أكد مصدر من الأمم المتحدة ومتحدث باسم جماعة الحوثي، على أن قوات الحوثيين اليمنية بدأت في إعادة الانتشار في مدينة الحديدة المطلة على البحر الأحمر بموجب اتفاق للسلام تم التوقيع عليه في السويد هذا الشهر برعاية المنظمة الدولية.
وأفاد المصدر، في تصريح مساء اليوم السبت، بأن جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران، اتفقت والحكومة اليمنية المدعومة من السعودية، على وقف لإطلاق النار في الحديدة وسحب قواتهما.
ووصل الجنرال الهولندي المتقاعد باتريك كمارت، رئيس فريق الأمم المتحدة المكلف بمراقبة وقف إطلاق النار، الأسبوع الماضي إلى الحديدة.
وبموجب الاتفاق سيتم نشر مراقبين دوليين في الحديدة وستشرف لجنة تنسيق إعادة الانتشار، التي تشمل ممثلين عن طرفي الصراع ويرأسها كمارت، على التنفيذ. وبدأت اللجنة اجتماعاتها الأسبوع الماضي.
وقال مصدر الأمم المتحدة إن قوات الحوثيين، التي تسيطر على المدينة ومينائها الاستراتيجي، بدأت إعادة الانتشار ليل الجمعة.
وقال القيادي الحوثي محمد عياش قحيم محافظ الحديدة، في تصريح اليوم، إن مقاتلي الجماعة انسحبوا من الميناء وفقا لاتفاق السلام وسلموا المسؤولية إلى وحدات محلية من قوات خفر السواحل اليمنية التي كانت مسؤولة عن حماية الموانئ قبل الحرب. وسيكون هذا تحت إشراف الأمم المتحدة.
ورأى مصور من رويترز فريق الأمم المتحدة بقيادة كمارت يراقب عملية انسحاب المقاتلين.
ومن المفترض أن يكون انسحاب الحوثيين من موانئ المحافظة الثلاثة، وهي الحديدة والصليف ورأس عيسى، أول خطوة في تنفيذ الاتفاق على أن يتبعها سحب الطرفين قواتهما من المدينة والمنطقة المحيطة.
قال مسؤولون عسكريون من القوات الحكومية، التي تسيطر على بعض المناطق الجنوبية بالمدينة، إنهم يحتاجون وقتا للتأكد من انسحاب الحوثيين بالفعل من الموانئ.
وتخشى الحكومة أن تظل قوات خفر السواحل على ولائها لحكومة صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون بعد الانسحاب.
ولم يتضح بعد إلى أي مدى ستنسحب القوات ومن الذي سيسيطر على الموانئ الثلاثة والمدينة، أو ما إذا كان الطرفان سيتشاركان السيطرة مع مراقبي الأمم المتحدة المتمركزين بين الجبهتين.
وكانت الأمم المتحدة قالت إن فريق كمارت لن يرتدي زيا موحدا ولن يكون مسلحا لكنه سيقدم الدعم للإدارة وعمليات التفتيش في الموانئ وسيعزز وجود الأمم المتحدة في المدينة.
والاتفاق، الذي يعد أول إنجاز مهم لجهود السلام خلال خمس سنوات، جزء من إجراءات لبناء الثقة تهدف إلى تمهيد الطريق لهدنة أشمل ووضع إطار لمفاوضات سياسية.
وسعى المجتمع الدولي على مدى أشهر لتفادي هجوم حكومي شامل على الحديدة، وهي نقطة دخول معظم السلع التجارية والمساعدات إلى اليمن وشريان حياة لملايين من اليمنيين على شفا مجاعة، حيث دخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ يوم 18 ديسمبر الجاري.
وبدورها، قالت الأمم المتحدة، الجمعة الماضية، إن الطرفين اتفقا على الشروع في فتح ممرات إنسانية بدءا من الطريق الساحلي الرئيسي بين الحديدة والعاصمة صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون.
ومن جانبها، قالت المنظمة الدولية في بيان إن من المفترض أن يقدم الطرفان خططا مفصلة عن إعادة انتشار كاملة إلى كمارت خلال الاجتماع المقبل للجنة تنسيق إعادة الانتشار في أول يناير كانون الثاني.