كشف رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، كواليس زيارته العاصمة المصرية القاهرة، والتي استمرت حوالي 25 يوماً، والتقى خلالها بمسؤولي المخابرات المصرية.
وقال هنية خلال لقاء عقده مع كُتّاب وصحفيين في غزّة، اليوم الإثنين: إنّ "زيارته القاهرة هدفها التواصل مع دول الجوار خاصة الشقيقة مصر"، مُشيراً إلى أنّ الزيارة بحثت العديد من الملفات المهمّة.
وبيّن أنّ العلاقة مع مصر تجاوزت النقاش ودخلت إلى عمق استراتيجي، موضحاً أنّ السبب في طول مدة الزيارة هو طبيعة الملفات التي جرى نقاشها، والتي كانت بحاجة إلى أكبر وقت ليتم إنجازها.
وأكّد هنية، على أنّ ملف الشبان الأربعة الذين أفرجت عنهم السلطات المصرية كان مُرهقاً، لافتاً إلى أنّ رئيس المخابرات العامة اللواء عباس كامل وعّد بالإفراج عنهم وهو ما تحقق.
وأردف: "الزيارة ركزّت على ملفات مهمة منها السياسية التي استعرضت القضية الفلسطينية والتهديدات الاستراتيجية المحيطة بها مثل صفقة القرن وانعكاسها على القضية وتجلياتها على القدس، بالإضافة إلى نقل السفارة الأمريكية وتصفية اللاجئين ومؤسسات الأونروا".
وأشار هنية، إلى أنّه جرى بحث مخاطر الفصل بين غزّة والضفة، والاستيطان بالضفة وتقسيمها إلى كنتونات، مُشدّداً على أنّ حماس رفضت "صفقة القرن" وأي تفريط بالثوابت الفلسطينية.
وأوضح أنّ قيادة حماس بحثت خلال الزيارة سُبل استعادة الوحدة الوطنية، والتأكيد على أنّ المصالحة هي الأكثر ضرورة، مضيفاً "شرحنا الأسباب التي أعاقت الوحدة، وقدّمنا رؤية لإنهاء الانقسام".
ولفت هنية، إلى أنّ الزيارة ناقشت حصار غزّة وجهود مصر لإنهائه، بالإضافة إلى عقوبات السلطة وحجب رواتب الشهداء والأسرى، وعدم التزام الاحتلال بالتفاهمات.
واعتبر أنّ الاحتلال تنصّل من التفاهمات التي رعتها مصر والأمم المتحدة، ونسف من خلال عملية خانيونس الجهد المصري، مُبيّناً أنّ العملية كانت ستفجّر الأوضاع لولا أنّ المقاومة احتوت الأمر وفوتت الفرصة.
العلاقة مع مصر
قال هنية: إنّها في "أفضل حالاتها"، مضيفاً "أستطيع القول إنّ العلاقة مع مصر مستقرة، وطوينا خلافات المرحلة الماضية، ونعمل على بناء علاقات استراتيجية مع مصر والدول العربية".
وتابع: "بحثنا الملف الأمني الذي يحتوي على الكثير من التشابكات، وأكّدنا حرص حركة حماس على أمن مصر من منطلق الأخوة وحسن الجوار".
ونوه هنية، إلى أنّه جرى استعراض جهود الأجهزة الأمنية الفلسطينية على الحدود، والتأكيد على أنّ غزة لن تكون مصدراً لتهديد الأمن القومي المصري، بل على النقيض ستكون مصدر تأمين له.
كما نفى وجود أذرع أمنية أو عسكرية لحركة حماس في مصر أو سيناء، مضيفاً "البندقية الفلسطينية موجهة للاحتلال الإسرائيلي، وحماس تسعى لتوطيد علاقاتها مع الجميع".
وأضاف هنية، أنّ السلطات المصرية سهّلت وصول قيادات حركة حماس إلى القاهرة، للقاء المسؤولين المصريين وبحث أوضاع الحركة الداخلية، وملفات المقاومة، والوحدة، وحصار غزّة، والعديد من الملفات المركزية.
وأعرب عن شكره لشيخ الأزهر أحمد الطيب على استضافته، مُشيداً بحجم المساعدات التي قدّمها الأزهر الشريف لغزة والقدس المحتلّة.
وكشف هنية، أنّه التقى بالأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة، لبحث ملفات مهمة، والتي انتهت بتطابق رؤية الحركتين.
وأشار إلى أنّه تواصل مع النخالة، والأمين العام للمبادرة الوطنية مصطفى البرغوثي، والأمين العام للجبهة الشعبية – القيادة العامة أحمد جبريل، والكثير من القوى الوطنية لمناقشة قضية مصلى باب الرحمة بالمسجد الأقصى المبارك.
وفي ختام حديثه، وجه هنية، نداءه للجماهيرية الليبية بالإفراج عن المعتقلين، خاصة ممثل حماس في ليبيا مروان الأشقر ونجله، مُردفاً أنّ "أي إنسان فلسطيني موجود في أي مكان محتجز فيه ونستطيع أنّ نعود به لأهله سنفعل ذلك".
يُذكر أنّ رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، وصل قطاع غزّة يوم الأربعاء الماضي، بعد زيارة للقاهرة استمرت 25 يوماً، جرى خلالها بحث مختلف القضايا السياسية، وفي مقدمتها التهدئة مع الاحتلال، والمصالحة، والانتخابات.