أملك؟ لا أملك شيئًا
أملكُ كل الأشياء،
تسألني عن أهلي عن بيتي عن...
يا سحب الأمطار انهمري
من عنقي من شفتي
تاريخ الحنطة في رئتي
لائحة القتلى والأحياءْ
في محفظتي
آثار القاتل ما زالت تنمو في ذاكرتي،
لم تفهم – حسنًا– كيف تشاء،
يضيع في مفارق الطرق
عنواني الأخيرْ
غيرتُه تسعينَ مرةْ
وكلبكَ الأجيرْ
ما زال يقرأ النجومَ والرسائل،
أمسِ على منعطف الشارعِ لاقاني
وأطلق الحقير،
من عينهِ أشعةً "سينيةً"
لكنني حدقتُ في "صباحه"
قهقهت عاليًا وقلتُ يا حرام!
فضاعَ في الزحامْ
لا بيتَ لي،
وبيتي الأسواقُ والمسالكُ الحزينة،
وقرنةٌ في مطبخٍ أو ورشةٌ ومقبرةْ
وفندقٌ رخيصْ في آخر المدينةْ
وكلبك الأجيرُ لم يزل يطالع الضميرْ
في سحنتي المعفرة،
يبحث عن أحلامي الأخيرة،
وفي شقوق سترتي يدس كفه،
وينشر الأعشاشَ في الهواء،
ويذبح العنادلَ الصغيرة
لا أهل لي يا "سيدي"،
وإخوتي كالنمل والذبابْ
تناسخوا من ألف جيلٍ
من زمن الطاعون والجرادِ والخرابْ
ليومنا، وحين يسقط الشهيدْ
في مصنعٍ أو مجزرة
تضجُّ روحهُ بعزمها العنيدْ
في ألفِ رحم ٍ حيثُ يكملُ النشيد.
في قاراتِ العالم الخمس، أعرفُ أحبابي
الزمنُ الحاضرُ والأمسْ،
قنديلٌ علَّق في بابي،
والغدُ نبع من صخري يتدفقُ والشمس،
ما طلعتْ لولا أحبابي.
نأتي مع الصراخ ِ والبكاءْ
نصعدُ من قرارةِ الأشياءْ
مع الحنين والرَّجاءْ
من مقلِ الرعبِ على سِكّينةٍ حمقاءْ
نقتحم السماء
أملك؟ لا أملكُ شيئا،
أملك كلّ الأشياء،
أملك في سواعدي طاقة تغيير الدنيا
من بؤرة حَشّاش ٍ لجنَّةٍ خضراء
وعالمٍ لا يعرفُ الحروبَ والأوباء.