انت "عدوي" القيادي الفتحاوي احمد غنيم ردا على الصحفي الإسرائيلي في مقابلة على شاشة تلفزيون إسرائيلية وقال "افتخر بحماس وكل فصيل مقاومة وهي جزء من التكوين السياسي الفلسطيني" بهذه الرؤية وهذا المنهج الذي أتمنى ان يكون استراتيجية في وعي وضمير كل القيادة الفتحاوية تستطيع ان تكبر فتح وتبقى ضمير ووجدان شعبنا والأمة وصاحب هذا المنطق له الحق في ان ينتقد أي خطأ داخلي وسيدعمه المجتمع بقوة لأنه انعكاس لوعيهم الوطني وثقافتهم التي تشربوها منذ انطلاق ثورتنا المعاصرة وكل مخالف لهذا المنهج هو شاذ وطارئ سيلفظه شعبنا عاجلا او اجلا وكل محاولة لكي الوعي لن تنجح وستسقط على صخرة وعي أبناء فلسطين وضميرهم الوطني الحي .
لذلك انحيازنا لحماس كحركة مقاومة جزء من نسيج شعبنا وتكوينه السياسي والمجتمعي لا يعني بالضرورة الموافقة على سياستها وشكل ادارتها، لكن اطمئنان حماس وقواعدها ان الاختلاف معها يأني على قاعدة الانحياز للمصلحة العليا لشعبنا ضرورة بل واجب وطني، يمنح صاحب هذا المنهج المنطق في الرفض والتصدي لاي مخالفة للمزاج الشعبي والاجماع الوطني دون ان يكون موضع اتهام ومن المهم ان نصل جميعا لقناعة بان المعارك الجانبية التي اغرق بها الواقع الفلسطيني كانت خسارة فادحة كان من الممكن تجنبها اذا ما وصلنا لحالة من الثقة المتبادلة .
كما ان نمط الخطاب وتعزيزه بالممارسة هو الحد الفاصل الذي يرسم العلاقة مع الاخر فكيف لي ان اقنع المجتمع الفلسطيني بان وجودي على راس المشهد في الحياة العامة هو للصالح العام عندما يخرج علينا مسؤول يقول " مال فتح لفتح " معززا ومدافعا عن سلوك مرفوض وطنيا وشعبيا ،فانت عندما تقطع رواتب الالاف من أبناء الشعب الفلسطيني بحجة انهم مناهضين للنظام الحاكم بالتأكيد لا تعزز مع هذا السلوك الا مزيد من عدم الثقة بك وعدم الرضا عنك وانا أرى انه من الظلم الحاق اسم فتح بهذا العار لان دفاعك ليس عن فتح او نهجها وانما عن فرد يحكم بما يرى بعيدا عن النظام والفانون والأعراف الوطنية التي تشربها شعبنا .
نحتاج مزيد من هذه الأصوات التي تعزز التماسك الوطني وتتصدى للخطاب الهزيل الذي فرض ووصمت به فتح ويخالف إرادة كوادرها وقواعدها الشعبية لإعادة الاعتبار لمكانتها التي كانت عليها دوما كقائدة ورائدة للنضال الفلسطيني وضمانة حقيقية لمشروعنا الوطني وحاضنة للكل الفلسطيني بعيدا عن النهج التدميري الذي يهدف لتفكيك المشروع الوطني وعلى راسه حركة فتح التي كانت دوما حجر عثرة امام المخططات المشبوهة الهادفة لتذويب قيضتنا الوطنية واختصارها كقضية إنسانية فخطابك يحدد اذا ما كنت كبير وسلوكك يجمع الناس حولك او يجعلهم ينفضون عنك .
فان العدو الأول اليوم لقضيتنا الوطنية خطاب بعض الصغار وسلوك بعض الموتورين الذين يعملون من اجل غايات شخصية بعيدة كل البعد عن المصلحة الوطنية.