أردوغان: القضية الفلسطينية والقدس هي قضية وطنية لدى تركيا

أردوغان
حجم الخط

أفاد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: "إن القضية الفلسطينية والقدس هي قضية وطنية لدى تركيا"، لافتا إلى أن "إسرائيل" تمارس إبادة ثقافية في القدس المحتلة وتحاول محو الآثار الإسلامية فيها.

جاء كلام أردوغان خلال افتتاح أعمال المؤتمر الثاني لرابطة "برلمانيون لأجل القدس"، والذي يستمر على مدار يومي الجمعة والسبت 14 – 15 ديسمبر 2018، بمشاركة أكثر من 500 نائب يمثلون 80 دولة حول العالم.

وقال: "أتوجه بالتحية لأبناء فلسطين الأبطال الذي يتصدون للاحتلال بصدور عارية، وكذلك أوجّه التحية للمظلومين من غزة، والذين يتمسكون بالحياة رغم الظلم، وللاجئين الفلسطينيين الصابرين منذ 70 عاماً، ولم ينقطعوا عن الصلة بوطنهم، وأتوجه بالتحية أيضاً إلى جميع من يبذل جهوداً حتى تصبح القدس وفلسطين داراً للسلام، وكذلك لجميع من يعمل للسلام والرفاهية في مختلف بلدان العالم، ففلسطين هي ورقة اختبار وقعت على كل مؤمن".

وأضاف: هذا المؤتمر الذي ينعقد تحت عنوان "القدس عاصمة فلسطين" من أجل تحقيق هدف سامٍ يستحق كل التقدير والشكر، وأتمنى أن تكون مشاوراتكم واتصالاتكم التي تقومون بها ناجحة"، متوجًا بالتحية إلى شهداء الشعب الفلسطيني الذين سقطوا بنيران الاحتلال الإسرائيلي، مستذكراً المتضامنة "راشيل كوري" التي قتلت تحت الجرافات الإسرائيلية.

وتابع قائلاً: "قضية فلسطين والقدس هي قضية مليار وسبعمائة مليون مسلم حول العالم، وهي قضيتنا المصيرية المشتركة، إن القدس هي هدية لنا من أنبياء الله عز وجل، ولا يمكن أن نفرق بين القدس وإسطنبول والقاهرة والمدينة ومكة، والقدس هي خط أحمر لنا، ونحن نعلم أن الدفاع عن القدس هو دفاع عن الإنسانية برمتها، بل هو دفاع عن السلام والعدالة والاستقلال".

وأشار إلى أن: "إسرائيل تمارس إبادة ثقافية في القدس، وإذا ظننتم أنكم ستتمكنون من ذلك من خلال نقل سفارات فأنتم مخطئون، وأهم سبب يشجع "إسرائيل" هو تلقيها الدعم من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، ولهذا السبب أقول دائما أن العالم أكثر من خمسة".

ونبّه الرئيس أردوغان إلى أن "الإعلام الدولي الذي تمسك زمام أموره "إسرائيل" يتحدث بدعايات معاداة السامية. إن رفض ممارسات "إسرائيل" ليست معاداة للسامية، ونحن أيضاً لا ننظر إلى اختلافات الناس، وفي ديننا لا يمكن معاداة الناس لاختلافاتهم اللغوية أو العرقية أو الدينية".

وأشار أردوغان إلى الجهود التي بذلتها تركيا في مواجهة قطع المساعدات الأمريكية عن "أونروا"، والتي أثمرت بتجاوز أزمتها المالية هذا العام، داعياً إلى مواصلة الدعم للوكالة الدولية.

كما دعا أردوغان الفلسطينيين إلى إنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية، حيث قال: "الإخوة الفلسطينيون؛ عليكم إنهاء الانقسام. المؤمنون إخوة. علينا أن نقوم بمقتضى أخوّتنا حتى نتحلى بالقوة، ونتملكها، وإذا لم نفعل ذلك فإنكم ستضعفون وتذهب ريحكم، الخلافات فيما بين المجموعات الفلسطينية تخدم دولة الاحتلال أكثر، وإسرائيل أيضاً تريد أن يبقى الانقسام موجوداً للاستمرار بسياسة التهويد".

وختم أردوغان بالقول: "هؤلاء الذين يحاولون إنهاء القضية الفلسطينية بمساومات. لن نسمح لهم بذلك، وسنسخّر جميع إمكانياتنا للدفاع عن القضية الفلسطينية والقدس، وبفضل نضال إخواننا الفلسطينيين، ووعي المسلمين ستصل القضية الفلسطينية إلى مبتغاها، ومهما يكن من ظلم فإنه لن يمنع من تحرير القدس والمسلمين".