وسط هتافات التكبير والتلويح بالأيادي الفلسطينية المتشابكة وشعور عارم بالفرحة والإنجاز، أعاد الفلسطينيون افتتاح مُصلى ومبنى باب الرحمة، "أحد أبواب المسجد الأقصى المبارك"، بعد إغلاقه من قبل الاحتلال الإسرائيلي، منذ العام 2003.
لحظة وقوفه على عتبة باب الرحمة في المسجد الأقصى مباشرةً، قال نائب رئيس الحركة الإسلامية الشيخ كمال الخطيب: "في الأثناء يدور مشهد مهيب في باحات الأقصى لا سيما ونحن نشعر بالإنجاز لحظة أنّ كسرنا إرادة الاحتلال الإسرائيلي، وصلينا في هذا المكان التاريخي".
وأكد الخطيب، خلال حديثه لـ"خبر" على أنّ "شعبنا لن يفرط أو يساوم على المسجد الأقصى المبارك"، مضيفاً "قبل سنتين واجهنا نصب البوابة الإلكترونية في المسجد، وسنبقى مرابطين لنواجه إجراءات الاحتلال".
وتابع: "الاحتلال لم يتوانَ عن التضييق على كل من يأتي للمسجد الأقصى، فهذا ديدنه وسياسته المعهودة، لكن شعبنا سيتحمل ذلك وبكل قناعته لأنّ هذا مسجدنا الذي لن نتخلى عنه مهما كانت الظروف".
واستحضر الخطيب، مضايقات الاحتلال في المسجد الأقصى التي لم يأبه لها المرابطون لا سيما وأنهم قد عقدوا العزم على أنّ يبقى المسجد للفلسطينيين وحدهم، مُوضحاً أنّها تتجلى في عمليات التفتيش غير الاعتيادية، واعتقال العشرات من المرابطين.
أما مفتي الديار وخطيب المسجد الأقصى، محمد حسين، بيّن أنّ باب الرحمة مفتوح أمام المصلين، وبإشراف الأوقاف الإسلامية، مُعبراً عن فرحته العارمة إزاء ذلك.
وأوضح حسين، لوكالة "خبر"، أنّ "الموقف الفلسطيني واضح ويتمحور في المحافظة على المسجد الأقصى، ولن يتم السماح للاحتلال أو غيره، بأنّ يتدخل في شؤون المسجد المبارك، لأنّ هذا هو ديدن الموقف الفلسطيني والإسلامي".
وحول رده على ذريعة الاحتلال، وجود تماس كهربائي في منطقة باب الرحمة والتي زعمها صباح اليوم، قال: إنّ الأوقاف الإسلامية ستقوم بمهمة معالجة مثل هذه الأمور، ليس فقط في باب الرحمة ولكن في كل مرافق المسجد الأقصى.
وفي ختام حديثه وجه رسالة للمسلمين حول العالم فحواها: "عليكم أنّ تنهضوا بواجبكم اتجاه المسجد الأقصى فهو جزء من عقيدة كل مسلم، ويجب على كل المسلمين، أنّ يدركوا مسؤولياتهم وواجباتهم ليس فقط تجاه الأقصى ولكن تجاه كل الأراضي الفلسطينية المقدسة".
يُذكر أنّ قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت نحو 100 مقدسي في أعقاب الأحداث التي شهدها المسجد الأقصى المبارك، احتجاجًا على إغلاق مصلى باب الرحمة.