أظهرت تخطيطات مخبرية للدماغ الإنساني، فروقاً نوعية ملفتة في طبيعة عمل دماغ المرأة أثناء النشاط الجنسي، وعلى نحو قد يفسّر استغراق المرأة في حالة النشوة بشكل أقوى من الرجل، كما يوضح أسباب تفاعل المرأة مع "الحضن الحميمي" بشكل مضاعف عنه عند شريكها.
فقد كشف تقرير علمي في موقع "تو لاف" الأميركي، أن الجزء الذي يفرز هرمون النشوة "الاوكسيتومين" في دماغ المرأة أكبر منه لدى الرجال، أثناء "الحضن الحميم"، حيث يفرز الدماغ هذه المادة الكيماوية التي تبني الروابط العاطفية، بنسبة أكبر لدى المرأة من التي يفرزها دماغ الرجل، وهو ما يفسّر "الرومانسية الوحشية" التي قد يراها أو يتخيلها الرجل في شريكته بالفراش.
"هرمون الاحتضان"
يقول التقرير أن الهرمونات التي يفرزها الجسم أثناء العملية الجنسية تعزز الروابط بين الزوجين إلى حد أكبر مما نتوقعه، فأثناء النشاط الجنسي، يطلق الدماغ عددًا من المواد الكيماوية التي تشمل هرمون الإستروجين الذي يحسن مزاج المرأة وربما يعالج بعض أوجاعها الجسدية. كما يطلق أيضاً هرمون النوربنوفرين، وهو هرمون يشبه الأدرينالين يجعل نبضات القلب تتسارع. لكن أهم ما يطلقه الدماغ هو هرمون الأوكسيتوسين، الذي يوصف بـ"هرمون الاحتضان" أو "هرمون الحب".
يشبه الغراء في توثيق العلاقة
يصف التقرير هرمون الأوكسيتوسين كما لو كان نوعًا من الغراء، فهو يعمل على تعزيز الترابط والتعلق بين الطرفين، ويخلق الإحساس بالرضا والحميمية عندما يكون نشطًا. وقد أطلق عليه اسم "هرمون الاحتضان" أو "الحب" لأنه ببساطة يجعل الطرفين راغبين بمزيد من الاحتضان والتقارب، وهذا ما يخلق شعوراً بالترابط والثقة والحس بالأمان بين مختلف أشكال الروابط البشرية، سواء أكانت جنسية أم تفاعلية غير جنسية، وهذا الهرمون يُوصف بقوة السحر الغامضة التي ترتقي بالعلاقة الى مستويات الشحن العاطفي الغامر.
النساء أكثر تأثراً
علمياً، تبين أن الجزء الذي يفرز الأوكسيتوسين في دماغ النساء أكبر منه لدى الرجال، وأثناء العلاقة الحميمة يطلق الدماغ هذه المادة الكيماوية التي تربط الزوجين بصورة عميقة، ولكن دماغ المرأة في الواقع يفرز المزيد من هذا الهرمون.
ويضيف التقرير، أن النساء تعتبر أكثر تأثراً بهذا الهرمون، حيث تبين أن الجزء الذي يفرز الأوكسيتوسين في دماغ النساء أكبر منه لدى الرجال. وأثناء الجماع يطلق الدماغ هذه المادة الكيماوية التي تربط الزوجين بصورة عميقة، ولكن دماغ المرأة في الواقع يفرز المزيد من هذا الهرمون. كما يرى بعض الباحثين أن هذا الهرمون ربما كان السبب الذي يجعل المرأة تواصل الحياة مع رجل يسيء معاملتها، إذا كانت هي من طرفها تستشعر الارتباط الكيميائي القوي تجاهه. كما يفسر أيضاً بشكل عام لماذا يسهل على الرجال خيانة زوجاتهم أو تركهن، دون أن يتعرضوا للاضطرابات العاطفية التي تتعرض لها المرأة.
الرومانسية الوحشية
الحقيقة العلمية، التي يعرضها التقرير تقول بأن الأوكسيتوسين يخلق رابطاً بين المرأة وشريكها العاطفي، أقوى منه لدى الرجل. وكلما تعددت اللقاءات الجنسية وجرى تطويع الجسمين للتناغم في الشحن العاطفي، كلما أصبحت الروابط أقوى، مع فارق أن المرأة تعيش هذه الحالة بشكل استغراقي يمنح بعضهن خصوصية "الرومانسية الوحشية" الحميمة.
وعندما يتم إفراز هرمون الأوكسيتوسين، فإنه يجعل الدماغ يفيض بهرمون الاندورفين، الذي يصفه التقرير بأنه مثل "الأفيون الطبيعي"، حيث ينشط مركز المتعة في الدماغ، وبالتالي عندما يفرز الدماغ هذه المواد الكيماوية خلال "الاحتضان الحميم"، يزداد الترابط على مستويات مختلفة ليشمل النواحي العاطفية والجسدية والحسية. فهذا الأمر يمنح المرأة لحظات غيبوبة جزئية أكثر عمقاً واستدامة، يصفها التقرير بأنها " الغراء" الذي يربط بين الشريكين في الفراش بشراكة حياتية وثيقة.