تبذل الولايات المتحدة الأمريكية بقيادة ترامب، إلى جانب بعض دول اللاتين وأوروبا، جهودا سلبية لاسقاط نظام رئيس فنزويلا الشرعي المنتخب نيكولاس مادورو، والاعتراف بزعيم المعارضه ورئيس البرلمان رخوان غوايدو رئيسا شرعيا للبلاد، وذلك لوقوف مادورو في وجه ترامب ومعارضته للسياسة الأمريكية وتدخلها بشكل غير مرغوب فيها في شؤون الدول الأخرى.
الرئيس الفنزويلي مادورو الذي رفض سياسة الابتزاز الأميركية، وقال لا لأمريكا، ودفع جراء ذلك حصار دام عشر سنوات ونتج عنه مشكلات تتخدها أمريكا ذريعة لتدخلها، في ظل هرولة بعض الأنظمة العربية والتسابق في التطبيع مع إسرائيل واستقبال رياضيين واعلاميين إسرائيليين، كل ذلك بالتزامن مع الانتهاكات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين، وفي ظل الهجمه الشرسه والاعتداء الوحشي ضد الأسرى الأبطال في السجون. \
أن ما يجري الآن في فنزويلا له علاقة مباشرة أو غير مباشرة في منطقة الشرق الأوسط، خاصة أن فنزويلا وقفت مع القضية الفلسطينية وسورية، ورفضت الحرب على العراق وليبيا والحصار على إيران، كما أن مجمل الأطماع الأمريكية فيها تتمحور حول وجود النفط، فلديها أكبر احتياطات نفط في العالم تفوق السعودية ويقدر ب300 مليار برميل احتياطي، فضلا عن تخوف أمريكا بسبب اقتراب الحاملات الحربية الروسية والإيرانية من حدود فنزويلا ما تراه الولايات المتحدة تحديا صارخا لها.
فنزويلا تعري الكثير من الدول العربية، التي لا موقف رسمي لديها حول الأزمة الفنزولية، وهي تعرف تماما أن الأخيرة تدفع ثمن وقوفها في وجه السياسة الأمريكية تجاه دولنا العربية، سيناريو قد يتكرر من جديد في الشرق الأوسط لو خرجت نتائجه إيجابية من مختبرات التحاليل السياسية الأمريكية، وقد ينتج عنه تغيير أنظمة عربية من جديد. ترامب الذي مخططاته تفشلها له أجهزته المخابرتية، ومجلس الشيوخ الذي أفشل مخطط انسحابه من سورية أمس، وهدفه من الانسحاب التصادم بين الأكراد والأتراك والسوريين..
ترامب الذي يبحث عن انتصارات هنا وهناك بعد فشله في سورية وإيران وافغانستان، قد يلجأ إلى تدخل عسكري ويغزو فينزويلا، سيناريو قد يحدث خاصة بعد تلميحات مستشار الأمن القومى جون بولتون لمثل هذا الإجراء، وتأكيده أن كل الخيارات مطروحة على الطاولة.
مدى نجاح مادورو مرتبط تماما بدعمه خارجيا من روسيا وإيران والصين وسورية وتركيا، وداخليا بوقوف الجيش الفنزويلي إلى جانبه ضد اي تدخلات أميركية.
يبقى الحل دائما سلميا، بعقد مؤتمرات دولية تصحيحية لمسار الازمة حول ما يجري، ومنع أي تدخل خارجي قبل فوات الأوان، نرجو الخير لفنزويلا وكافة بلداننا العربية، وعاشت فلسطين عربية إسلامية حره وعاصمتها القدس الشريف.