وجدت دراسة جديدة أن البشر الأوائل لم يتسببوا في انقراض أكبر الثدييات في إفريقيا من خلال عمليات الصيد التي قاموا بها بعد تعلمهم إنتاج الأدوات والأسلحة.
وتشير الدراسة إلى أن اختفاء الغابات والقضاء على الأراضي العشبية بسبب تغير المناخ، أدى إلى انقراض الثدييات الكبيرة قبل وقت طويل من بدء البشر في أكلها.
وقال العلماء إن المناخ المتغير أدى إلى حرمان الحيوانات من الطعام والمأوى، ما يعني أنها ماتت قبل ملايين السنين.
وما زالت إفريقيا تتمتع بأكبر تنوع في الثدييات كبيرة الحجم، ولكن هذا الواقع لم يكن دائما.
ومنذ نحو 50 ألف عام، كانت جميع قارات الأرض تقريبا مأهولة بمجموعة كبيرة ومتنوعة من الكائنات الحية التي تنافس التنوع الحالي الموجود في إفريقيا.
وشكلت أمريكا الشمالية وأوراسيا موطنا لأيقونات العصر الجليدي، مثل الماموث الصوفي والقطط المسننة، بينما جاب الكنغر العملاق وwombats المناطق النائية الأسترالية، وانتشرت الحيوانات "بحجم الغوريلا" عبر أراضي الغابات في مدغشقر.
ومع ذلك، اختفت هذه المخلوقات خلال الخمسين ألف سنة الماضية، حيث انتشرت أنواع الهومو (Homo)، خارج إفريقيا وعبر العالم.
ثم حدثت الانقراضات في كل منطقة من مناطق العالم باستثناء إفريقيا، حيث نجت معظم الثدييات الكبيرة إلى اليوم.
ولكن دراسة جديدة تشير إلى أن تغير المناخ على المدى الطويل، تسبب في انخفاض تعداد الثدييات العملاقة في إفريقيا على مدى 4.6 مليون سنة.
وقال تايلر فيث، الأستاذ المساعد في مجال الدراسات بجامعة Utah: "نعتقد أن دراستنا هي خطة رئيسية نحو فهم عمق التأثيرات البشرية على تواجد الثدييات الكبيرة، ويوفر حجة مضادة مقنعة لهذه الآراء المعقدة".
وقام باحثون أمريكيون بتجميع سجل 7 ملايين سنة من الانقراضات في شرق إفريقيا، مع التركيز على أكبر الأنواع، أو ما يسمى بـ "megaherbivores".
وعلى الرغم من وجود 5 "megaherbivores" فقط في إفريقيا اليوم، وفرس النهر والزرافات والفيل ووحيد القرن الأبيض ووحيد القرن الأسود، كان هناك تنوع أكبر بكثير في الماضي.
واستندت الدراسة إلى بقايا أحفورية في شرق إفريقيا وبيانات المناخ، لتكتشف على مدى السبعة ملايين سنة الأخيرة حدوث انقراض ضخم لـ "megaherbivores"، حيث انقرضت 28 سلالة، ما أدى إلى افتقار المجتمعات الحالية إلى الحيوانات الكبيرة.
ونُشرت الدراسة في مجلة العلوم.
المصدر: ديلي ميل