كشف عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، طلال أبو ظريفة، أنّ الزيارات المكثفة التي تُجريها الوفود الدولية والعربية إلى قطاع غزّة بشأن ملف التهدئة ما تزال في إطار الوعودات.
وأوضح أبو ظريفة، في حديث خاص بوكالة "خبر"، أنّ الوعودات المتكررة لم تتحول إلى تفاهمات حتى الآن، مضيفاً "لا يمكن الحديث عن تفاهمات تهدئة إلا في حال أنّ تشمل قطاع غزة والضفة الغربية، وغير ذلك لا يمكن القبول به".
وتابع: "ما يجري الحديث عنه هو تثبيت الهدوء في قطاع غزّة، استنادًا لتفاهمات التهدئة عام 2014م"، مُؤكّداً على أنّ وعودات الاحتلال للأشقاء المصريين لم يجري تطبيقها عملياً حتى اللحظة.
وبالحديث عن وقف أعمال وحدة الإرباك الليلي، بيّن أبو ظريفة، أنّ الهيئة الوطنية لمسيرات العودة وكسر الحصار قررت الحد من وسائل المسيرات من أجل إعطاء مساحة للوسطاء في إنجاح جهود تثبيت التهدئة، مُشيراً إلى أنّ ذلك مرتبط بمدى التزام الاحتلال في تنفيذ وتطبيق وعوداته، المتمثلة في: "زيادة مساحة الصيد البحري، وإدخال السلع، ووقف استهداف المتظاهرين، ورفع الحظر عن الأموال القطرية لوقود الكهرباء، والمشاريع".
ولفت إلى أنّ الزيارات المكثفة التي تُجريها الوفود الإقليمية والدولية والعربية لقطاع غزّة، هدفها بحث كيفية تطبيق وعودات الاحتلال بصورة عملية، خاصة وضع آلية لدخول الأموال القطرية إلى القطاع، بدون أي انزلاقات سياسية تُعزز مبدأ الفصل الجغرافي والوطني، أو المقايضة على زخم مسيرات العودة.
ورأى أبو ظريفة، أنّ الاحتلال يمر بحالة تخبط، لأنّ نتنياهو لا يُريد أنّ يظهر للرأي العام الإسرائيلي في المرحلة الحالية بأنّه رضخ لضغوطات المتظاهرين في مسيرات العودة، ويحاول الضغط على الجانب الفلسطيني في قطاع غزّة لتخفيف مطالبه أو التصعيد من خلال استهداف المتظاهرين.
وشدّد على أنّه لا يوجد خيارات أمام الاحتلال إذا أراد حفظ الهدوء وسلمية المسيرات بعيدًا عن الأدوات الخشنة، إلا الالتزام بتنفيذ الوعودات والاستجابة لجهود الوسطاء.
وبالسؤال إنّ كانت الفصائل ستُفعل وسائل المسيرات الخشنة في حال لم يلتزم الاحتلال بوعوداته، قال أبو ظريفة: "نحن ماضون في مسيرات العودة بكافة أشكالها، سواء الأدوات الخشنة أو الناعمة التي يجري استخدامها لكسر الحصار وتخفيف معاناة أبناء شعبنا الفلسطيني في القطاع المحاصر".
وأردف: "نحن في إطار استمرارية مسيرات العودة نتعاطى مع كافة الجهود والمبادرات التي تُطرح من قبل الوسطاء والأطراف الإقليمية والدولية، لكن استخدام هذه الوسائل مرهون في الميدان ومدى التزام الاحتلال بتطبيق الوعودات ووقف استهداف المتظاهرين".
أما عن مطالب الاحتلال لتنفيذ وعوداته، أشار أبو ظريفة، إلى أنّ الاحتلال لا يروق له استمرار مسيرات العودة، ويضغط بكل الاتجاهات لوقفها شرقاً وبحراً، مُشدّداً على أنّ هذا الأمر من المتسحيلات بالنسبة للهيئة الوطنية.
واستدرك: "الاحتلال يحاول التنصل من تطبيق وعوداته بالضغط لوقف المسيرات، ويخشى انتقالها إلى الضفة الغربية والداخل، مُشيراً إلى أنّ مسيرات العودة رافعة كفاحية لمواجهة صفقة القرن، والتأكيد على حق العودة، وكسر الحصار عن قطاع غزّة.
وجدّد أبو ظريفة، التأكيد على أنّ مسيرات العودة مستمرة، وأنّه لا يمكن بأي شكل من الأشكال ضبط المسيرات لتخفيف حصار غزّة فقط، مضيفاً "نتعامل مع أدوات مقاومة شعبية يمكن تجميدها أو توسيعها في إطار السعي لتخفيف معاناة أبناء شعبنا".
يُذكر أنّ قطاع غزّة يشهد حراكاً دولياً وعربياً موسعاً، حيث تصل الوفود تباعاً إلى القطاع للقاء الفصائل الفلسطينية ومحاولة تطبيق تفاهمات التهدئة، حيث تزامنت هذه الزيارات مع توقف فعاليات الإرباك الليلي على حدود قطاع غزّة الشرقية.