ما ان انهى عبد المجيد حجة امين عام اللجنة الاولمبية الفلسطينية الترتيبات لاستقبال رئيس اللجنة الاولمبية اللواء جبريل الرجوب الذي كان من المقرر ان يصل الى مقر اللجنة الكائن في البيرة لاستكمال اجتماع المكتب التنفيذي الذي بدأه يوم الاربعاء 12/12/2018 بحضور اعضاء المكتب من المحافظات الشمالية حتى داهمت قوة كبيرة من الجيش الاسرائيلي مكان الاجتماع.
حدث ذلك يوم الخميس 13/12/2018 الساعة السابعة مساء ، عندما حاصرت الاليات العسكرية الاسرائيلية المقر، وتمركز الجنود حوله، فيما اقتحم عدد آخر المبنى دون أي اعتبار.
ووسط هذه الأجواء وقف "حجة " المعروف بشخصيته القوية ولباقته واتقانه العديد من اللغات وخاصة العبرية مدافعا هو والجميع عن المكان، معلنين للاحتلال ان هذا مقرا للجنة الاولمبية الفلسطينية والمتواجدين هنا هم من الشخصيات الرياضية، مع العلم ان الجنود يدركون طبيعة البناية التي اقتحموها فعلى بابها الرئيس رفعت ثلاثة اعلام كل منها على سارية واحد منها علم اللجنة الاولمبية الدولية والاخر علم فلسطين والثالث علم اللجنة الاولمبية الفلسطينية وكل من يدخل المقر يجدها امامه ولا يراها الا من على عيونهم غشاوة.
وقد احتجز الجيش وبقوة السلاح جميع من تواجد هناك في غرفة واحدة بعد ان اشبعوهم بكلماتهم النابية والتي تعبر عن حقد المحتل لكل ما هو فلسطيني.
ووسط هذه الأجواء سارع اللواء الرجوب الى المكان للوقوف الى جانب الجميع وتفقد المقر وفي تصريح أولي وصف الرجوب الإعمال الإسرائيلية بحق الرياضة الفلسطينية بالوحشية المشينة، مضيفا أن ما حصل يشكل إهانة بالغة، وانتهاكا صارخا للميثاق الأولمبي العالمي.
وأشار الرجوب إلى أنه باشر بإجراء اتصالاتٍ فورية مع رئيس الدائرة القانونية في اللجنة الأولمبية الدولية، ومع مسؤول التضامن الآسيوي الأولمبي، حيث أكد أن اللجنة الأولمبية الفلسطينية والأسرة الرياضية ستقوم بمتابعة كل شئ من اجل الوصول إلى قرار عقابي يحول دون استمرار الاحتلال بالمضي بهذه التجاوزات والانتهاكات والجرائم الاحتلالية.
كما وجه اللواء الرجوب النداء للامتين العربية والاسلامية وبشكل خاص الأسر الرياضية وهيئاتها الرسمية والشعبية، للالتزام بقرارت جامعة الدول العربية الرافضة لكافة أشكال التطبيع مع الاحتلال بما فيها التطبيع الرياضي، واصفا التطبيع الرياضي في هذه المرحلة بالخيانة للأخلاق الرياضية والقومية العربية.
وجدد الرجوب التأكيد على إصرار الأسرة الرياضية الفلسطينية مواصلة كافة فعالياتها ،مؤكدا على حالة الالتحام المتميزة بين الشعب الفلسطيني العظيم وقيادته برئاسة الأخ الرئيس محمود عباس أبو مازن".
ولم يكن اقتحام مقر اللجنة الاولمبية الفلسطينية بداية مسلسل الانتهاكات الإسرائيلية بحق الرياضة الفلسطينية ولن يكون الأخير فتاريخ دولة الاحتلال وممارساتها تجاه الرياضة الفلسطينية وابناء شعبنا تاريخ طويل يحفظه أبناء شعبنا ومنه ما يتعلق بمنع إقامة المنشآت الرياضة لخدمة الشباب الرياضي، ولعل في اقامة ملعب ماجد اسعد الذي لا يبعد كثيرا عن مقر اللجنة الاولمبية مثال على ذلك: فلولا تدخل الفيفا والعديد من الجهات الدولية لما اقيم الملعب فيما لا زالت قوات الاحتلال تمنع اقامة ملعب مماثل بالقرب من بلدة بيت امر الواقعة شمال مدينة الخليل بحجج واهية.
لقد استشاطت دولة الاحتلال غضبا عندما تقدم المنتخب الوطني الفلسطيني الى المركز "73" عالميا على لائحة التصنيف الدولي للمنتخبات العالمية بكرة القدم وكرس رجال السياسة قبل رجال الرياضة جزء كبيرا من وقتهم لفهم اسباب هذا التقدم الفلسطيني وكيفية عرقلته.
وتحتجز سلطات الاحتلال العديد من الأدوات والمعدات التي ارسلتها جهات دولية والفيفا ومنعتها من الوصول الى الاتحادات الرياضية.
ناهيك عن المنغصات التي تتعرض لها المنتخبات القادمة الى فلسطين من اجل اللعب هنا واصدق دليل على ذلك منع عدد من اللاعبين الباكستانيين من الوصول الى رام الله لمشاركة منتخبهم اللعب امام الفدائي في المباراة التي احتضنها ملعب فيصل الحسيني قبل أسابيع قليلة.
وكذلك عدم السماح لعدد من أعضاء البعثة المالديفية من بينهن عدد من اللاعبات من الوصول الى القدس من اجل مشاركة منتخبهن في التصفيات الأسيوية المؤهلة الى اولمبيات طوكيو 2020 والتي استضفتها فلسطين الشهر الماضي، كما منع ايضا عدد من لاعبات البعثة الاندونيسية .
ولم تقتصر الإجراءات الإسرائيلية على عملية المنع فقط بل ايضا في التلكؤ وتأخير إصدار التصاريح اللازمة لدخول البعثات الى فلسطين وتبقى البعثات الراغبة بالوصول على أعصابها وفي النهاية تصدر لها تصاريح الدخول قبل وقت قصير من اللقاء وهذا ما يرفع فاتورة التكلفة التي يدفعها الاتحاد الفلسطيني لتغطية مصاريف اقامة هذه البعثات في الفنادق، اضافة الى حالة القلق التي تؤثر على هذه البعثات حتى انها تتردد في المرات القادمة بالموافقة من اجل الوصول الى فلسطين.
وهذه الإجراءات لا تقتصر على البعثات الوافدة الى فلسطين بل ان على المنتخب الوطني الفلسطيني نفسه الذي لم ينجو من تصرفات الاحتلال وبطش أجهزته فكثيرا ما يتعرض اعضاء المنتخب الوطني الفلسطيني لكرة القدم بشكل خاص والمنتخبات الفلسطينية في شتى الالعاب بشكل عام للتنكيل والانتظار ساعات طوال حتى يسمح لها بالمرور سواء في اثناء الخروج او عند العودة الى الوطن وما يتعرض له لاعب منتخبا لكرة القدم سامح مراعبة اصدق دليل على ذلك .
وفي مجال اعتقال اللاعبين وابناء المؤسسة الرياضية فحدث ولا حرج فقبل فترة وجيزة اعتقل عدد من لاعبي فريق الخضر لكرة القدم بالقرب من بيت لحم وكذلك اعتقال محمود قشمر عضو إدارة والناطق الاعلامي لنادي اسلامي قلقيلية وبعد ايام اعتقل المدير الاداري للنادي زكي داوود جاء ذلك بعد وقت ليس بالطويل من اخلاء سبيل المدير الفني للفريق مؤيد شريم الذي اعتقل لعدة اشهر.
وكانت قوات الاحتلال قد اقتحمت نادي سلوان قبل اقل من شهرين واحتجزت العديد من مرتادي النادي من كلا الجنسين اثناء عقد اجتماع لبحث سبل النهوض بالنادي الرياضي الذي اقام جيش الاحتلال في مكان ليس ببعيد عنه مستوطنة، كما اقتحمت ملعب برج اللقلق اثناء اقامة فعالية رياضية فيه، ناهيك عن الإجراءات الإسرائيلية بحق نادي بيت حنينا.
وفي مكان ليس ببعيد عن سلوان وفي بلدة العيسوية بالقدس تمارس قوات الاحتلال بطشها لمنع اهالي العيسوية من ترميم ملعب البلدة وتقوم بعمليات عرقلة العمل علما بأن ما يقوم به أهالي العيسوية هو عملية تبديل عشب ملعب كرة القدم بأخر الا ان ذلك لم يروق لدولة الاحتلال .
يجري هذا بالرغم من كل الجهود التي يبذلها الجانب الفلسطيني برئاسة اللواء جبريل الرجوب رئيس اللجنة الاولمبية الفلسطينية رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم والتي كان اخرها في اجتماع الجمعية العمومية لاتحاد اللجان الأولمبية الوطنية (انوك) الـ 23 ،في العاصمة اليابانية طوكيو والذي عقد نهاية الشهر الماضي طالب الرجوب، السيد توماس باخ، رئيس اللجنة الأولمبية الدولية، بالتحرك بشكل سريع وعاجل لوضع حد لانتهاكات الاحتلال بحق الرياضة الفلسطينية، وبضرورة إصدار بيان يدين هذه الانتهاكات، ويؤكد على حق حرية الحركة للرياضيين الفلسطينيين، وبحرية حركة إدخال المعدات والتجهيزات الرياضية إلى فلسطين، وعلى حق اللجنة الأولمبية الفلسطينية بتطوير الرياضة على أرضها.
وأشار الرجوب إلى أن الاحتلال منع نائب رئيس اللجنة الأولمبية الفلسطينية، د. أسعد مجدلاوي من مغادرة المحافظات الجنوبية لحضور اجتماع الجمعية العمومية للأنوك، حيث سلم الرجوب باخ رسالة خطية حول هذا الشأن.
وأكد الرجوب على أهمية الدور الذي يمكن أن تقوم به الأولمبية الدولية على صعيد الضغط على الاحتلال الاسرائيلي وإلزامه بتطبيق القوانين والمواثيق الأولمبية اتجاه فلسطين كعضو فاعل في اللجنة الاولمبية الدولية.
واعتبر الرجوب أن الضغط الدولي على اسرائيل سيكون له أثر ايجابي على صعيد ثني اسرائيل ولجمها عن مواصلة ارتكاب الجرائم والعنصرية بحق الرياضيين الفلسطينيين.
وكان الرجوب قد عقد اجتماعا في شهر اكتوبر مع رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم " جياني انفانتينو" على هامش اجتماع الجمعية العامة للاتحاد الاسيوي لكرة القدم ال 28 بكوالالمبور العاصمة الماليزية حث فيه انفانتينو، إيجاد الية ضمانات لحق الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم بتطوير كرة القدم على أرضه دون معيقات، ولحل المشكلات التي تواجه مسيرة التطوير المتمثلة بالجرائم والانتهاكات العنصرية الإسرائيلية المتواصلة بحق عناصر اللعبة.
واستعرض الرجوب خلال اللقاء كافة المشكلات والمعيقات التي تواجه تطور مسيرة كرة القدم الفلسطينية، ووجه الرجوب الدعوة للسيد انفانتينو لزيارة فلسطين للاطلاع عن قرب على مشاكل الكرة الفلسطينية.
مما تقدم الكل هنا يسأل : أما ان الاوان لاتخاذ مواقف مناصرة للرياضة الفلسطينية وتطبيق القانون الدولي لحماية الرياضة الفلسطينية ؟؟ أم ان هناك صفقة قرن رياضية تهدف الى تركيع الرياضة الفلسطينية لتساير دولة الاحتلال واضاعة الحقوق الرياضة الفلسطينية أسوة بصفقة القرن السياسية التي يتحدث عنها رجال السياسة .....!!!!