تعرفوا عليها: آثار تأنيب الضمير على "الفتيات"

تعرفوا عليه: آثار تأنيب الضمير على "الفتيات"
حجم الخط

القدس _ وكالة خبر

من منا لا تلوم نفسها وتعاتبها وتحاسبها وتشعر بتأنيب الضمير تجاه أمر قامت به أو فاتها أو لم تستطع الحصول عليه، فتفتح على نفسها ألف تساؤل وألف عذر، كلها تبدأ بكلمة لو، فإذا كنت ممن يعانين من داء جلد الذات الدائم، والذي حتماً سيؤثر سلباً عليك وعلى نفسيتك وعلى أسرتك بالكامل، فأنت بحاجة لسماع كلمات ونصائح المستشار الأسري والاجتماعي عبد الرحمن القراش، لمعرفة أسباب هذا السلوك والطرق السليمة للتعامل معه حتى لا يدمر حياتك الاجتماعية والشخصية..

يعرف القراش جلد الذات قائلاً: "هو شعور سلبي يزداد في أوقات الانكسار التي تمر بالإنسان، فيلوم نفسه ويؤنبها على كل تصرفاته من أجل إرضاء الآخرين، أو الهروب من المسؤولية، أو الشعور بخيبة الأمل، وهو نوعان: جسدي يتمثل بالإيذاء بالضرب أو اللطم أو تمزيق الملابس، ومعنوي يكون عن طريق إرهاق العقل بالتفكير والقلب بالحيرة دون نتيجة".

- أسباب جلد الذات
يضيف القراش: "تختلف أسبابه باختلاف وقوع الحدث ووقته ومدى تقبل الإنسان له، ولكن بالعادة يكون بسبب رئيسي يشترك فيه كل البشر، وهو الشعور بالهزيمة والفشل والإحباط والندم.

-كيف يحدث جلد الذات؟
عن كيفية حدوث جلد الذات يقول القراش: "يحدث بإرهاق التفكير في الأمور التافهة التي تخصه دون الخروج بنتيجة، كأن يقول: "لو أني اشتريت تلك السيارة لأصبحت أسعد إنسان"، أو "لو قبلت بفلان زوجاً لي كان قدرني وأحبني واهتم بي"، أو "لو سافرنا إلى ذلك البلد لكانت نظرة الناس أفضل من الآن"، أو "من يملك الفلوس يحق له أن يعيش ويجد الاحترام فقط"، وبذلك تفوت على الإنسان الكثير من الفرص الطيبة والناجحة التي ربما تكون خيراً له مما هو فيه، وربما يتطور الوضع فيقوم بضرب وجهه أو تمزيق ثيابه، وهذا من الجزع المنهي عنه شرعاً، فهو بتلك التصرفات لم يستفد من وقته، وأشعر نفسه بالحسرة والندم على لبن مسكوب، أو حمل هم أمر قبل حدوثه، أو إرهاق النفس فوق طاقتها بأمر ليس لها فيه أي دور".

- الآثار التي تحصل بسبب جلد الذات
يرى القراش أنها كثيرة، ولكن أهمها يتمثل في ما يلي:
- الهروب والانسحاب من المشكلة مع توجيه اللوم للذات بدل البحث في الأسباب ومحاولة إيجاد الحلول.
- يحدث شلل في كل محاور التفكير وتتأثر مسارات حياته وعلاقاته.
- التعامل السلبي مع الحياة وتقلب أحوالها.
- اختفاء الرؤية الحقيقية لطبيعة المشكلة التي وقع فيها.
- الإدمان على تعنيف ذاته حتى تصبح عادة لحل المشاكل والتعامل مع المواقف.
- اهتزاز ثقة المرء بنفسه وخلق علاقة عداوة بينه وبين ذاته.
- اضطرابات النوم واللجوء لعادات غير صحية كالأكل المفرط أو الامتناع عن الأكل.
- إهمال حياته وطموحاته وأهدافه.
- تناول المخدرات والخمر والحبوب.
- ابتعاد الآخرين عنه سواء من أقاربه أو أصدقائه؛ بسبب نظرته التشاؤمية أو لاحتقار تصرفاته.