بقلم: سميح خلف

من هو الذي يقود المشروع الوطني..؟؟

سميح خلف
حجم الخط

ادهشني تصريح الاخ النخالة الامين العام لحركة الجهاد الفلسطيني لصحيفة الحياة اللندنية ، قائلا ان فتح لم تعد تقود المشروع الوطني الفلسطيني، ومن حيث انتهى سنبدأ ، ما زالت فتح هي حركة الجماهير الفلسطينية وحركة الشعب الفلسطيني فهي ليست حزب مربع ومحكم الاضلاع فهي مساحة ممتدة في عقول وخلايا كل الشعب الفلسطيني بمختلف طبقاته وفئاته ، فتح بادبياتها وثقافتها واهدافها ومنطلقاتها التي تصلح لكل زمان ومكان وتغير وظرف وليس كما ادعى الاخ النخالة بان هناك قوى اخرى ، نعم هناك قوى اخري صعدت ولكن برامجها لا تحقق شرطية ان تقود المشروع الوطني ، فتح ومن خلال منظمة التحرير هي من وضعت استراتيجية الصراع مع الاحتلال والنظرية الصهيونية عندما طرحت الدولة الديموقراطية ولانها تعلم الى اين سيؤول الصراع لحسابات نضالية فلسطينية تعمل فيها الديموغرافيا الجزء الأهم في النضال والصمود فتح التي انطلقت بالبندقية وحققت الايقونة الثورية والثقافة الثورية للشعب الفلسطيني تلك الثقافة المنظمة والتي لولاها لما خرجت تلك الفصائل بعملها المقاوم ، فهي من استدمت من التجربة التي قادتها فتح ارث عظيم واعتذر للفتحاويين عندما اقول ارث كبير وعظيم ، وما زالت فتح قادرة على ان تنطلق في لحظة تتشكل فيها قيادة تعيد فتح ببعدها التنظيمي والامني والثقافي والمهني وبنظريتها الكفاح المسلح ، اذا اعتمدت فتح على نظريتها وافكارها ستتغير موازين الصراع واعتقد هذا ما تخشاه اسرائيل .

اننا لا نقلل من انجازات وتجربة الاخرين بالقدر الذي لا يتجاوزوا حقائق وحقيقة فتح في الساحة الفلسطينية والعربية والدولية . التجريح بفتح لا يليق بامين سر فصيل نحترمه وندعمه واشدنا فيه في اكثر من مكان ومقال ، بل نعتبر الاخ الشهيد الشقاقي هو اخ لنا في درب النضال والتجربة التراكمية كما هو الاخ الذي نقدره وخسرناه ونحزن لحاله شفاه الله الاخ رمضان شلح والذي نضع على حالته الف علامة استفهام ..؟؟ وتغيب حالته واوضاعه عن كل الاحتمالات والتي لم تلقى متابعة من احد..؟ فتح بدولتها الديموقراطية او الدولة الواحدة وكما عبر عنها الاخ والقائد الوطني محمد دحلان بالدولة الواحدة ، ولكل مرحلة اطروحاتها وبكل تاكيد بان لا تتجاوز الاستراتيجيات ، وعندما تفشل اطروحة الدولتين وكما الحال كنا اعترضنا على هذا البرنامج وتسيس حركة فتح ببرنامج واهمال الكفاح المسلح ونحن الفتحاويون وقبل ان تنطلق فصائلكم .

ما زالت فتح تقود البرنامج والمشروع الوطني بادبياتها التي وضعتها والتي لا اعتقد ان اي لجنة صياغة ستصيغ برنامج نضالي تحرري كما صاغته فتح ولي ان اذكرك الاخ النخالة لو نظرت لوثيقة حماس الاخيرة لوجدت ان 32 بند فيها مأخوذ من ادبيات فتح والميثاق الوطني الفلسطيني . دحلان وهو القائد الفتحاوي الذي تجاوز التمثيل الفتحاوي الى التمثيل الوطني وكما دعى للشراكة وانتهاء عهد الرؤساء والقادة الذي لا ينافسهم احد او يواجههم احد انتهى ، عقلية فتح الديموقراطية البرلمانية التي دعى لها دحلان في اكثر من لقاء لقيادة جماعية ، هذه هي فتح وعقلية فتح ، فتح تعرضت لكبوات واخطرها الكبوة التي تتعرض لها فتح بعد اوسلو لا تعني نهاية فتح ونهاية برنامج وافكار واطروحات ، ففتح هي ملك المولود الذي لم يولد بعد بل هي ملك الطفل والمراءة والشاب والشيخ ، ونحن نفهم ومنذ انطلاقة فتح كمعبرة ومجسدة عن حركة النضال الوطني ، كيف وجدت الفصائل ..؟؟ ولماذا ..؟؟؟ ومن هو الذي انشأها ..؟؟ وبأي بعد اقيمي ..؟ كثير منها نفهم طبيعة وجودها ..؟ وتخيل يا اخ نخالة ان حركة التحرر الوطني الفلسطيني موحدة تنظيميا وعسكريا وماديا وقيادة كمثل حركة التحرير الجزائرية او الفيتنامية ، وتخيل ان الصراع بين الجبهة الشعبية لتحرير اليمن بقادة القحطاني والقومية بقيادة عبد القوي المكاوي لو اتحدوا لما تعرض اليمن الجنوبي لصراعات دموية في حرب التحرير .

نعم نحن نسعي وكما قال وعبر الاخ محمد دحلان لشراكة حقيقية لمنظومة برلمانية في مناخات ديموقراطية كاملة تاخذ فيها السلطات التشريعية كافة صلاحياتها في المتابعة والمحاسبة هذا مع قناعاتنا ان منظمة التحرير وميثاقها الوطني الذي صيغ في 64م وسنة 69م هو من يقود البرنامج الوطني ، دحلان كقائد لفتح واخوة مناضلين اخرين والتي تؤمن بتجربتها وانطلاقتها وتجربة الاخرين هي مفتاح السر لانطلاقة فلسطينية جديدة ليست منفصلة بل مستمدة وجودها من التجربة مع الاخذ في الاعتبار الدراسة الدقيقة اين كان الخطأ..؟ واين كان الصواب ..؟؟ وما هو المطلوب منها في هذه المرحلة ..؟ التي تغير فيها كل شيء على مستوى الاقليم والمستوى الدولي . واخير ا ان الحصار على غزة وما نؤمن به بانه حصار للقضية والشعب الفلسطيني وتالمت منه فتح قبل اي فصيل ومحاولات خلق كيانية منفردة في غزة بعيدا عن المشروع الوطني والوحدة الجغرافية والحل المرحلي هو من اخطر ما يواجهه الشعب الفلسطيني ، واعتقد ان التعددية الفصائلية ومصادر تمويلها هي من اهم الاسباب التي وفرت مناخات لمثل تلك الاطروحات فوحدة الشعب الفلسطيني تحت مظلة منظمة التحرير والشراكة العادلة والبرنامج الموحد .

ومتى سنحارب ؟وكيف وباي الوسائل وما هي الادوات ؟ كل هذا مهم لوقف اي نشاطات دبلوماسية وامنية وسياسية تعارض مصالح شعبنا وكما قال لاخ دحلان : اذا توحد الشعب الفلسطيني فلا قوة في الارض تستطيع فرض علية اي حلول .