"أشعر بأن شخصيته ضعيفة"، "تعامله عنيف بعض الشيء وكأنه بحاجة إلى حنان"، "رغم كل الثقة التي أوليتها له، إلا أنه يسير في الطريق الخاطئ"، عبارات تسردها أمهات الذكور دوماً، ولكنهن ينظرن للأمر من الخارج دون البحث والتقصي عن السبب الذي جعل الابن بهذه الصفات التي ربما تعيق الكثير من أموره الحياتية.
عزيزتي، جداتنا دائماً يقلن عبارة: "تربية الأولاد تختلف عن تربية البنات"، وحقاً هذا ما يثبته الأبناء يوماً تلو الآخر، فلا يمكن أن يكون تعاملك مع الذكر كتعاملك مع الأنثى، فكل واحد منهما يتميز بصفات تختلف عن الآخر، وهذه الصفات لابد أن تكون مكتسبة من التربية وطريقة التعامل.
4 نصائح تفيدك وتساعدك بشكل كبير في تربية ابنك حتى يتمتع بشخصية سوية:
1. لا تكوني كثيرة النقد: اعلمي عزيزتي الأم أن كثرة انتقادك لابنك، وخاصة أمام الآخرين، تعمل على إضعاف شخصيته، لذا لا تنظري للجانب السيئ فقط، واعملي على بناء شخصية قوية قادرة على مواجهة صعاب الحياة لا تختبئ وراء الجدران خوفاً من الانتقاص منها، فعززي شخصية طفلك من خلال مدحه عند قيامه بتصرفات جيدة، ولا تنسي الثناء عليه أمام الآخرين، فذلك بالتأكيد سيساهم في إنتاج شخصية قوية وواثقة من نفسها.
2. تجنبي التعامل بقسوة وخشونة مفرطة: لا تستمعي كثيراً لما يقال حولك وما يفيد بأن تربية الولد صعبة وبحاجة للتعامل بحدة وخشونة حتى يصبح رجلاً يعتمد عليه، فهذه عبارات خاطئة، فجميع الأطفال على حد سواء بحاجة للعطف والحنان الذي يجعلهم مطيعين لأوامرك، كما أنه يعمل على إنتاج رجل يتميز بحنانه وأسلوبه اللين مع زوجته وأبنائه ومجتمعه، فيكون محبوباً لدى الجميع، وليس ذلك الذي يتعامل بعنف يُبعد كل من حوله عنه، فالرجولة لا تعني القسوة.
3. لا توليه ثقة زائدة عن الحد: من الطبيعي أن يكون الولد بحاجة إلى الحرية، فحياته ونشاطاته تختلف عن الفتاة، ولكن لا تسرفي في هذه الحرية والثقة، وتذكري أن الحرية جميلة، ولكن بحدود، فقد تؤدي الحرية الزائدة إلى قيامه بتصرفات غير سوية، وقد يسلبه أصدقاء السوء من بين يديك ليسلك طريقاً وعراً لا رجعة فيه، فلا بأس من بعض الحرية والثقة، ولكن تذكري أن تكون بحدود لا يتخطاها.
4. لا تقولي له "الصبي لا يبكي": إياك وقول هذه العبارة لطفلك، فقولها يؤدي به إلى عدم التعاطف والشعور بالآخرين، فالطفل يجب أن يعبر عن مشاعره ولا يكبتها، واعلمي عزيزتي أن التعبير عن الحزن أمر غير مخجل، ومن حق أي شخص التعبير عما في داخله، ولطفلك الحق في ذلك، وعلميه أن يكون رجلاً وفي ذات الوقت يشعر بالآخر وليس قاسياً.