يصادف اليوم الذكرى 25 على المجزرة التي ارتكبها مستوطن عام 1994 داخل الحرم الإبراهيمي بالخليل، واستشهد فيها 29 شخصاً وأصيب 15 آخرين.
تفاصيل المجزرة
توجه القاتل باروخ غولدشتاين، فجر يوم الجمعة، في الخامس والعشرين من فبراير عام 1994 الموافق 15 من شهر رمضان، إلى المسجد الإبراهيمي، وبقي واقفاً خلف أعمدة المسجد حتى سجد المصليين فباشر بإطلاق نيران سلاحه الرشاش عليهم وهم سجود، فاخترق الرصاص رؤوس المصلين ورقابهم وظهورهم، ما أدى لاستشهاد 29 مصلياً وإصابة 15 آخرين.
ولم يتمكن غولدشتاين من الفرار بعد جريمته البشعة، حتى انقض عليه المصليين وقتلوه.
وبعد انتهاء المذبحة، أغلق جنود الاحتلال الموجودون في الحرم أبواب المسجد لمنع المصلين من الهرب، كما ومنعوا القادمين من خارج الحرم من الوصول إلى ساحته لإنقاذ الجرحى.
وخلال تشييع ضحايا المجزرة، أطلق الاحتلال رصاصه صوب المشيعين فقتلوا عدداً منهم، ما رفع عدد الضحايا إلى خمسين قتيلاً و150 جريحًا.
غضب فلسطيني
عقب المجزرة وفي اليوم نفسه، تصاعد التوتر في مدينة الخليل وقراها وكافة المدن الفلسطينية وداخل مناطق الخط الأخضر، حيث بلغ عدد الشهداء نتيجة المصادمات مع جنود الاحتلال حينها ستين شهيداً.
ونفذت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، خمس عمليات استشهادية بين أبريل وكانون الأول من عام 1994، انتقاماً للمجزرة، ما أدى لمقتل 36 إسرائيلياً وجرح أكثر من مئة آخرين.
تداعيات المجزرة
صادق مجلس الأمن الدولي في 18 من مارس 1994 على قرار يدين مجزرة الحرم الإبراهيمي، داعياً إلى اتخاذ إجراءات لحماية الفلسطينيين بما فيها نزع سلاح المستوطنين.
ولتهدئة الأوضاع، عيّنت حكومة الاحتلال الإسرائيلي لجنة لتقصي الحقائق أُطلق عليها اسم لجنة "شمغار" وضمت عدداً من الشخصيات الصهيونية ومؤسسات إنسانية أخرى، لتهدئة الأوضاع المتوترة عقب المجزرة، كما خرجت اللجنة بعد عدة أشهر على تشكيلها بقرارات هزيلة تدين به الضحية.
وبعد إغلاق البلدة القديمة في الخليل لأكثر من ستة أشهر تم تقسيم الحرم الإبراهيمي إلى قسمين، يسيطر اليهود فيه على القسم الأكبر فيما يخصص جزء منه للمسلمين، ويستخدم المستوطنين المسجد بكامله خلال الأعياد الصهيونية، ولا يسمح فيها برفع الآذان في الحرم أو دخول المصلين المسلمين.