يسعى كثيرون من الأطفال إلى التهرب من إتمام الواجبات المنزلية خاصة في المراحل الدراسية الدنيا، حيث يظن الطفل أنّه بعد إنهاء ساعات الدراسة يُصبح الوقت ملكاً له في اللهو والاسترخاء وممارسة الهوايات للابتعاد عن الروتين المدرسي المليء بالعمل والجدية.
وفي المقابل لا يمكن إنكار أنّ الواجبات المنزلية جانب مضيء ومشرق أيضًا قد لا يفهمه الصغير، لأنّها تجعله يمارس ما تعلمه وبالتالي رسوخه في ذهنه، وتعلمه كيف يتمكن من تحمل المسؤولية بإنجاز ما درسته بمفرده، بالإضافة إلى تدريبه على الإدارة الصحيحة للوقت.
وعقب إتخاذ وزارة التربية والتعليم برام الله، قراراً ينص على منع الواجبات المنزلية لطلبة المرحلة الأساسية الدنيا، بدأت موجبة ردود أفعال رافضة للقرار، الذي اعتبره غالبية أولياء الأمور لا يصب في مصلحة الطالب، خاصة أنّ الأهالي لن يُصبح بمقدورهم تقييم المستوى العلمي لأبنائهم.
بدورها، عبّرت صافيناز الزعيم، وهي إحدى الأمهات، عن رفضها للقرار لأنّه ساهم في إهمال الأهالي لأبنائهم ومتابعة أوضاعهم الدراسية، خاصة أنّه سبقه قرار إلغاء الامتحانات وأوراق العمل، وبالتالي أثر على الدافع لدى الأهالي والطلاب.
ورأت الزعيم، خلال حديثها لوكالة "خبر"، أنّ الامتحانات ليس الغرض منها الترهيب والتوتير، بقدر ما هي وسيلة لمعرفة مستوى الطالب ومدى استيعابه، بالإضافة إلى أنّ الواجبات المنزلية تعتبر نوع من أنواع ترسيخ المعلومة لدى الطالب وتحسين خطه ومراجعة المعلومات التي حصل عليها وحفظها.
كما وافقتها الرأي مي مقداد وهي أيضاً إحدى الأمهات، برفض قرار إلغاء الواجبات المنزلية، مُشيرةً إلى أنّ الوجبات تفرض على الطلاب نسخ وكتابة الدروس، بالإضافة إلى أنّها تُساهم في تثبيت المعلومات، وفي حال إلغائها لن يستطيع أولياء الأمور مراجعة دروس أطفالهم.
فيما شدّدت السيدة ختام خضر، على رفضها للقرار، وذلك كون الواجبات المنزلية عبارة عن تثبيت لما تم دراسته في المدرسة، خاصة أنّ الكثير من أولياء الأمور يهملون متابعة الواجبات المنزلية دون قرار رسمي، مستائلة: "ما بالهم بعد اتخاذ قرار المنع بشكل رسمي؟".
أما السيدة "مروة رفيق"، فقد تسائلت عن الأسباب التي استدعت إتخاذ مثل هذا القرار؟، مضيفةً أنّه يهدف لتعميق سياسة التجهيل التي تتبعها الوزارة منذ سنوات عبر عدة قرارات اتخذتها سابقًا.
وختاماً، تسائلت السيدة سهاد مصطفى: "ماذا تبقى في جعبة وزارة التربية والتعليم من قرارات، عقب إلغائها للامتحانات وأوراق العمل وآخرها الواجبات المنزلية، والتي كلها تهدف في النهاية إلى تعميق هوة سياسة التجهيل لطلبة يعتبرون في مرحلة التأسيس الدنيا؟!".
يُذكر أنّ وكالة "خبر" حاولت التواصل مع المسؤولين في وزارة التربية والتعليم برام الله وغزّة، ولكّن دون تلقِ أي إجابة لتوضيح مبررات قرار منع الواجبات المنزلية.