حالة من الهوس تسيطر على سائقي قطاع غزة ، فرغم الوضع المتردي الذي تمر فيه البلاد ، والمسؤولية التي تقع على عاتق هذا السائق من توفير لقمة العيش لعائلته ، تقف شرطة المرور حاجز منيع أمامه في مقاسمة رزقه اليومي بينهم وبين عائلته.
فيقول السائق فادي الجوجو ، " الموضوع ليس من باب السلامة ، فنحن نشعر كأنهم يريدون أي خطأ ليمسكوه علينا ، ليجبرونا دفع الضرائب لهم ، كأننا فريسة يرغب الجميع في اصطيادها ".
ويضيف الجوجو ، " الحياة هنا في غزة تكاد تكون مستحيلة ، غلاء المعيشة وضرائب تتجاوز الـ "500 شيكل" ، والغريب والمضحك في نفس الوقت أننا أصبحنا لا ندري على ماذا يتم مخالفتنا ، كل يوم هناك قانون جديد ، ويطبق قبل معرفتنا به " . وأردف الجوجو ، " وأن فتحنا نقاشاً مع أحد أفراد الامن ، يجيبك ، " مخالفتك بسيطة لا تتجاوز 100 شيكل ، لا تكثر النقاش حتى لا تزيد ، للأسف ما نعمل به ، نعيده للحكومة ، كأننا نعمل لديهم موظفين موردين للأموال أخر اليوم " على حد قوله.
ومن ناحيته قال سائق أخر ، عمرو القايض ، "الحياة التي نعيشها لا تليق بالبشر ، ما نواجهه من مضايقات من قبل أمن غزة يجعلنا نفكر جدياً بالهجرة ، يخالفوننا بدون سابق إنذار أو معرفة عن السبب ، نحن نعمل طيلة النهار لكي نطعم أبنائنا وبالنهاية الحكومة تجلس بكل راحة ، نريد أجرنا ، حصتنا من لقمة عيشكم "على حد تعبيره
ويضيف القايض ، " قد ظهرت بالآونة الأخيرة مخالفات وقوانين مكلفة جداً وهي أكبر من مقدرة السائق وفي حالة التأخير يوم واحد يتم تجديد المخالفة من جديد" كما شرح السائق . وأضاف ، " إن الحالة التي نمر بها اقتصاديا صعبة للغاية ، وعند بداية كل شهر تنتشر دوريات الشرطة على الشوارع لملاحقة المركبات ، وأصبحنا نجدهم على خط السير السريع " شارع البحر" .. "صلاح الدين"
ومن ناحيته قال العقيد "علي النادي" ، مدير عام شرطة المرور بمحافظة غزة لوكالة "خبر" ، " ان ما تقوم به إدارة المرور عبارة عن ضبط لحركة السير ، وهذه هي اختصاصاتها بالإضافة لتسهيل حركة المواطنين بالطرقات بشكل أمن " .
ويضيف العقيد علي ، " انتشار الامن في جميع الأوقات والأماكن للمحافظة على صورة المدينة والسيطرة على حالات الحوادث خاصة في ظل تزاحم الطرقات ببعض المناسبات ، نحن نعمل ليل نهار ، وهناك ظواهر جديدة يرتكبها السائقين وهي ، "تجاوزات للقوانين ، قطع الإشارة الضوئية ، دخول الشارع المعاكس ، فكل ذلك يؤدي إلى تزايد نسبة الحوادث ولربما يصل الامر لسقوط ضحايا " .
وبالأرقام تحدث العقيد عن نسب الحوادث خلال الأعوام السابقة قائلاً ، " إن هذا العام يشهد اقل نسبة عن الأعوام السابقة ، حيث أنه توفي 124 مواطن جراء الحوادث لعام 2010 ، وكذلك 105 مواطن توفي بعام 2011 ، 93 مواطن بعام 2012 ، 82 مواطن 2013 ، 64مواطن بعام 2014 ، و أخر إحصائية لعام 30/5/2015 وقعت 29 حالة وفاه فأصبح هذا العام الأقل بين جميع الأعوام" على حد قوله .
وأشار العقيد علي ، " أنه يوجد حملتين خلال العام أحدها تبدأ قبل قدوم فصل الصيف وأخرى قبل فصل الشتاء ، وتكون شرطة المرور مشرفة عليها ، حملة "السلامة على الطرق" تتم لأجل فحص سلامة المركبات وأجراء الفحوصات اللازمة لها للحفاظ على حياة المواطنين" على حد تعبيره
وأردف ، " تم طلب إحصائيات توضح أعداد المركبات التي يتم حجزها بشكل يومي من قبل شرطة المرور فاتضح بأنه لا يوجد أي إحصائيات توثق عدد المركبات المحجوزة داخل أماكن الاختصاص ،
وأفاد مصدر رفض ذكر اسمه ، يعمل في مقر حجز المركبات قائلاً ، " إن وزارة الداخلية و دائرة شرطة المرور ليست معنية بالكشف عن أي رقم كان متعلق بإعداد المركبات المحجوزة أو يتم حجزها وكم عدد المخالفات اليومية أو حتى كم المبالغ المالية اليومية لهذه المخالفات"، وأضاف إن معظم المخالفات التي تحول لنا لأجل تحصيلها لا يكون أصحابها يعلمون لماذا تم مخالفتهم و على أي أساس" على حد تعبيره