بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة لصاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني حفظه الله ورعاه،،
أما بعد،،
أسعدتني كلمة جلالتكم بمناسبة يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني، بما احتوت عليه من ركائز ومبادئ تبنيتموها وعملتم عليها جلالتكم بخصوص الصراع العربي الإسرائيلي، وهنا أؤكد على ما أتى في خطابكم في تعريف هذا الصّراع الذي حاول البعض أن يطبعه ويدمغه بالصّراع الفلسطيني الإسرائيلي.
حقيقةً جلالة الملك كلمتكم رفعت معنوياتنا وأشعرتنا بأن لنا إخوة نستظل بهم ويمثّلون عمقنا العربي والتاريخي وبمواقف صلبة تضحد فكرة كثير من المشاريع الدارجة الآن لحل الصّراع، وباستنادكم إلى قرارات الشّرعية الدولية وأهمها القرار 194 الذي ينص على العودة والتعويض وبقاء وكالة الغوث للاجئين بالتزاماتها إلى حين تطبيق هذا القرار وإعطاء الشعب الفلسطيني حقه وهو الشرعية الدولية والشرعية العربية التي عليها إجماع عربي بدولة فلسطينية عاصمتها القدس الشريف ولا شرعية للإستيطان والمستوطنين على ذرة تراب واحدة في أرضنا في الضفة الغربية وأي مكان للإستيطان.
نعم إنها تتحدث عن تاريخ من العراقة العربية الأصيلة، فلكم المجد جلالة الملك. منذ ما يقارب عقدين وعند اعتلائكم عرش المملكة الهاشمية ونحن نشهد تطويرًا واستكمالًا على المستوى الداخلي والخارجي لحالة التلاصق الأبدي بينكم وبين الشعب بما يعطي مؤشرات ديمقراطية كبرى وأنا متتبع خطواتكم الرشيدة في قيادة البلاد، وكان لي الشّرف أن أتابع نشاطات المستشار المحامي عبد الناصر نصّار بما كلف به من مهام قانونية ووطنية في الدفاع عن المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس من جهد مضني وعمل مثابر يغيظ الأعداء ويشعل نار الحقد في نفوس لا تريد لأي نجاح أن يكمل طريقه، ونذكر هنا الجهود المضنية التي بذلها المستشار عبد الناصر نصار في الحفاظ على الهوية العربية والإسلامية في القدس الشريف في وجه عمليات التّهويد التي تطال المسجد الأقصى وبالوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس وإدارة الأوقاف وهي مسؤولية تاريخية تحمّلتموها وتقومون بأدائها بكل أمانة وشرف.
وهنا أذكر الجهود المبذولة من قبل المستشار عبد الناصر في قضية قصر جلالة الملك الحسين ابن طلال المغفور له والتي استمرت خمس سنوات كان خلالها سيادة المستشار يكافح من أجل إحقاق الحق ضد إبطال الحجة الوقفية لهذا القصر والذي كانت فيه آخر لقاءات جلالة الملك الراحل مع الرئيس أبو رقيبة ما قبل عدوان عام 1967م.
وهنا نثمن مجهودات الأخ المستشار الذي تبرع بالقيام بهذه المهام في الدفاع عن المقدسات الإسلامية والمسيحية حسب توجيهات جلالتكم.
لقد أثارت مجهودات الأخ المستشار حفيظة الحاقدين بمحاولات لإغتياله سياسيًا وبعمق مسؤولياته الوطنية والقومية والدينية تجاه المقدسات الإسلامية والمسيحية ولخلق منطقة فراغ حول تلك المسؤوليات تمكن أصحاب الحاجات والمصالح من إتمام مشروعاتهم الخاصة في القدس والتي تقترن بالتهويد وتغيير معالم المدينة والمسجد الأقصى.
وكما نوهتم جلالتكم في رسالتكم في يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني برفضكم القاطع لأي عمليات لتغيير الواقع في مدينة القدس والمسجد الأقصى.
لجلالتكم كل التقدير والإحترام من مواطن فلسطيني يجد القوة والدعم كما هو حال الشعب الفلسطيني من مواقفكم التاريخية والوطنية ومسؤولياتكم التاريخية نحو القدس المسجد الأقصى وفلسطين والشعب الفلسطيني.
ومن هنا ندعو جلالتكم لإنصاف الأخ المستشار في وجه كل محاولات اغتياله سياسيًا وعمليًا ليستمر العطاء من خلال المسؤوليات المكلف بها تجاه مقدساتنا الإسلامية والمسيحية وكافة القضايا الوطنية التي تتعلق فيها الأعمال بقوة الضمير والإخلاص في العمل.
ودمتم جلالة الملك
سميح خلف مناضل فلسطيني-كاتب ومحلل سياسي