القدس .. المعركة القادمة وشيكة وحاسمة

التقاط.PNG
حجم الخط

 

الامين العام للمؤتمر الوطني الشعبي للقدس

لا يختلف اثنان على ان اسرائيل التي يحكمها اليمين المتطرف بزعامة نتنياهو الغارق في قضايا الفساد حتى اذنيه، تعمل بكل جهد مكثف من اجل ازاحة القيادة الفلسطينية الشرعية عن المشهد السياسي ليحل مكانها اجسام وهيئات مفصلة على المقاس الاحتلالي بما يخدم اجندته ومصالحه ويعزز وجوده بل ويكرسه في الاراضي الفلسطينية عامة وفي القدس على وجه الخصوص .

وليس ادل على ذلك اكثر من الهجمة الشرسة التي تنفذها اذرع الاحتلال المختلفة ضد قيادات وابناء حركة "فتح" في القدس وقيادات العمل الوطني من رفاق دربنا وشركائنا في الدم والقرار لمنع اي حضور فلسطيني فاعل في قلب المدينة المقدسة التي تعمل دولة الاحتلال على تهويد كل سنتيمتر فيها وخاصة بعد قرار ترامب اعتبار القدس عاصمة لاسرائيل .

ورغم ذلك فان الصمود الفلسطيني الرسمي والشعبي يتعزز في القدس يوما اثر يوم ويرفض الامر الواقع الذي تفرضه اسرائيل على الارض ، فليس منا او فينا من يفرط بذرة من تراب مسرى رسولنا الكريم ومعراجه فهذه المدينة التي سفحت دماء غزيرة على عتباتها عصية على الانكسار وعلى الاستسلام ولن تكون في يوم من الايام الا عربية فلسطينة حتى العظم .

ان المعركة القادمة وهي قريبة جدا ، ستكون في القدس وعليها، ذلك ان اسرائيل لن تسمح تحت اي ظرف من الظروف باجراء انتخابات تشريعية ورئاسية في القدس التي اعلن عنها الاخ الرئيس "ابو مازن" مؤخرا لانهاء ابشع انقسام في التاريخ النضالي والسياسي الفلسطيني ، اذ ستجرى هذه الانتخابات بعد بضعة اشهر على ان تشمل قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس . وهنا مربط الفرس : فهل تسمح سلطات الاحتلال بعقد هذه الانتخابات في مدينة تعتبرها عاصمتها الابدية بقرار من رئيس الولايات المتحدة الاميركية قبل عامين ؟

الاجابة بالتأكيد " لا" ... وعليه فان اسرائيل ستتخذ كافة الاجراءات والتدابير وتستخدم كل قوانينها المزيفة للحيلولة دون عقد الانتخابات الفلسطينية . وسيكون هناك حمى في التسابق بين الاحزاب الاسرائيلية المتنافسة على رئاسة الحكومة على من يمعن اكثر في اراقة الدم الفلسطيني ليحظى برضى ناخبيه من غلاة المتطرفين وهو الامر الذي يعني بما لا يدع مجالا للشك اننا سندفع ثمنا غاليا في مقابل اثبات فلسطينية وعروبة القدس وفرض الارادة الفسطينية على المحتل وعلى من يناصره من دول العالم وفي مقدمتها الولايات المتحدة الاميركية . .

فهل نحن مستعدون لهذه المعركة وما ستكلفه من تضحيات جسام ؟ اقول بملء الفم : اننا في حركة "فتح" قد قطعنا عهدا غليظا ان لا نرفع راية بيضاء وان لا نفرط بدما الشهداء من ابناء شعبنا وقادتنا التاريخيين واقسمنا على ان تبقى القدس عربية السماء والتراب والهواء مهما كلف ذلك من ثمن فلسنا من يقطعع عهدا وينكثه ولسنا من يرفع شعارات ولا ينفذها . فالقدس ستبقى هي العاصمة الابدية لدولة فلسطين العتيدة شاء ترامب ام ابى وشاء نتنياهو ام ابى ايضا . ونحن نؤكد في هذا السياق على اننا لن نقبل باجراء انتخابات لا تشمل القدس وقطاع غزة وهنا لا بد من توجيه رسالة واضحة جدا لحركة "حماس" مفادها : المرحلة القادمة هي مرحلة مصيرية وحاسمة فاما ان نكون او لانكون . وهنا الرهان على وطنيتكم وفلسطينيتكم فلا ينفع الندم بعد وقوع المحظور والتاريخ لن يرحم المتخاذلين فكونوا على قدر المسؤولية الوطنية . .

ان المعركة القادمة على القدس تتطلب من كل ابناء الشعب الفلسطيني الاصطفاف خلف قيادته وهي تخوض اعنف صراع على حسم هوية المدينة المقدسة فلا مجال للتشرذم وتعدد الاهداف والغايات بل يجب ان نكون على قلب رجل واحد فما يجمعنا اكبر مما يفرقنا .. ربما تفرقنا السياسة ولكن الوطن يضمنا جميعا فنحن ابناؤه ونحن من يجب ان يدافع عنه ويحميه بدمه ولحمه وبكل مقدراته . .

اننا في المؤتمر الوطني الشعبي للقدس ندعو الكل الوطني وجميع الفعاليات المجتمعية والعشائرية في المدينة المقدسة على وجه التحديد الى بلورة مقترحات وافكار عملية تصلح للمواجهة في المرحلة القريبة المقبلة وذلك بغية ان تكون خطواتنا مدروسة وواثقة وعلى ارضية صلبة فلا مجال للتخبط او الارتجال في هذه المعركة المصيرية وعلينا ان نعقد العزم ونرص الصفوف ليتسنى لنا تحقيق هدفنا الكبير وهو الحفاظ على هوية القدس العربية رغم كل سياسات التهويد للمكان والزمان وكذلك المحاولات اليائسة لتهويد الانسان .

ورغم ان هناك من قطع كل سبل الحوار الوطني والشراكة السياسية ووضع السدود المنيعة لتحقيق الوحدة الوطنية ، الا اننا نقول : مازال هناك متسع من الوقت لمراجعة الحسابات والوقوف مع الذات وقفة حق وصدق وتغليب المصلحة الوطنية على الفئوية والحزبية المقيتتين فالاحتلال لا يفرق بين هذا اللون التنظيمي او ذاك ، اوان كانت مصالحه مرتبطة احيانا بلوم معين ، الا اننا نبقى كلنا بنظره اعداء ورصاصه لا يفرق ولا يستثني ، فلنكن ولو بالحد الادنى منتصرون لفلسطينيتنا وليس لحزبنا .

ختاما : نؤكد على ما قاله الاخ الرئيس "ابو مازن" ان " القدس ليست للبيع " ونعيد ما كان يردده الزعيم المؤسس الشهيد ياسرعرفات : سيرفع شبل من اشبالنا علم فلسطين فوق ماذن وكنائس واسوار القدس . والى ان يحين موعد المعركة لكم منا وعد وعهد ان لا نفرط او نتراجع او نتنازل او نتخاذل فهذا ليس من شيم "فتح" ولا مكان له في قاموسها . وانا على العهد لباقون .