منذُ اللحظة الأولى التي تُرضع بها الأم طفلها طبيعيًا، تقوم بعمل صحي ومفيد له وإن كان الأمر يتطلّب منها الانتباه والمثابرة حتى تُتقن رضاعته دون مشاكل.
فحليب الأم يعتبر الأسهل هضمًا لاحتوائه على جميع المغذيات الضرورية والمركبات اللازمة لنموه وحمايته من الأمراض، ويُقلل نسبة الإصابة بالسّمنة والسكري من النوع الثاني، مقارنة بالأطفال الذين يرضعون الحليب الصناعي في طفولتهم.
فوائد إرضاع الطفل طبيعيًا
وممّا أكّدته اختصاصية التغذية المهندسة إيناس الفرخ، هو أن الأطباء واختصاصيي التغذية دائمًا ما يسألون الأم عند مراجعتها بطفلها المصاب بالسمنة أو حساسية من نوع معين، عما إذا كانت رضاعته طبيعية أم حليبًا صناعيًا منذ طفولته، لما له من دور في وقايته من تلك الأمراض أو المساهمة في ظهورها.
وأشارت في هذا السياق إلى أن حليب اللبأ الذي يُفرز في الأيام الثلاثة الأولى من الرضاعة، يتميّز باحتوائه على نسبة عالية من البروتينات وسكريات ودهون قليلة عدا عن غناه بالعوامل المناعيّة.
وتابعت، يرضع الأطفال حديثو الولادة 12 مرة بالأيام الأولى من الشهر الأول، ويحدث تكرار الرضاعة لأن حليب الأم عادةً أسهل هضمًا من الصناعي، ولهذا يجب أن لا يمرّ أكثر من 4 ساعات على الطفل دون إرضاعه، حتى لو ليلاً ليكون بصحة جيدة.
كما أن حليب الأم يحتوي على مصل الحليب الذي يكون امتصاصه أكثر، بخلاف الحليب الصناعي الذي يحتوي على بروتين الكازايين ونسبة أقل من مصل الحليب، ما يعني صعوبة هضمه.
مشاكل تُواجه الأم أثناء إرضاع طفلها
وفق الفرخ، قد تتوتّر الأم نتيجة عدم معرفتها بعض الإشارات التي تدلُّ على جوع طفلها، ودائمًا ما تترجم بكاءه لجوع، ولكن بعض الحركات مثل مصّ أصبعه، أو تحريك شفاهه، ثم الهمهمة والبكاء هي إشارات تعني جوعه الحقيقي، وعندها تستطيع المباشرة بإرضاعه إلى جانب متابعة شهيته لأنه إذا جاع استساغ الرضاعة.
وتتمثّل المشكلة الأخرى عندها بقصر مدة الرضاعة في الأشهر الأولى ربما لعدم وجود كمية كافية من الحليب، وهو ما يؤثر سلبًا على تحفيز جسمها لإدرار المزيد منه، فتصبح المشكلة مركبة.
وعندما تستغرق مدة الرضاعة أكثر من 50 دقيقة بشكل متكرّر، فهذا يعني أن الحليب لدى الأم غير متوفر بكثرة، ما يضطره لاستغراق فترة أطول للحصول على احتياجاته من الحليب، وهذه مشكلة أخرى تدعوها للوقوف عندها لضمان رضاعة سليمة لطفلها دون أيّ تقصير.
عددُ مرّات رضاعته
بهذا الخصوص، نصحت الفرخ بإرضاعه طبيعيًا لمدة تصل من 4 – 6 شهور متتالية بمعدل مرة كل ساعتين تقريبًا، مع الاستمرار بذلك، والتركيز على تنظيم أوقات ومرات رضاعته، حتى لو بدأت بإدخال الأطعمة على غذائه.