توصل مبتعث فلسطيني، ضمن فريق الباحثين من معهد العلوم الطبية بجامعة طوكيو، لآلية جديدة قادرة على تحديد بروتين ومستقبلات موجودة على الخلايا السرطانية، التي تسبب تكوين سرطان الجلد "الميلانوما".
ويُعد الدكتور يوسف محمود سلامة صاحب فكرة الورقة البحثية، التي تم التوصل بموجبها لهذه الآلية، ليتم اختياره بعدها كأحد أعضاء الفريق البحثي لجامعة طوكيو. وفي اليابان، نشط د. سلامة في مجال السرطان والخلايا الجذعية، قبل أن يصبح أحد أبرز الباحثين في هذا المجال على مستوى اليابان.
ويمثل "الميلانوما" حوالي 1% من سرطانات الجلد، ولكنه يسبب الغالبية العظمى من وفيات هذا النوع من السرطان، وذلك وفقاً لجمعية أمراض السرطان الأميركية. وتنمو أورام سرطان الجلد "الميلانوما" بشكل أكبر مقارنة بغيرها، حيث تنتشر على الأرجح بسبب تفاعلات بين زوج من الجزيئات، ومن خلال عملية الانتشار التي تعرف باسم (metastasis) تصل الأورام إلى الرئتين والكبد والطحال وغيرها من أعضاء الجسم.
ووفقاً للتجارب في الفئران والخلايا البشرية، فإنه وعند حقن هذا النوع من الخلايا السرطانية في الفئران يتكون عندها Tumor كبير مما يجعل الفئران المحقونة تموت في أقل من شهر، ومن المحتمل أن تستعيد النتائج التي توصل إليها الفريق البحثي وجود نوع من علاج السرطان الذي تم التخلي عنه سابقًا في التجارب السريرية.
كما تشير النتائج إلى أن جزيء واحد مرتبط بالفعل بالبدانة والخرف كسبب محتمل لورم خبيث، أو انتشار الخلايا السرطانية في مناطق أخرى من الجسم.
وقام فريق جامعة طوكيو الطبي بقيادة الأستاذ الدكتور المشارك بيتي هيسيغ، بدراسة بروتين منشط "البلازمينوجين"، ويختصر باسم (TPA)على مدى طويل ولأكثر من عقد من الزمان، حيث توصلوا إلى نتيجة مفادها بأن الخلايا السرطانية التي تنتج بروتين (TPA) تقوم أيضاً بإنتاج كميات كبيرة من المستقبلات لهذا البروتين المعروفة باسم (LRP1)، ومن خلال التجارب توصل الفريق إلى أن تثبيط البروتين أو المستقبلات المرتبطة به تؤدي إلى تراجع كبير في انتشار الخلايا السرطانية وذلك بشكل ملحوظ.
وقال د. سلامة :"إن فهم أفضل للتفاعلات المحددة لـ LRP و TPA يعطينا الأمل أن يؤدي إلى إيجاد علاج للسرطانات التي تنتج من نشاط زائد لبروتين TPA وفِي نفس الوقت التمكن من الحفاظ على إجراءات الإنزيم البروتيني العادية والصحية المهمة في الجسم".
واقترح د. سلامة أن العلاج الوراثي قد يكون مرتبطاً بالعلاج المناعي للسرطان، وذلك عندما يتم استهداف الآلية التي يسلكها السرطان باستخدام البروتينات، وبالتالي تمكين الجهاز المناعي من العمل والنتيجة تكون في تثبيط ومنع انتشار السرطان في الجسم.
كما وتحدث بالنيابة عن الفريق البحثي قائلًا: "عند قيامنا بإجراء التجارب على الفئران من خلال حقنها بخلايا سرطانية معدلة وراثياً وذلك بحذف الجينات التي تؤدي إلى إنتاج بروتينات TPA , LRP1 ، وجدنا توقف ملحوظ لانتشار الخلايا السرطانية، وبالتالي استطاعت الفئران العيش تقريباً بنفس عمر الفئران الطبيعية التي لم يتم حقنها بأي نوع من الخلايا السرطانية".
ويُعد هذا الاكتشاف الجديد بمثابة نقلة نوعية في إيجاد آلية جديدة تمكن من الحد من انتشار هذا النوع من السرطان المميت من خلال اكتشاف العلاقة الطردية بين بروتينات TPA ,LRP1، وقد يضعنا هذا الاكتشاف على أعتاب عصر علاجي جديد يعتمد على تصنيع عقاقير وأدوية ومضادات علاجية جديدة تسـتطيع أن تستهدف بشكل أساسي الطفرات الوراثية للأورام.
يذكر، أن د. سلامة تخرّج من قسم البيوتكنولوجي في كلية العلوم من جامعة النجاح الوطنية بنابلس في عام 2009، ونظراً لتميّزه عمل كمساعد للبحث والتدريس في الجامعة، قبل أن يتم ابتعاثه في عام 2012 لإكمال دراساته العليا في اليابان.