على صفحته الرسميّة، رُبما لن تجمع اللُغة بينكما لتتابعه وتصبِح صديقًا لديه، فلا هو يكتب العربيّة، ولا هو يكتب الإنجليزية، وفي حين ينشُر التعليقات المُصاحِبة لمشروعاته بكُردية بحروفٍ عربية، إلا أنها تتحدّث عن نفسها برسالة فنية فريدة رُبما تعبُر حدود اللُغات، لتتجرّد أخيرًا من كُل عباءات الجنسيات والمذاهب واللُغات، وترتدي عباءة واحدة تُلخِص العلاقة بين الفن والإنسانية.
«أحمد ناباز»، فنان تشكيلي، من كُردستان العراق، جامعًا بين السلك الأكاديمي، وإنتاج أعمال فنيّة على طريق «فوتو – مونتاج»، أو المزج بين الصوَر عن طريق استخدام برنامج «الفوتوشوب»، يخطو خطوات ثابتة نحو عقده الثالث، فأستاذ الفنون بكلية الفنون الجميلة بجامعة صلاح الدين بأربيل من مواليد 1986، لتتخذ أعماله التي يستخدم حِساب فيسبوك خاصته، وصفحة رسمية دشنها، طابعًا فيروسيًا لتنتشر بشكل موسّع على موقع التواصل الاجتماعي.
صور الفنان بعض رؤساء العالم كـ«قتلة ومدمرين» يلتقطون صورًا تذكارية مع ضحاياهم، وهو المشروع الأول لـ«ناباز»، الذي جاء تحت اسم «المدمرون»، ليصوّر القادة السياسيين والعسكريين في آن، وفي خلفيّتهم صور حيّة من مجازرهًم.
يقول أستاذ الفنون بجامعة صلاح الدين بأربيل أن سلسلة القتل والأرهاب التي انفرط عقدها من أيام قابيل وهابيل، اتخذت اليوم مستوى أكثر حدة وعنف ووصل إلى حد «الإبادة الجماعية» للبشر، بدافع من الاختلاف معهم عُنصريًا ودينيًا، إقليميًا وأيديولوجيًا، وأصبح معها الإنسان الحُر البرئ مضطرًا أن يعيش وسط تبعات هذا الفكر التدميري، وأن يواجه العالم من وسط «أكوام الجُثث»، ومن بين أُناس يعتزّون بمجازرهم التي ارتكبوها.