نقلت مصادر إعلامية أن الزيارة التي قام بها رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، إلى تركيا مؤخراً كانت تهدف إلى إطلاع القيادة التركية على اتفاق التهدئة المتبلور بين حركة حماس وإسرائيل، والذي يتولى مبعوث اللجنة الرباعية السابق توني بلير مهمة التوسط فيه.
وذكرت مصادر فلسطينية مطلعة، أن مشعل أطلع كلاً من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس وزرائه أحمد داود أوغلو على نتائج الحراك الذي يقوده بلير.
وأوضحت المصادر، أن هناك توافقاً على معظم مركبات اتفاق التهدئة، مشيرة إلى أن الاتفاق سيقدم في إطار إنساني وليس في إطار سياسي.
واستدركت المصادر بأنه في حكم المؤكد أن للاتفاق من ناحية واقعية طابعاً سياسياً وأمنياً، حيث إنه يعبر عن توافق بين حركة حماس وإسرائيل على رفع الحصار عن قطاع غزة، مقابل الالتزام بوقف العمليات التي تستهدف إسرائيل انطلاقاً من قطاع غزة.
وشددت المصادر على أن أهم نقطة في الاتفاق المتبلور تتضمن تدشين ميناء عائم قبالة سواحل غزة يتم ربطه بميناء وسيط في قبرص.
وبحسب الاتفاق المتبلور، فإنه سيتم إنزال البضائع المتجهة إلى قطاع غزة في الميناء القبرصي، حيث تخضع للتفتيش وبعد ذلك يتم نقلها للميناء العائم قبالة غزة، وبعد ذلك يتم نقلها إلى غزة عبره.
وأشارت المصادر إلى أن إسرائيل تحاول التوصل لاتفاق رزمة كبيرة يتضمن أيضا عملية تبادل أسرى بين حركة حماس وإسرائيل، يتم بموجبها إعادة الأسرى الإسرائيليين الأحياء والقتلى مقابل إفراج إسرائيل عن أسرى فلسطينيين.
يذكر أن جنرالات إسرائيليين قد أعربوا مؤخرا عن حماسهم لتدشين ميناء في غزة.
ونقلت صحيفة "معاريف" الخميس الماضي، عن جنرالات قولهم إن تدشين الميناء سيسهم في منع اندلاع مواجهة جديدة بين "حماس" وإسرائيل.
وبحسب الجنرالات، فإن تدشين الميناء سيسهم في إشغال أهالي غزة لوقت طويل في بناء الميناء، ما يعني منح جنوب إسرائيل وقتا طويلا من الهدوء.
وأشار الجنرالات إلى أن إنشاء ميناء في غزة، سيستغرق تدشينه عقدا من الزمان، سيوفر الآلاف من فرص العمل وسيفضي إلى تشغيل عدد كبير من الغزيين، ما يعني أنه سيكون هناك مصلحة لدى التنظيمات الفلسطينية وأهالي القطاع للحفاظ على التهدئة، الأمر الذي من شأنه أن يمنح المستوطنات في منطقة غلاف غزة الهدوء.
وبحسب الجنرالات الإسرائيليين، فإن تدشين ميناء في غزة يعني أنه سيكون لقطاع غزة ما يخسره في حال تفجرت مواجهة جديدة مستقبلا مع إسرائيل، ما يترك أثرا رادعا يحول دون تفجر الأوضاع من جديد.
وتحظى فكرة تدشين ميناء في غزة بدعم المعارضة الإسرائيلية، حيث اعتبرها زعيم حزب العمل إسحاق هيرتزوغ، ضمانة لتحقيق الهدوء في الجبهة الجنوبية.
وفي مقابلة أجرتها معه إذاعة الجيش الإسرائيلي مؤخراً، قال هيرتزوغ إنه تحدث مؤخرا مع الرئيس القبرصي نيكول أنستاسيادس حول هذه الفكرة، مشيرا إلى أن أنستاسيادس أبدى موافقته على أن تتحول قبرص إلى ميناء وسيط يتم عبره نقل البضائع والركاب إلى ميناء غزة.
مفهوم الوطن والشعب لدى مشعل: «الخسائر التكتيكية»
09 أكتوبر 2024