ناغازاكي اليابانية تحيي الذكرى السبعين لإسقاط الجيش الأميركي قنبلة نووية عليها، مخلفا نحو 74 ألف قتيل ومجبرا اليابان على الاستستلام. ورئيس الوزراء الياباني يؤكد التزام بلاده إزاء العمل من أجل عالم بدون سلاح نووي.
بعد ثلاثة أيام على هيروشيما، تحيي ناغازاكي اليوم الأحد (التاسع من آب/أغسطس 2015) ذكرى الهجوم النووي الذي دمر هذه المدينة الواقعة في غرب اليابان وأودى بحياة نحو 74 ألف شخص قبل 70 عاما. ووقف سكان المدينة دقيقة صمت، بينما كانت تقرع الأجراس في جميع أنحاء ناغازاكي التي كانت مركزا للتبادل التجاري بين اليابان والخارج ومدينة معروفة بجاليتها المسيحية الكبيرة.
ووضع رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي إكليلا من الزهور بحضور ممثلي 75 بلدا بينهم سفيرة الولايات المتحدة في اليابان كارولين كينيدي. وكما فعل في هيروشيما الخميس الماضي، أكد رئيس الوزراء الياباني من جديد في خطاب رغبة اليابان في العمل من أجل إزالة الأسلحة النووية ومنع الانتشار النووي. وقال آبي في متنزه ناغازاكي للسلام "بوصفنا الدولة الوحيدة في العالم التي تعرضت لهجوم نووي خلال الحرب أجدد تصميمي على القيام بدور بارز في التوصل إلى عالم بلا أسلحة نووية والحفاظ على المبادئ الثلاثة غير النووية. و"المبادئ الثلاثة غير النووية " هي سياسة اليابان منذ فترة طويلة بعدم امتلاك أو إنتاج أسلحة نووية وعدم السماح لآخرين بإدخالها إلى اليابان.
وواجه آبي انتقادات لامتناعه عن تكرار المبادىء الثلاثة خلال المراسم التي أقيمت قبل ثلاثة أيام في هيروشيما. وقد أثار قلق الناجين من القصف النووي بينما يحاول الدفع باتجاه تبني قانون يوسع الدور العسكري لليابان. وأثار وزير الدفاع الياباني جدالا جديدا بشأن قانون الأمن المثير للجدل يوم الأربعاء عندما قال إن مشاريع القوانين التي يناقشها البرلمان لن تستبعد نقل الجيش أسلحة نووية لقوات أجنبية. ووافقت حكومة آبي على قرار في العام الماضي يعيد تفسير الدستور السلمي لليابان والذي أعد مسودته الأمريكيون بعد الحرب العالمية الثانية بحيث يُسمح لليابان بممارسة حق الدفاع عن النفس بشكل جماعي أو الدفاع عن حليف يتعرض لهجوم .
وانتقد رئيس بلدية ناغازاكي توميهيسا تاوي مشاريع القوانين الدفاعية الجديدة. وقال "نشعر بالقلق لأن الوعد الذي قطعناه قبل سبعين عاما ومبدأ السلام في الدستور الياباني يبدو معرضا للخطر". وأضاف "أوجه نداء إلى الشبان: أصغوا لما يقوله القدامى وفكروا بما تستطيعون فعله أنتم من أجل السلام"، داعيا "الرئيس الأميركي (باراك) أوباما وممثلي كل الدول التي تملك سلاحا ذريا" إلى التوجه إلى ناغازاكي.
وتعرضت مدينة ناكازاكي في التاسع من آب/أغسطس عام 1945 إلى هجوم نووي دمر ثمانين في المائة من مباني ناغازاكي ومن بينها كاتدرائية يوراكامي الشهيرة التي كانت تبعد 500 متر عن مكان سقوط القنبلة. وكان من المقرر أن يتم إلقاء القنبلة النووية التي عرفت باسم "فات مان" (الرجل البدين) على مدينة كوكورا (شمال ناغازاكي) حيث كان يوجد مصنع كبير للأسلحة. لكن الأحوال الجوية السيئة أجبرت قائد الطائرة الأميركية بي-29 على تغيير الهدف.
وقبل ذلك بثلاثة أيام ألقيت أول قنبلة نووية "ليتل بوي" (الصبي الصغير) على مدينة هيروشيما (غرب) ما أدى إلى سقوط 140 ألف قتيل. وسرعت عمليتا القصف النووي استسلام اليابان في 15 آب/أغسطس 1945 وانتهاء الحرب في المحيط الهادئ.