كنا أسهبنا في مقالات سابقة وتحدثنا عن الخطر الذي أصبح يهدد مستقبل اسرائيل وسردنا كل الأسباب التي تساهم في تراجع هذا الكيان،
ابرز تلك الأسباب الثروات في المنطقة والمتغيرات الديمغرافية، والجيو سياسية، والمتغيرات في موازين القوى الدولية وتراجع النفوذ الأمريكي المطلق في العالم، إضافة إلي تراجع منظومة القيم الأخلاقية في النظام السياسي في دولة الاحتلال، لا سيما انهيار منظومة القيم التي تغنت بها إسرائيل منذ احتلالها أرض فلسطين والمتعلقة، في تفشي الفساد وانعدام المساواة وقمع الحريات وتعزيز العنصرية القومية والدينية.
التدعيات التي تثبت تعزيز وجهة نظرنا بحسب المصادر الإسرائيلية والتي تؤكد بأن الخطر الديمغرافي القادم لن تستطيع دولة الاحتلال مواجهته لا في الترسانات العسكرية ولا بقوة الردع النووية.
الدائرة المركزية للاحصاء الإسرائيلي والتي تؤكد من خلال عدة تقارير لها أنه، وللمرة الأولى منذ عام 2009، يرتفع عدد المهاجرين الذين تركوا فلسطين المحتلة في الاعوام الماضية والذين تعدوا اكثر من 26.900 مهاجر، كما أن العديد من مراكز الدرسات السياسية والإعلامية في دولة الاحتلال تؤكد أن الهجرة إلي اسرائيل تراجعت في الثلاث أعوام الأخيرة بنسبة 29%، مقارنة بالفترات السابقة،
مما يؤكد ذلك بأن مجمل، اعداد المهاجرين من إسرائيل الذين خرجوا لفترات طويلة أو بصورة دائمة، تفوق نسبة المهاجرين الي اسرائيل بضعفين.
الملفت والاخطر على دولة الاحتلال أن الاستطلاعات الرأي تؤكد أيضاً بأن 27% من سكان إسرائيل اليهود يرغبون بالهجرة في حال اتيحت لهم الفرصة وتمكنوا من ذلك، بالإضافة إلى أن الراغبين في الهجرة من إسرائيل هم بالأساس الشبان اليهود التي تتراوح أعمارهم بين 23 و29 عاماً، وهم الطبقة الوسطى في المجتمع ذات الكفاءة العالية وأحد هذه الاستطلاعات أجراها مؤخراً معهد ميدغام الذي نفذ مشروع الإستطلاع بتعاون مع وزارة التربية والتعليم والجيش كما أن معطيات الاستطلاعات تؤكد بأن أغلب اليهود يعانوا من أزمة الإنتماء للهوية والارتباط الروحي والوجداني للدولة، كما أن الاحصائيات تؤكد أيضاً بأن هناك أعداد كبيرة تنوى مغادرة إسرائيل لأنهم
لا يشعرون بالانتماء للدولة، بالإضافةً للشعور بالخوف المنبعث من معتقدات حقيقية كامنة جزء منها موروث ثقافي ذات أصول عقائدية نقلت للأبناء من الآباء والأجداد، وإضافة الي حالة الوعى الكامنة في المجتمع الإسرائيلي الذي بات يدرك بأن الصهيونية تستخدم اليهود من أجل مصالح لا علاقة لليهود بها وأن تعزيز الصراع بين الفلسطينين واليهود لايخدم اليهود بقدر ما يخدم الصهيونية ،والمكابرة وعدم تعميم هذه الأفكار الكامنة لها علاقة تعزيز سطوة وتأثير الحركات اليمينية الدينية في المجتمع الإسرائيلي.
وفي الدعم الذي يحصل عليه اليهود الفقراء من الدولة والذين تتعدي أعدادهم نسبة 70%من المجتمع الإسرائيلي، وفي سياق متمم تؤكد الإحصاءات الفلسطينية والإسرائيلية على حد سواء أنه في عام 2020 سيصل عدد اليهود في فلسطين التاريخية إلى نحو 6.96 مليون يهودي مقابل 8.2 مليون فلسطيني، والاحصائيات الأخيرة تؤكد بأن عدد سكان الفلسطينين في الضفة الغربية 4.9أربعة مليون وتسعمائة ألف نسمة وعدد سكان فلسطينين قطاع غزة 2مليونين نسمة وعدد سكان فلسطينين الداخل المحتل 1.600مليون وستمائة الف نسمة، ما يؤكد ذلك أن حالة الذعر الإسرائيلي من الهجرة المعاكسة لليهود ومن تزايد اعداد الفلسطيني باتت خطراً استراتيجياً يهدد دولة الإحتلال في ظل انهيار مشروع السلام وتنكر اسرائيل لحق الشعب الفلسطيني في اقامة دولة فلسطينية.