يواصل الدولار الأمريكي صعوده محلياً أمام الشيقل الإسرائيلي، وعالمياً بالتزامن مع قرار البنك المركزي الأمريكي رفع أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس لتتراوح أسعار الفائدة بين 2.25% و2.50%، للمرة الرابعة هذا العام.
أسباب الارتفاع
قال أستاذ علم الاقتصاد بجامعة الأزهر د.معين رجب: إنّ "ارتفاع الدولار الأمريكي مقابل الشيقل الإسرائيلي والعملات الأخرى، أسبابه هي سير الإدارة الأمريكية وفق نهج محافظ يسعى للوصول إلى مزيد من الرخاء المعيشي في الداخل الأمريكي، ومحاولة تحقيق نموًا اقتصاديًا عاليًا مقابل خفض نسب البطالة، والضرائب".
فيما رأى الخبير في الشأن الاقتصادي سمير الدقران، أنّ ارتفاع سعر الدولار الأمريكي مقابل الشيقل الإسرائيلي، مرهون بمعايير اقتصادية مرتبطة بسلة العملات الدولية، وأخرى سياسية مرتبطة بمدى الاستقرار في المنطقة.
وأوضح رجب، لوكالة "خبر"، أنّ "السياسة التي يتبعها الرئيس دونالد ترمب تُشبع احتياجات الشعب الأمريكي عامة، باعتباره أنّه يهتم بالحالة المعيشية الداخلية بنسبة أكبر من اهتمامه بالسياسة الخارجية"، مُشيرًا إلى أنّ هذه السياسة أعطت قوة للاقتصاد الأمريكي، والتي انعكست على الدولار.
وبيّن الدقران، أنّ "المعايير الاقتصادية الدولية تؤثر إما بالسلب أو الايجاب على سعر العملة المحلية"، لافتاً إلى أنّ الشيقل الإسرائيلي يواجه انخفاضًا حاداً بسبب التعويم المالي في المنطقة. أما المعايير السياسية فهي مرتبطة بمدى الاستقرار والهدوء في منطقة الشرق الأسط، وبالتالي فإنّ حالة الانحدار والفوضى التي تشهدها الأوضاع في المنطقة أدت إلى انخفاض متوسط سعر الشيقل.
السوق المحلي
قال رجب: إنّ "التاثير سيكون سلبياً في حال وجود تغيرات حادة على أسعار الدولار مقابل الشيقل، أما التاثيرات المحدودة فهي أمور "طبيعية"، مؤكداً على أنّ الارتفاعات الحالية ليست حادة وهي في إطار الاتفاع المحدود.
وأشار الدقران، إلى أنّ السوق المحلي في قطاع غزّة والضفة الغربية لا يتأثر بالأسعار العالمية نظرًا لأنّ عملة الشيقل إسرائيلية، وتأثرها نابع من اقتصاد "إسرائيل"، بالاعتماد على الصادرات والواردات، والأوضاع الاقتصادية.
وأكد رجب، على أنّ السوق المحلي في قطاع غزّة، يتأثر فقط في حالة الطلب والعرض، فهناك من يسعى إلى شراء الدولار فاذا كان مرتفعًا فهو يدفع قيمة أكبر بالشيقل، والعكس صحيح، على خلاف الأسواق الحرة التي تتاثر وتتغير فيها الأسعار سواء على صعيد السلع أو صرف العملات.
وفي ذات الوقت، اعتبر رجب، أنّ السوق المحلي بالضفة الغربية يتأثر بنسبة أكبر عن ما هو عليه الحال في قطاع غزّة، نظرًا لكونها منفتحة على الأسواق العالمية، بالإضافة إلى فروق الأسعار، وحرية التنقل والتحويلات.
الدولار مقابل الشيقل
رأى الدقران، أنّ الأوضاع السياسية الراهنة في المنطقة هي العامل الأساسي في تحديد إمكانية الارتفاع أو الانخفاض، مُبيّناً أنّه في حال شهدت المنطقة استقرارًا سيحافظ الشيقل على ثبات متوسط سعره مقابل الدولار، أما في حالة عدم الاستقرار فإنّه سيتجه نحو الانخفاض مقابل الدولار.
ورجح رجب، عدم استمرار ارتفاع سعر الدولار بالنسبة للأسعار المحلية الأخرى، نظرًا لأنّ ذلك سينعكس بالسلب على علاقة الولايات المتحدة مع باقي دول العالم.