شرح حديث: لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل وضوء

V27Rc.jpg
حجم الخط

شرح حديث

"لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل وضوء"

عن أبي هريرة رضي الله عنه: عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لولا أن أشقَّ على أمتي لأمرتُهم بالسواك مع كل وضوء))؛ أخرجه مالك، وأحمد، والنسائي، وصحَّحه ابن خزيمة، وذكره البخاري تعليقًا.

المفردات:

 

((لأمرتهم))؛ أي: لطلبتُ منهم طلبَ إيجاب.

((السِّواك))، بكسر السين، في اللغة يطلق على الفعل وعلى الآلة، ويراد به في الاصطلاح استعمال عُود أو نحوه في الأسنان لتذهب الصُّفرة وغيرها.

((مع كل وضوء))؛ أي: عند كل وضوء.

((وضوء)): الوضوء؛ بالضم الفعل، وبالفتح الماء، والمراد هنا الأول.

(تعليقًا): التعليق: إسقاط راوٍ أو أكثر في بَدْء السند.

البحث:

قال ابن منده: إسناد هذا الحديث مجمع على صحته، وقد ورد في معناه عدةُ أحاديث عن عدةٍ من الصحابة:

عن علي عليه السلام عند أحمد.

وعن زيد بن خالد عند الترمذي.

وعن أم حبيبة عند أحمد.

وعن عبدالله بن عمر، وسَهْل بن سعد، وجابر، وأنس عند أبي نعيم.

وأبي أيوب عند أحمد والترمذي.

ومن حديث ابن عباس وعائشة عند مسلم وأبي داود.

ولا شك أن قوله عليه السلام: ((لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك))، معناه أنه لولا المشقة لأمرتهم أمر إيجاب، وهو يفيد أنهم مأمورون به أمرَ استحباب.

ما يفيده الحديث:

1- أن السواك غير واجب.

2- وأن سبب عدم إيجابه هو رعايةُ التيسير وترك المشقَّة.

3- وأنه مستحبٌّ.

4- وأن وقت استحبابِه عند كل وضوء.