التدهور الإسرائيلي سيتواصل في ظل غياب مبادرة السلام

182
حجم الخط

كتب : داني ياتوم  , يعيش مواطنو اسرائيل منذ عشرات السنين في واقع غير طبيعي من الحروب، جولات من القتال والعمليات. والآن ينبغي مواصلة القتال ضد «الارهاب» والدفاع عن المواطنين، ولكن بالتوازي ايضا المبادرة إلى خطوة سياسية هدفها السلام، وهكذا يتغير الوضع من الاساس. ففي ظل غياب مبادرة سلام، فإن وضعنا سيواصل التدهور. والحرب والعنف سيستمران، وسيتعاظم الضغط الدولي لإقامة دولة ثنائية القومية وسيعمق عملية عزلتنا. كما أن التوتر مع الولايات المتحدة والدول الاوروبية سيؤدي هو ايضا الى تقليص تأثيرنا على المفاوضات المتعلقة بالنووي الايراني، وهو الخطر الاكبر الذي يحدق بنا.


ينبغي لإطار المسيرة السلمية أن يتشكل من «مبادرة السلام العربية» بالتداخل مع مبادرة سلام اسرائيلية. فحسب المبادرة العربية، تعلن الدول العربية عن أن السلام هو خيارها الاستراتيجي وتعترف بذلك بأنه لا يوجد حل عسكري للنزاع. بالمقابل، ستكون اسرائيل مطالبة بالانسحاب الى خطوط 67 مع تعديلات حدودية متفق عليها. كما أن مسألة اللاجئين ستحل بالتوافق، وعاصمة الدولة الفلسطينية ستكون القدس الشرقية.


يدور الحديث عن فرصة محظور تفويتها. عن تطور لا يمكن التقليل من أهميته. 57 دولة اسلامية مستعدة للتوقيع على اتفاقات سلام مع اسرائيل. مفاوضات اقليمية لحل النزاع هي فكرة ابداعية ستتيح التعاون الاقليمي في مجالات الاقتصاد والامن، فيما ستكون القناة الفلسطينية محورا رائدا. وسيكون بوسع الدول العربية المعتدلة أن تحفّز الفلسطينيين على اتخاذ نهج براغماتي لحل المسائل موضع الخلاف.


توصيتي هي أن تطلق اسرائيل مبادرة سياسية تقوم على أساس «اسرائيل تبادر». وحسب هذه الخطة فإننا نقبل المبادرة العربية كأساس للمفاوضات ونفصل كالتالي: اسرائيل ترفض المطلب الفلسطيني بحق العودة، ويمكن للاجئين الذين يقررون العودة الى منازلهم أن يعودوا الى فلسطين فقط، ويقام صندوق دولي لإعادة تأهيلهم. وتقوم الحدود على اساس خطوط 67 مع تعديلات متفق عليها. وتتضمن الاراضي السيادية لاسرائيل الكتل الاستيطانية المجاورة للجدار ويجري تبادل للاراضي.


وماذا عن القدس؟ الاحياء اليهودية تكون تحت سيادة اسرائيلية والعربية تحت سيادة فلسطينية في البلدة القديمة. وتتبع ترتيبات تضمن ان تكون «حارة اليهود» و»المبكى» تحت سيادة اسرائيل. في الحرم لا تكون سيادة أو يعلن بأنها تحت سيادة الله. وتدار الاماكن الاسلامية المقدسة من الاوقاف والاماكن اليهودية المقدسة تديرها اسرائيل. كما تطلق خطة اعمار اقتصادي تعنى باعمار قطاع غزة والتنمية الاقتصادية في «يهودا» و»السامرة».


يدل فحص الاثار الاقتصادية للاتفاق الاقليمي على انه لا سبيل لحل مشاكل الفقر، التعليم، السكن، الرفاه والصحة الا في اتفاق سلام. في المبادرة العربية – الاسرائيلية توجد أيضا مخاطر، ولكن الفرص تفوقها بكثير. ناهيك عن أن لمبادرة السلام هذه شركاء، بينهم دول الجامعة العربية وباقي الدول الاسلامية. وقد صرح ابو مازن بأنه يقبل المبادرة ومستعد لأن يشرع فورا في مفاوضات على اساسها.


اسرائيل ملزمة بالمبادرة الى استئناف المفاوضات السياسية. نحن أقوياء، ومن المحظور علينا أن نخاف – وليس لنا الترف للتخلي عن السلام. ملزمون بوداع الفلسطينيين على أساس الدولتين، ومن الضروري محاولة تحقيق ذلك في مفاوضات اقليمية تدمج مفاوضات مع الفلسطينيين. المبادرة العربية يضاف إليها المبادرة الاسرائيلية هي فرصة يُحظر تفويتها.

عن «يديعوت»