وجه رسالة لهنية بشأن لقاء الرئيس

الرجوب: صواريخ حماس أخطر علينا من إسرائيل ولنتفق على آليات المقاومة

الرجوب: صواريخ حماس أخطر علينا من إسرائيل ولنتفق على آليات المقاومة
حجم الخط

القاهرة - وكالة خبر

قال أمين سر اللجنة المركزية بحركة فتح اللواء جبريل الرجوب: إنّه "لا يمكن إخفاء حالة الانقسام بين حركتي حماس وفتح"، مضيفاً "الشعب الفلسطيني يعيش خط الدفاع الأول والمواجهة المباشرة مع الاحتلال الإسرائيلى".

وأشار الرجوب، المتواجد في القاهرة، خلال حوار مع صحيفة المصري اليوم، إلى أنّ عدوان الاحتلال الإسرائيلي يشمل كل المنطقة العربية ويستهدف العرب وثرواتهم ومقدساتهم وممراتهم المائية.

وتابع: "الإسلام السياسى جزء من شعبنا ظل فى حالة حياد حتى عام 1987، وأصبح جزءًا من المقاومة الفلسطينية، لكن هذا التيار لم يحدد هل هو جزء من الشعب الفلسطينى ببعده الإسلامى أم جزء من حركة الإسلام السياسى فى فلسطين، كما أنّ فهمه لحل الصراع بقي غامضاً حتى قبل عامين، والآن يتحدثون عن مقاومة شعبية، ونحن اعتبرنا ذلك تطوعاً منهم".

وبيّن الرجوب، أنّ زيارته للقاهرة شهِدت لقاءات مع وزير الخارجية، سامح شكرى، وأمين عام جامعة الدول العربية، أحمد أبوالغيط، حيث جرى بحث تطورات الإجراءات الاحتلالية العدوانية، مُشيراً إلى أنّ أهم بنود القمة هي  ملف الانقسام.

وأردف: "فى الانتفاضة الأولى كان لحماس أجندتها، وكذلك بعد أوسلو، ثم أجروا انتخابات مرة واحدة فقط، واعتبروا الموضوع انتهى، ثم حدث انقلاب بمبررات أعتقد أنها كانت غير صحيحة، وكل ما كانوا يتحدثون عنه قاموا بعكسه تماماً، كما وقعوا اتفاق تهدئة مع إسرائيل برعاية هيلارى كلينتون فى عام 2012".

المصالحة

أكّد الرجوب، على أنّ ملف المصالحة بالنسبة لحركة فتح هدف استراتيجى، لافتاً إلى أنّ الحوار والاتفاق مع كل القوى الوطنية الفلسطينية وسيلة بالنسبة لحركته، لعدم وجود لغة أخرى.

وأشار إلى أنّ مصر لديها تفويض من الجامعة العربية برعاية المصالحة لإنهاء الانقسام، مُشدّداً على أنّه لا يمكن إقامة الدولة الفلسطينية بدون وحدة وطنية ترتكز على الشرعية الدولية وعلى مفهوم دور الدولة وأهميتها مستقبلاً، لاستقرار السلم الإقليمى والعالمى.

وأكمل الرجوب: "نقول إنّ حماس جزءً منا ومن نسيجنا، لكنهم فى نظرنا خاطفين لغزّة، ونحن لن نقبل بأى شكل من الأشكال أنّ تكون هناك دولة بدون غزة، فدولتنا تضم غزّة والضفة الغربية والقدس وكلها على أراض فلسطينية".

ولفت إلى ضرورة إيجاد حل لقيام الدولة الفلسطينية كاملة السيادة على كافة الأراضى الفلسطينية المحتلة عام 1967، وحل مشكلة اللاجئين حسب قرارات الأمم المتحدة.

ورأى الرجوب، أنّ المقاومة الشعبية فى هذه المرحلة أكثر إيذاءً للاحتلال وأكثر منفعةً للقضية الفلسطينية، قائلاً: "نريد بناء سلطة لها سلاح واحد وقانون واحد، والطريق إلى ذلك هو صندوق الاقتراع، وأنّ تقبل حماس بما قدمته منظمة التحرير بإرادة وطنية وعربية تجاه الاستقرار الإقليمى والسلم العالمى".

منظمة التحرير

قال: إنّ حماس حاولت الانقلاب على منظمة التحرير فى دمشق، لكنّ مصر تدخلت وأنهت تلك الأمور، وحماس ترى فى نفسها البديل، داعياً مشروع الإسلام السياسى إلى الانخراط في حركات التحرر.

واعتبر الرجوب، أنّ بعض الفصائل لا تعرف قيمة قضيتها وأبعادها، لذلك فإنّ من رفض التوقيع على بيان موسكو، الذى كان فيه الإقرار بمنظمة التحرير، يُريد إما احتلال إرادة المنظمة أو تدميرها.

الدور المصري

شدّد على أنّ مصر لديها إرادة جدية على دعم الشعب الفلسطيني منذ عام 1948 وحتى الآن، مضيفاً "هناك بند واحد على أجندة النظام المصرى، القضية الفلسطينية، ومصر دائماً رائدة وسباقة فى الدعوة إلى قيام دولة للشعب الفلسطينى".

وأردف الرجوب: "الكرة الآن فى ملعب حماس، لذلك نريد من قيادة الحركة أن يُخبرونا بمدى استفادتهم من الانقلاب الذى قاموا به، وما الفائدة التى عادت على الإسلام بما فعلوه أو وجه الاستفادة العائد على القضية الوطنية الفلسطينية".

وتساءل: "إذا كانت حماس لديها رغبة في تحقيق المصالحة، فلماذا لا تقبل بإزالة كافة مظاهر سلطتها على الأرض فى قطاع غزة؟، وكيف نوقع على اتفاق اليوم وغداً يذهب رئيس الوزراء إلى القطاع فيتم تفجير موكبه؟".

ودعا الرجوب، إلى العمل على إجراء الانتخابات برعاية مصرية لضمان الشفافية والنزاهة، قائلاً: "إذا فازوا سنقوم بتهنئتهم وتسليم السلطة لهم على قاعدة أننا شعب واحد وأسرة واحدة والوطنية الفلسطينية تكون هى المرجعية وليس أى بعد أيديولوجى أو دينى".

الدولة والمقاومة

أوضح أنّ حركة فتح تؤمن بمبدأ الحوار لكنّ ليس من أجل الحوار، بحيث يجب أنّ يتم تحديد المشاكل العالقة، لأنّ حماس تقول إنها مع المقاومة الشعبية، وإنهم ليسوا إخوان مسلمين، وجزء من الشعب الفلسطينى ومع الانتخابات وإقامة دولة على حدود 67، وهذا كله يحتاج إلى تقديم التزامات للطرف المصرى، لتكون مصر شريكاً ومراقباً لخطوات التنفيذ على الأرض.

قال الرجوب: إنّ "المقاومة وسيلة لإقامة الدولة، وإذا كانت حماس تريد المشاركة فليأتوا لنتفق ونضع السلاح على الطاولة"، مُشيراً إلى أنّ صواريخ "حماس" تؤذيهم أكثر مما تؤذى إسرائيل.

وتساءل: "هل تصدق أننا نستطيع أنّ نُقرر الحرب أو السلم فى المنطقة؟! بالتأكيد هذا غير صحيح، فنحن لا نستطيع"، مضيفاً "على هذا الأساس أقول لكم إنّ المقاومة مشكلة، لأننا لم نتفق على كيفية أن نقاوم سوياً".

ولفت الرجوب، إلى أنّ المقاومة الشعبية هى الخيار الاستراتيجى، قائلاً: "من لديه رأى آخر فيجب أنّ يطرحه على الطاولة، وليس من تحت الطاولة، ولذلك نحن نريد أنّ نحسم هذه القضايا قبل الذهاب للانتخابات، ولكن هذا ما لا تريده إسرائيل وأمريكا وقطر".

الرئيس وهنية

أشار إلى أنّ الرئيس أكّ قبل عام جهوزيته للذهاب إلى غزة، ودعا هنية لاستقباله، وبدأ الرئيس بالفعل التجهز للذهاب إلى غزة، ولكنّ هنية خرج وقال الوضع الأمنى لا يسمح بالزيارة.

وتابع الرجوب: "يجب على هنية أنّ يذهب لغزّة ويقول إن الانقلاب الموجود فى القطاع يجب أنّ ينتهى، وتعمل الحكومة الفلسطينية التى شكلتها مع أبومازن وتمارس سلطاتها بمعزل عن ميليشيات حماس الموجودة على الأرض".

وبيّن أنّه إذا تحقق ذلك فإنّ الحكومة مسؤوليتها الكاملة فى غزّة والضفة بنفس المسؤولية، وبعد ذلك يتم الجلوس للتوافق على من سيقود الحكومة فى المرحلة الانتقالية.

وأكمل الرجوب: "نحن لن نأمن على أنفسنا بالذهاب لغزّة بعد تفجير موكب رئيس الحكومة، وأبومازن لن يذهب لغزّة تحت رحمة ميليشيات حماس".

وشدّد على أنّ الرئيس لن يلتقي بهنية، لأنّ المشكلة ليست مع حركة "فتح" فقط، وعلى هنية ألا يُكبر من حجمه ويحدد مع من يجلس، ولا يجب أن "يضع رأسه برأس أبومازن"، فهناك مشكلة ونحن مستعدون لحلها، والدليل أننا ذهبنا إلى روسيا للحل.

مؤتمر وارسو

وأكّد على عدم وجود أي مخاوف من مخرجات مؤتمر وارسو لأنّه دون طموح نتنياهو والإدارة الأمريكية، انطلاقاً من حجم المشاركة ومستواها ووصولاً إلى المخرجات، لافتاً إلى أنّ نتنياهو كان يريد تغيير المرجعيات والأولويات، وإجراء تطبيع مع 14 مسؤولاً عربياً وهذا لم يحدث.

واعتقد الرجوب، أنّ ما حدث فى وارسو كان بروفة لصفقة القرن بتغيير الأولويات بأن العدو المركزى والمشكلة ليست فى الإسرائيليين وأنهم لا يمثلون أى خطر على الاستقرار والسلم الإقليمى والعالمى، وكذلك تغيير مرجعيات حل الصراع، بحيث لا تكون الشرعية الدولية أو المبادرة العربية.

ونوه إلى أنّ كوشنر سعى لصياغة مرجعيات جديدة لا تكون فيها قدس أو لاجئين وشرعنة الاستيطان فى الضفة الغربية، أما الغرض الآخر من وارسو فهو استخدامه كممر للتطبيع والتطويع واحتلال إرادات العواصم العربية، ولكنّه فشل فى تحقيق أهدافه عملياً.