اكتشف العلماء عن طريق بيانات تلسكوب "ALMA" تشكيلا غير عادي للغاز والغبار، في نظام نجم مزدوج على بعد 146 سنة ضوئية عن الأرض.
ولا يعد النظام المكتشف فريدا من حيث احتوائه على اثنين من النجوم الثنائية المزدوجة، ولكنه فريد بكيفية توجيه قرص تكوين الكوكب المحيط به.
فالأقراص المكونة للكوكب تتشكل من مادة تدور عادة حول مدار النجوم، ولكن العلماء اكتشفوا الآن أن مثل هذه الأقراص يمكن أن تنحرف بشكل كبير وتطوق أقطاب النجوم بدلا من ذلك.
ويقول علماء الفلك إن قرص نظام النجوم الرباعي، انقلب بطريقة لم تكن موجودة من الناحية النظرية في السابق.
وتشير الدراسة الجديدة إلى أن العالم يمكن أن يتواجد مع المدارات القطبية حول أزواج من النجوم، ما قد يؤدي إلى اختلاف المواسم بشكل غير عادي مقارنة بالأرض.
وقال الدكتور غرانيت كينيدي من جامعة وارويك: "تشاهد الأقراص الغنية بالغاز والغبار حول جميع النجوم الشابة تقريبا، ونعلم أن ثلث النجوم التي تدور حول النجوم الأحادية، على الأقل، تشكل الكواكب".
وأضاف قائلا: "بعض هذه الكواكب تنتهي بمحاذاة غير منتظمة مع دوران النجم، ولذلك نحن نتساءل عما إذا كان هذا الشيء ممكن الحدوث في الكواكب الدائرية".
وتابع كينيدي أن "وجود اختلاط في الديناميكيات يعني أنه من الممكن أن يكون ما يسمى بالاختزال القطبي ممكنا، لكن حتى الآن لم يكن لدينا دليل على وجود أقراص غير مترابطة قد تتكون فيها هذه الكواكب".
ووفقا للعلماء، فإن القرص الكوكبي لهذا النظام يحيط بالنجوم في زاوية قائمة في مداراتها، وسيبدو هذا التأثير أشبه بعجلة فيريس عملاقة مع صندوق دائري متمركز في وسطها.
والتقط الفريق صورا عالية الدقة للترتيب الغريب باستخدام تلسكوب "Atacama Large Millimeter/sub-millimeter Array"، والمعروف اختصارا بـ"ALMA".
ويقول كينيدي: "ربما كان الشيء الأكثر إثارة في هذا الاكتشاف هو أن القرص يعرض بعض التوقيعات نفسها التي نعزوها إلى نمو الغبار في الأقراص حول النجوم الأحادية.. وهذا يعني أن تشكيل الكوكب يمكن أن يبدأ على الأقل في هذه الأقراص القطبية الوعائية".
وتوضح الدراسة أنه "إذا كانت بقية عملية تشكيل الكوكب يمكن أن تحدث، فقد يكون هناك عدد كبير من الكواكب التي تدور حول نجم ثنائي بصورة غير منتظمة لم نكتشفها بعد".
وإذا كان الكوكب موجودا على الحافة الداخلية للقرص، فإن العلماء يقولون إن القرص سيبدو وكأنه يرتفع بشكل شبه عمودي من الأفق.