قال الرئيس الأميركي، باراك أوباما، إنه لا يذكر مثالا في التاريخ حول تدخل زعيم أجنبي في السياسة الخارجية الأميركية مثلما يتدخل رئيس حكومة إسرائيل، بنيامين نتنياهو.
ونشرت قناة "سي ان ان" الأمريكية تفاصيل إضافية عن المقابلة التي أجراها الصحافي فريد زكريا مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما والتي ستبث اليوم الأحد كاملة.
وجاء في المقاطع الجديدة التي نشرتها القناة الأمريكية تصريحات جديدة لأوباما يتهم فيها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالتدخل "غير المسبوق" في الشؤون الداخلية الأمريكية بكل ما يتعلق بالصفقة النووية مع إيران.
وسأل زكريا في المقطع الجديد الذي نشر، الرئيس الأمريكي فيما اذا كان يعتقد انه من "الملائم ان يقوم رئيس دولة اجنبية بالتدخل في الشؤون الداخلية للولايات المتحدة"، قاصداً مساعي رئيس الوزراء الإسرائيلي لإسقاط الصفقة عند تصويت الكونجرس عليها الشهر المقبل.
ورد الرئيس الأمريكي جاء على شكل "طلب" من الصحافي الأمريكي ان يسأل "رئيس الوزراء نتنياهو ذلك السؤال في حال منحك مقابلة صحافية"، مضيفاً "أنا لا اعرف حالة كهذه".
في مقطع اخر من المقابلة نشر قبل عدة أيام قال الرئيس الأمريكي إن نتنياهو مخطئ بأن الصفقة لن تحطم مساعي ايران نحو الحصول على سلاح نووي. "من ناحية جوهرية، رئيس الوزراء مخطئ حول هذا الامر. يمكنني ان اثبت بأن الفرضيات الأساسية التي طرحها حول هذا الموضوع ليست صحيحة". في الواقع، قال الرئيس ان هذه الصفقة "جيدة بالنسبة لإسرائيل".
وكان أوباما قد قال قبل عدة أيام في خطاب له في الجامعة الأمريكية في مدينة واشنطن ان الصفقة مع إيران لا تحل جميع المشاكل الموجودة بين الولايات المتحدة وبين الجمهورية الإسلامية، لكنه "ليس أفضل خيار بين البدائل وإنما أقوى اتفاق لعدم نشر الأسلحة النووية" عرفه العالم، مشدداً على ان الدبلوماسية هي التي زادت من الضغط على إيران وليس التهديدات العسكرية. وأضاف الرئيس الأمريكي ان الإتفاق يمنع إيران من بناء قنبلة نووية الى الأبد، وليس لفترة محددة فقط.
وتطرق اوباما في خطابه الى المعارضة الإسرائيلية للصفقة ولمساعي الحكومة الإسرائيلية بإسقاطها في الكونجرس. وقال ان إسرائيل هي الوحيدة في العالم التي تعارض هذا الاتفاق مضيفاً ان "رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مخطئ حيال الصفقة والحقائق تثبت ذلك". وشدد أوباما على ان الولايات المتحدة ملتزمة بأمن إسرائيل وأنها ستواصل ضمان تفوق القدرة العسكرية الإسرائيلية في المنطقة.
وأشار أوباما في حديثه الى انه حسب تفاصيل الصفقة سيكون على إيران التخلص من 98% من المواد المخصبة المطلوبة لصنع قنبلة، محذراً ان البديل لهذه الصفقة هو حرب اخرى في منطقة الشرق الأوسط. وأضاف أيضاً، ان إفشال الكونجرس لهذه الصفقة سيشكل ضربة لمصداقية الولايات المتحدة في العالم، وسيلعب لصالح المتشددين في إيران الذين يعارضون الصفقة أيضاً.
نخبة من العلماء الامريكيين يدعمون الاتفاق
بعث أمس السبت 29 عالما أمريكيا خطابا الى الرئيس الأمريكي باراك أوباما يعربون فيه عن دعمهم للاتفاق الذي تم التوصل اليه مع إيران بشأن برنامجها النووي. وقد وقع على الخطاب الذي يتناول الجوانب التقنية للاتفاق باحثون في مجال الذرة وفيزيائيون من نخبة العلماء والمستشارين للإدارة الامريكية في هذا المجال من بينهم خمسة حملة جوائز نوبل.
وجاء في نص الخطاب الموجه للرئيس الأمريكي: "نباركك ونبارك طاقمك على هذا الاتفاق الذي سيدفع نحو السلام والامن في الشرق الأوسط وسيؤسس لاتفاقات الحد من انتشار السلاح النووي مستقبلا".
وقال الخطاب ان إيران كانت على مسافة عدة أسابيع من جمع الوقود النووي الضروري لإنتاج السلاح النووي. وتطرق الخطاب الى الادعاءات القائلة ان بوسع إيران تطوير سلاح نووي بدون أي عوائق او قيود في غضون عشرة أعوام، فقال: "برأيينا فإن الاتفاق يتضمن جوانب طويلة الأمد تصل حتى عام 2040 وجوانب أخرى مداها لن ينتهي ابدا".
واعتبر أوباما إن حل القضية النووية الإيرانية يتيح إمكانية فتح محادثات موسعة مع إيران في قضايا أخرى، مشيراً إلى سوريا على سبيل المثال.
وذكر أوباما، إن القضية النووية الإيرانية يجب أن يتم التعامل معها أولاً، مؤكداً أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه الشهر الماضي بين القوى العالمية الست وإيران لرفع العقوبات الاقتصادية الخانقة على طهران، في مقابل فرض قيود على برنامجها النووي يحقق هذا الهدف، أفضل من أي بديل آخر