بقلم: النائب عبد الحميد العيلة
لقد إعتقد ترامب ونتنياهو أن يكون مؤتمر وارسو بمثابة لقمة صائغه لهما بإنهاء القضية الفلسطينية والتأثير على الدول العربية المشاركة في المؤتمر بقبول صفعة القرن .. إلا أنهم فوجئوا بإصرار العرب وأنه دون حل كامل وشامل للقضية الفلسطينية فلن يكون هناك تطبيع مع الكيان الصهيوني رغم إستغلال نتنياهو لبعض اللقاءات مع بعض المسؤولين العرب وكأنه فعل إنجازاً كبيراً لبداية تطبيع مع هذه الدول ..
والهدف هو " دعاية إنتخابية لنتنياهو " والنتيجه أن أعلن من إلتقى معهم ليؤكدوا أنه دون حل عادل للقضية الفلسطينية لن يكون هناك تطبيع وكان عنوان فشل هذا المؤتمر هو تأجيل الحديث عن صفقة القرن لما بعد الإنتخابات الصهيونية ..
وبرغم إخفاء ترامب ونتنياهو لأهدافهم الحقيقية وإعتبار قضية إيران وعدائها لدول الخليج والكيان الصهيوني هو الهدف الأساسي والوحيد للتطبيع مع الدول العربية والخليجية دون الحديث عن القضية الفلسطينية ..
لكن ما خفى كان أعظم !!..
وأهم أهدافهم هو تقسيم الدول العربية وإعادة هيكلة الدول العربية والشرق الأوسط برمته ليكون دوماً في حالة حرب ونزاع مستمرين وتكون هذه الدول عبارة عن السوق الأول للصناعات العسكرية الأمريكية والصهيونية ..
ومن يعتقد أن ترامب ونتنياهو يبحثان عن حل لقضية إيران ودول الخليج أو حل عادل للقضية الفلسطينية فهو واهم !!..
إنهم من يبحثون عن شرارة حرب لإستمرار إستنزاف خيرات وقدرات الأمة العربية ..
ولكن الخطير الذي لم يأخذه ترامب والكيان في الحسبان وهو إنتشار الكثير من الجماعات المسلحة المتطرفة التي أصبحت تجد في أمريكا وإسرائيل الخطر الداهم على الأمة العربية وقد ينقلب المشهد لتجد أمريكا نفسها هدفاً أمام هذه الجماعات وليست فلسطين ببعيدة عن هذا المشهد فهى قاب قوسين أو أدني ستشهد الضفة الغربية والقدس ما تشهده غزة الآن ..
خاصة وأن السلطة تعاني في بقائها وإستمرارها بعد الفشل الذريع لأوسلو وموتها سريرياً وإذا إعتقد الكيان أن التنسيق الأمني مع السلطة سيحقق لهم الأمن الدائم فهذا غباء لأن السلطة الآن أوهن من بيت العنكبوت ..
والحقيقة أن حماس والجهاد وفتح والجبهتين هم خلايا نائمة ستنفجر في وجه الإحتلال لأن جيل الشباب لم يشاهد إلا الذل والمهانة وعشرات الآلاف من الخريجين يعانون من البطالة والظلم وكأن لسان حالهم يقول يجب الإنتقام من هذا المحتل الغاشم الجاثم على صدورنا ..
ويخطئ هذا الكيان إذا كان يعتقد أن يكون الرد بإنتفاضة حجارة كسابقتها .. بل قد يعود الحال للكفاح المسلح بأشكال وأساليب مختلفه تجعل الكيان الصهيوني يبكي على أيام الهدوء الذي وفرته له السلطة سابقاً ..
وعندها سيتم تحرير شهادة وفاة رسمية لأوسلو وسلطة التنسيق الأمني .