في عيدها .... مم تخاف المرأة ؟!

22.PNG
حجم الخط

بقلم : حمدي فراج

 

"مم تخاف المرأة؟" سؤال يتبادر الى الذهن في يوم المرأة "عيدها"، وعدم الإجابة عليه طوال هذه القرون الطويلة ، ربما أسهم في عدم تحررها .

تخاف المرأة اول ما تخاف ، وقبل ان تحبو على قدميها ، من جسدها، وبالتحديد من مناطقه الحساسة ، فتسمع عبارة "غطي عيبك" يوميا وباستمرار ، حتى لتكاد تعتقد انه شيء ما متوحش يكاد يلتهمها ، ومع مرور السنوات يكبر هذا العيب، فيطال ساقيها ويديها وشعرها ووجهها، حتى يصل ضحكتها وصوتها وحلمها، ثم يطالها كلها بدون اي شيء مستثنى على الاطلاق بما في ذلك اسمها و خروجها من البيت. وهناك ما ينسب الى قديسين ان المرأة لا تخرج في حياتها الا مرتين، مرة الى بيت زوجها، والثانية الى قبرها، متناسين ان المرة الثانية لا تكون في حياتها ، بل بعد مماتها.

على هذا الخوف الاول ، تترتب عدة مخاوف ، تخاف المرأة ان لا تتزوج "تعنس" ، او يفوتها القطار ، ولا تتبدد مخاوفها بعد ان تصعد الى متنه قانونيا وشرعيا، بل تخاف ان لا تنجب ، مما يسمح لزوجها ان يتزوج عليها ، وبعد ان تنجب ، تخاف ان لا تنجب الولد ، وتخاف بالتالي من الطلاق كحق مطلق للزوج ، حتى لو كان دون اي سبب متعلق بها ، كأن "يحب" عليها امرأة اخرى .

بدون شك فإن المرأة ، تخاف من الوحدة ، وتخاف من الهرم، الذي سيبدد جمالها ويأتي على شعرها ورقبتها و وبقية مناحي جسدها ، فتدخل في معركة اليأس وتبديد اليأس ، والمكياج وعمليات الشد والشفط والنفخ ، وهي معركة قديمة، كانت تصل بها ان تؤخر حملها ، ثم تتوقف عن إرضاع طفلها، وهي معارك تخسرها المرأة باستمرار، لأنها ببساطة لم تدرك بعد كنه هذه المعارك، ولم تدرك بعد ان هذه المخاوف هي مخاوف الرجل او الذكر ايضا . الا يخاف هو ايضا من ان يفوته القطار؟ الا يخاف ان يكون عقيما ويحول دون ان يكون له ابناء عوضا عن ان لا يكونوا ذكورا؟ الا يخاف انحراف زوجته عن بيته واسرته وبالتالي عنه؟ الا يخاف الفضيحة سرا ما تخافه هي علنا وشرعا حين يتزوج عليها "على سنة الله ورسوله"؟ حتى الخوف من جسده ومن مناطقه الحساسة ، ينتابه كما ينتابها، ووفق فرويد ، فإن مرد خوفه من ابيه، يعدو الى اكتشاف ان له نفس عضوه الذكري ، وانه سيلاحقه كي يقصه، وهذا مضمون الختان .

تعالوا كلنا ، نرشّد هذه المخاوف ونعقلنها مقدمة لتبديدها ، فتصبح الحياة أجمل ، إذ من غير المعقول أن نشيد بها كل هذه الإشادة ونتغزل فيها عبر كل قصائد الحب واغاني الحب علنا ، ونقتلها سرا. كما قال الشاعر: كثيرون قالوا صباحا فداها العيون .. وداسوا على رأسها في الظهيرة / تموت اريحا على راحتي .. لا أكون، وفي القدس كل الصبايا أسيرة.