قال وزير الخارجية والمغتربين رياض المالكي أن اندونيسيا لن توقع اتفاقية التجارة الحرة مع استراليا المقدرة بـ20مليار دولار، إذا ما نفذت الأخيرة تهديداتها بنقل سفارتها إلى القدس المحتلة.
وتحدث المالكي حول نية استراليا نقل سفارتها الى القدس، "تحركنا على عدة مستويات دولية للضغط عليها وبالأخص اندونيسيا وماليزيا، حيث أكدت لنا إندونيسيا أنه لن يكون هناك توقيع على هذه الاتفاقية إذا ما نفذت استراليا تهديداتها بخصوص نقل السفارة".
وأشار إلى أنه وجه رسالة إلى وزير خارجيتها في ضوء العلاقات المتطورة بين الجانبين، مؤكدًا العمل من أجل استباق هذه الخطوة لمنع تنفيذها، لكي تبقى أميركا الدولة الوحيدة في العالم المخالفة للقانون الدولي بنقل سفارتها إلى القدس.
وفي السياق ذاته، وبخصوص تصريحات الرئيس البرازيلي الذي سيستلم مهامه بداية كانون الثاني المقبل، والذي اشار خلال حملته الانتخابية الى نيته نقل سفارة بلاده الى القدس المحتلة، أكد المالكي وضع استراتيجية في هذا الإطار بدأت بالاتصال بالمجمع الانجيلي، على أن يتم ارسال وفد من مجمع الكنائس الفلسطينية للحديث معهم، علاوة على تحرك على مستوى الدول التي لها تأثير على البرازيل، وكذلك على مستوى الجامعة العربية لتوجيه وفد من وزراء الخارجية العرب إلى هناك.
وأوضح أن قداسة البابا الذي وصف الرئيس محمود عباس بملاك السلام حريص على استمرار التنسيق حول العديد من القضايا، مشيرًا إلى أنه سيتم الطلب من البابا فيما يتعلق بموقف الرئيس المنتخب بالبرازيل الهادف لنقل سفارة بلاده في إطار عقائدي، مضيفا "لنرى كيف ستتمكن الكنيسة الكاثوليكية مساعدتنا من خلال اتباعها في البرازيل لمنع نقل سفارتهم، وللحديث في كيفية حماية الاراضي المقدسة".
وفي سياق آخر، أشار المالكي إلى وجود بشرى بالقريب العاجل بما يخص اعتراف عدة دول فيها، لافتا الى ان التركيز الان ينصب على ثلاثة دول دون أن يحددها، وقال: "لدينا شهر حتى نهاية العام الحالي وهو كافي لحشد المزيد من الاعترافات".
وفي السياق ذاته، بين المالكي أن الاتحاد الاوروبي لم يعد يربط اعترافه بدولة فلسطين باتفاقية سلام بينها وبين اسرائيل، وهو ينتظر الوقت المناسب للقيام بهذه الخطوة، مشيرا إلى التطور الآخر على صعيد الاتحاد الأوروبي، أن كل دولة في الاتحاد تستطيع الاعتراف بدولة فلسطين لوحدها دون الحاجة لأن يكون الاعتراف جماعيا كمان كان في السابق.
وأوضح المالكي أنه في حال اعترفت فرنسا بدولة فلسطين ستسحب معها خمس دول على الأقل، علما أن هناك دول أكدت لنا أنها تريد الاعتراف ولكنها لا تريد ان تكون السباقة حتى لا تدفع ثمن هذا الاعتراف، وتريد الاحتماء بغطاء فرنسا لحمايتها، مؤكدا العمل الحثيث الرئيس مع فرنسا لحثها على الاعتراف.
وفيما يتعلق بزيارة المالكي المقبلة إلى المكسيك، قال: "إنه سيمثل الرئيس محمود عباس في حفلة تنصيب في الأول من كانون الأول، وسيتحدث مع الرئيس المكسيكي الجديد، ووزير خارجيته في موضوع اعتراف المكسيك بدولة فلسطين".
وبخصوص ما صدر عن الرئيس التشيكي بنقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس، قال المالكي: "إن الرئيس التشيكي مثير للجدل، وليس لديه أية صلاحيات للحديث في الشأن السياسي الخارجي لبلاده، علما أن وزير خارجيته أكد أنه مهما قال رئيسه فذلك لا يعني شيئاً، وبأن بلاده تحترم القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة وتلتزم بقرارات الاتحاد الأوروبي، وبالتالي لن يكون هناك نقل لسفارة بلاده".
وفيما يتعلق برئاسة فلسطين لمجموعة الـ77 والصين بداية العام المقبل، قال المالكي إن الرئيس شكل فريقا وطنيا للمتابعة تقوده وزارة الخارجية والرئيس المشرف العام عليه، لافتا إلى التواصل المستمر مع بعثتنا في نيويورك، موضحا أنه جرى اجتماعا مع السكرتارية الدائمة للمجموعة في نيويورك، شاركنا فيها واستمعنا لكافة التفاصيل المتعلقة باستلام الرئاسة وما هو المطلوب على كافة المستويات.
وأضاف: "في عام 2019 ستعقد ثلاث مؤتمرات دولية مرتبطة بالتنمية، ستقودها فلسطين وتشرف عليها"، موضحًا أنه من الواجب التحضير بشكل جيد على كل المستويات، كما أن التنسيق جار مع عدد من الدول للاستفادة من خبراتهم السابقة".