ما هي التحديات التي تواجه السعودية؟!

السعودية
حجم الخط

كتب مدير برنامج الخليج وسياسة الطاقة في معهد واشنطن، سايمون هندرسون، عن التحديات التي تواجهها المملكة السعودية في الوقت الحالي، حيث يرى أن المملكة أمام تحديات داخلية وخارجية، تدفعها لإيجاد توازن في الحسابات.

وأجمل هندرسون تلك التحديات في تقرير له نشره معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، تناول في بدايته الأزمات الداخلية التي تواجهها المملكة، والتي يتمثل أولها في التحدي الأمني الذي تقف خلفه الفروع المحلية لتنظيم الدولة.

ويشير هندرسون إلى هجمات عديدة وقعت مؤخرا، تبناها تنظيم داعش، وردت عليها السلطات بشن حملة أمنية واسعة لملاحقة المشتبه بهم، أو الذين لهم علاقة مع خلايا مرتبطة بتنظيمات جهادية، حيث أعلن عن إلقاء القبض على 431 شخصا يشتبه بانتمائهم لتنظيم الدولة.

وبحسب هندرسون، فقد جاءت الهجمات الأخيرة لتنظيم داعش "بمثابة تذكير لأفراد العائلة المالكة السعودية، بأنه بينما يشاركهم تنظيم داعش نزعاتهم المعادية للشيعة"، فإنه "يكرههم أيضا، وكل ما يمثلونه".

وقال الباحث إن تفجيرات المساجد السعودية هي فقط دليل واحد على تصاعد الأزمات الداخلية والخارجية التي تواجه المملكة، وكثير منها له صلة حقيقية أو متصوَّرة مع إيران. 

وأوضح أن تحقيق السعودية التوازن بخصوص الأوضاع الأمنية سيشكل تحدياً من نوع خاص، إذا وقعت المزيد من حوادث العنف التي تُعزى إلى تنظيم داعش، أو أي علامة على الانتقام من قبل السكان الشيعة في السعودية، على حد قوله.

أما التحدي الداخلي الثاني الذي أشار إليه هندرسون، فيتمثل في العلاقة بين طرفي إدارة الحكومة؛ ولي العهد الأمير محمد بن نايف وولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. ويرى المحلل الأمريكي أنه لا شك في أن العاهل السعودي يرغب في أن يصبح نجله محمد بن سلمان ملكاً يوماً ما، مضيفاً أن "العديد من المراقبين السعوديين يتوقعون أن الملك سلمان سيُبلغ عن اعتزاله، ويُعلن أن محمد بن سلمان قد حل محله".

لكن هندرسون يشير إلى تقارير أخرى من الأجانب الذين تعاملوا مع الأميرين تفيد بأن بإمكانهما العمل في الواقع بشكل جيد كفريق واحد، ويرى أنه خلال الأشهر المقبلة سيتم اختبار هذه الشراكة بشكل متزايد. 

وينتقل هندرسون إلى تحدي الوضع المالي، مشيراً إلى أنه بالإضافة إلى المعارك التي تخوضها القيادة السعودية ضد أعدائها داخل البلاد وخارجها، يجب عليها التعامل أيضا مع الأزمة  المالية، وذلك بعد انخفاض سعر النفط الى أقل من 50 دولارا للبرميل الواحد، ومن ثم الإعلان عن خطط لاقتراض مبلغ ضخم قدره 27 مليار دولار.

وقال هندرسون إن النفقات الباهظة في اليمن والمنح التي تقدر بحوالي 32 مليار دولار،  والتي قدمها الملك للشعب عند اعتلائه العرش، سببت استنزافاً واضحاً للخزينة السعودية.

في الشق الثاني من تقريره، توقف الباحث الأمريكي هندرسون عند العقبات الخارجية التي تواجهها المملكة السعودية، حيث تشكل حملة اليمن المشكلة الأكثر إلحاحا التي تواجه فريق الأمن القومي الجديد للمملكة، وفق رؤيته. 

أما سوريا، فلا تزال تشكل أيضا مصدر قلق سعودي كبيرا، بحسب هندرسون، بسبب كراهية الرياض لرئيس النظام السوري بشار الأسد، ورغبتها في إلحاق هزيمة استراتيجية بداعميه الإيرانيين.