبالغون بقصصهم. مرت سنوات. وكان يفترض بالمنظور أن يتضح. ولكن عندما يتواصل احساس المطاردة ذاته من القصص ويتضح بين الحين والاخر بالواقع وليس بالقصص، يجدر بنا أن نفهم معنى الامر.
واضح كالشمس في وضح النهار، كما يقول الشاعر "مثل اثنين واثنين"، لان اليد الموجهة تكمن عميقا في فارق الفكر الايديولوجي. التعميم الفظ، التمييز في التفسير وفي التقرير، والتحليل احادي الجانب هي أسلحة تلك العهود، مثلما هي في هذه الايام. فما يدفع مجموعة من السكان تسمى "متنورة وتقدمية" لتقول إنني، ومحيطي الايديولوجي، أيدينا خفيفة على الزناد وعلى عود الثقاب بحيث أحرق رضيعا ابن سنته بالنار؟ ومن هم المتسرعون ممن يقررون عني بان رجلا مريضا عقليا، مكث في السجن على جريمة الطعن، يمثل فكر ونمط حياة أكثر من نصف الجمهور الذي يعيش في البلاد؟
داخل شعبي أعيش وأتجول على طول وعرض البلاد. بعيدا عن نطاق دولة الاعلام، عن تل أبيب. حتى لو نفضتم الجمهور الذي يسمى يمينيا، من فوق ومن تحت ومن كل اتجاه، فلن تجدوا لديه الكراهية اللاذعة نحو طائفة المثليين التي نهايتها القتل. وللتذكير، لم يثبت بعد سبب القتل في بار نوعر. لن تجدوا الكراهية للاجانب التي يلبسونها لي ولمحيطي. وعلى أي حال، فمن شاهد أو كان في المظاهرات الاخيرة يعرف من مصدر أول ما هي شدة الكراهية نحو الاخر. وفقط باسم الكياسة سيسمونه الجمهور اليميني والديني.
لا توجد منصة اعلامية واحدة، لا توجد قناة رسمية واحدة، تحاول أن تأتي بالصورة بكاملها. لن تسمع رأي اليمين بشكل نزيه، لن تسُأل الاسئلة بروح لطيفة، بل متعالية وبالطبع مضللة ايضا. هكذا يسأل غازي بركائي الوزير بينيت: "تاريخيا هذا يخرج من معسكركم. عامي بوبر ويونا ابروشمي ويغئال عمير. ما العمل اذا كان معسكرك ينتج هؤلاء الاشخاص؟ كل الاشخاص الذين ذكرتهم هم مع قبعة دينية على الرأس. ما العمل؟ تاريخيا؟ لنفتح حساب الماضي والحاضر ايضا؟ الجيل الشاب لا يعرف على ما يبدو بانه بعد "السيزن" جاء اغراق سفينة "التلينا"، وبأمر من رئيس الوزراء قتل 16 يهوديا. هل نبعد في الشهادة؛ فحتى قادة "حماس" يقولون انهم يحصلون على التشجيع على افعالهم "التخريبية" من قادة اليسار ووسائل الاعلام في البلاد! اذا كان احد ما معنيا بالحساب، فكل الاوراق تخرج. ليس مؤكدا ان النتيجة ستكون في جانب اليسار المتطرف.
عن "إسرائيل اليوم"
الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قيادي من حماس في سوريا
28 سبتمبر 2024