تُوفي، مساء الأحد، الكاتب والأديب والناقد الفلسطيني صبحي شحرور عن عمر يُناهز 86 عاماً، حيث من المقرر تشييع جثمانه ظهر الإثنين في بلدة بلعا بمحافظة طولكرم.
وصبحي شحرور، ناقد أدبي وكان ملقباً بعميد النقاد في فلسطين، حيث يُعتبر أحد أبرز وجوه النهضة الأدبية والثقافية الفلسطينية، ومثل حالة ثقافية ومدرسة نقدية ساهمت في تطوير واثراء الأدب الفلسطيني، وكان من المبدعين في مجالات القصة والرواية، وعرف عنه أنه كان صوتاً نقدياً قوياً وشجاعاً لا يعرف المجاملة والتزلف.
وشحرور، من مواليد قرية بلعا قضاء طولكرم سنة 1934، وأنهى دراسته الإبتدائية في قريته، وبعد حصوله على شهادة الثانوية العامة، التحق بجامعة دمشق، ونال الإجازة في الفلسفة، ثم عمل مدرساً في بلده وفي طولكرم.
وبدأ الكتابة سنة 1955، حيث كتب القصة القصيرة، ونشر كتاباته في صحيفة "الجهاد" وفي بعض الصحف اللبنانية، ومن قصصه الأولى "الزامور، سلة تين، رأس الشيخ والقطار".
وكتبت هذه القصص بوعي فني متقدم، وبلغة جميلة رصينة، عميقة بعيدة عن المباشرة والتسطيح، وتدل على مخزون ثقافي ومعرفي وفير، ونشر في منتصف الخمسينات في مجلة "الآداب" اللبنانية، وفي مجلة " الأفق الجديد" التي صدرت في العام 1961، وكان واحداً من مؤسسيها وأبرز كتابها، وله بصمات واضحة في الأدب، وحضور بين المثقفين والمبدعين والأدباء في سائر أقطار وطننا العربي الكبير، وكان شغوفاً إلى حد العشق والتقديس بالقراءة الكثيفة منذ خمسينات القرن الماضي وحتى رحيله، وعرف بغزارة الإنتاج والإبداع، وتحول قبل أكثر من أربعين عاماً إلى النقد الأدبي، وله 15 كتاباً في فن القصة والرواية، ومنها أريعة كتب في نقد الشعر المحلي، وشعر الشتات الفلسطيني والسرديات.
كما واظب الراحل على القراءة حتى آخر أيامه، حيث كان يقرأ باللغة الإنجليزية، وأحب الشعر الإنجليزي، وكان يعتبر القراءة خط الدفاع الأول للكاتب، وشجع كثيراً الشباب على القراءة، وأيضاً كان مشاركاً في غالبية الورش التي تنظمها وزاة الثقافة والجامعات الفلسطينية.