تحدث رئيس الوزراء المُكلف محمد اشتية، اليوم الخميس، حول آلية عمل الحكومة المزمع تشكيلها في قطاع غزة، وعن الأزمة التي يعانيها أهالي القطاع.
وعقب اشتية في حديثٍ رصدته "خبر"، على الانتخابات المُقرر إجرائها في الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة، والأزمة المالية التي تعانيها السلطة الفلسطينية، والمشاورات التي يُجريها لتشكيل الحكومة.
قطاع غزة
قال اشتية: إن "قطاع غزة حبيب على قلوبنا جميعًا، والهم والظروف المعيشية التي يعيشها المواطن هناك غير مسبوقة"، موضحًا أن "95%" من المياه ملوثة والكهرباء تكون مقطوعة بشكل متواصل بالإضافة لمشكلة الصرف الصحي.
وأضاف: إن "غزة تتضمن أعلى كثافة سكانية في العالم، حيث تبلغ مساحتها "364" كيلو متر مربع، ويعيش في كل كيلو "550" ألف إنسان"، واصفًا القطاع بأنه "كتلة من الأسمنت، وليس فيه متسع للناس".
وأكد اشتية على أن أهالي غزة أولوية بالنسبة للحكومة، مستدركًا: "لكن مفتاح هذا الموضوع، أن ننهي الانقسام وبسرعة؛ لأن معاناة الناس كبيرة".
وحول آلية عمل الحكومة القادمة في غزة، قال اشتية : "سنعمل بخطين متوازيين بتوجيهات من الرئيس محمود عباس، وهما إنهاء الانقسام ومساعدة أهلنا في القطاع".
وأكد على أن السلطة الفلسطينية تقدم اليوم "100" مليون دولار للأهالي في غزة، مشيرًا إلى أن "هناك ظروفًا صعبة، وحصار إسرائيلي، بالإضافة إلى حكومة حماس سلطة الأمر الواقع". وفق قوله.
وأضاف: "إن الخط الأول لعمل الحكومة في غزة، يتمثل في مساعدة الناس بما نستطيع، وتقديم كل شيء بالنسبة لهم تعليميًا وصحيًا ومعيشيًا".
وتابع: "أما الخط الثاني، فيتمثل في إنهاء الانقسام، وهذا أمر تتفاوض فيه حركة فتح"، مؤكدًا أن الجهد سيكون موحدًا في هذا الموضوع، وأن الحكومة ستسخر كل ما تستطيع لإنهاء الانقسام.
وأردف: "أنا لا أحكي شعارات (..) هناك إمكانية للعمل في خطوط متوازية، وهذه هي توجيهات الرئيس عباس".
الانتخابات
شدد اشتية على ضرورة الاحتكام إلى الشعب والذهاب لانتخابات إذا كانت الاتفاقات لا تنفذ ووضع المصالحة غير قابل، مشيرًا إلى إمكانية إجرائها في غضون ستة أشهر.
وتابع: "إن استطعنا أن ننهي الانقسام ونجسد الوحدة، سنكون قادرون على إحباط صفقة القرن، وإن لم نستطع جاهزون لمواجهتها منفردين"، مؤكدًا على أن المخرج هو الذي وضعه الرئيس لإنهاء الانقسام عبر صندوق الاقتراع.
مشاورات تشكيل الحكومة
قال اشتية: إن النظام يتيح ثلاثة أسابيع، ويسمح بالتمديد لأسبوع آخر، مستطردًا : "لكن لا نريد أن يكون هناك فراغ بين الحكومتين".
وأشار إلى أنه استمع من المجلس الثوري واللجنة المركزية لحركة فتح أمس واليوم، مبينًا أنهم جميعا داعمين للحكومة بالكامل، والكل موحد لإنجاحها.
وكشف أنه سيبدأ يوم الخميس اجتماعات مع الفصائل بشأن الحكومة، قائلًا: "سنجتمع مع كل إنسان له علاقة بالوطن، حتى الفصائل التي لا تريد أن تكون في الحكومة نريد أن نستمع وجهة نظرها في البرنامج".
وأكد على أن هذه الحكومة للكل الفلسطيني، منوهًا إلى أنها ستكون مفتوحة للجميع، وستضم فتح وقوى ووزراء من غزة والضفة والقدس.
وأوضح أنه سيستمع من الناس وأولوياتها، ثم سيتم عمل برنامج الحكومة، وأن يكون كل وزير شريك في البرنامج، مستطردًا في الوقت ذاته : "نحن لا نملك عصا سحرية لحل المشاكل في يوم وليلة، وبرنامج الحكومة لا أقره لوحدي".
واعتبر أن الحكومة "ليست "17" شخصًا، إنما كل إنسان جزء لا يتجزأ منها، وكل مواطن في موقعه وزير بمعنى المسئولية"، مشيرًا إلى أنه سيتم تقديم مجموعة من الأسماء المقترحة بهذا الشأن للرئيس.
وأردف: "نريد أن نعمل معًا، القضاء والحكومة والرئاسة ومنظمة التحرير والتنظيمات".
وبشأن حماس، قال : "إذا لم تشارك في الحكومة، ستبقى الأبواب مفتوحة، حال انتهى الانقسام، فالكل سيكون جزءًا منها".
الأزمة المالية
كشف اشتية عن اجتماع عقده مع البنك الدولي بهذا الشأن، مشيرًا إلى وجود مشاورات مع المانحين وبعض الدول العربية من أجل توفير شبكة أمان مالية.
وأكد على أن الظروف الراهنة والأيام القادمة بالصعبة، مستدركًا: "لكن الصعوبة لها إطارًا زمنيا".
وشدد على أن الحكومة لن تدخر جهدًا لرفع المعاناة عن المواطنين، مخاطبًا المواطنين: "مقبلون على تعزيز صمودكم على أرضكم في بيوتكم".
وحول الرواتب، أشار إلى أنها لم تصرف كاملة، مردفًا: "باعتقادي هذا الأمر، سيكون إطاره الزمني ليس طويلًا".
وفي حديثه عن سياسة التقشف، قال : "كل شيء ليس له لزوم لن يكون موجودًا، وكل شيء يؤذي مشاعر الناس لن يكون موجودًا ولا نريد المبالغة في شيء"، مضيفًا : "نريد أن ندير البلاد بأقل تكلفة وأكثر نجاعة".
وحذر من أن إسرائيل تريد "توسيع الفجوة بيننا والناس"، منوهًا إلى أنها لا تحرض عليه فقط إنما على الرئيس والسلطة وأعضاء منظمة التحرير واللجنة المركزية لحركة فتح.
وتابع : "نحن ماضون وقبلنا أن نتحمل المسئولية.. سنبذل كل ما هو ممكن من أجل رفع المعاناة عن الناس وأن تبقى فلسطين".
وفي سياق آخر، ذكر اشتية أنه ناقش مع فريق البنك الدولي يوم الأربعاء، كيفية مساعدة فلسطين في خلق فرص عمل للشباب، مشددًا على "اننا نريد إتاحة الفرصة للشباب ليكون مشاركا في العملية الإنتاجية".
وحسب اشتية، فإن المشغل الرئيسي الآن هو السلطة، لافتا إلى أنه سيتم عمل برامج تخلق فرص عمل للشباب وتوسع الإبداع وتترك مجالًا للريادة.
وأضاف: "سنكون شركاء مع القطاع الخاص والمجتمع الدولي؛ لخلق ارضية امام الشباب الفلسطيني".
وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس كلف يوم الأحد الماضي، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح الدكتور محمد اشتية رسمياً بتشكيل الحكومة الجديدة الـ"18".