ما السر في ميل "الفتاة" للزواج من "رجل" يصغرها سنًا؟

ما السر في ميل "الفتاة" للزواج من "رجل" يصغرها سنًا؟
حجم الخط

رام الله - وكالة خبر

تميل بعض الفتيات للزواج برجل يصغرها سنا، فهل هذا إثبات ودليل لعدم وجود قاعدة محددة للزواج، أم أن هناك أفكارا مستجدة لدى كل من الرجل والمرأة بناء على تراكمات تجارب المجتمع التقليدية؟.

حول ذلك تتحدث الاختصاصية التربوية الدكتورة أمل بورشك بالقول "أصبحت التشاركية في الميول والاتجاهات وطريقة التفكير والتخصص والطموح هي ما يجمع الزوجين، بالإضافة إلى الثقة بالنفس والاستقلال المادي اللذين ساهما في الابتعاد عن الصورة النمطية والتقليدية لمحددات الزواج والمستمدة من خيالات الأساطير وقصص ألف ليلة وليلة والأفلام".

وتضيف بورشك "أصبحت الفتاة لنضجها العقلي ووعيها قادرة وبقوة على تخطي مشكلة السن وأمور تقليدية كثيرة مع الحفاظ على خصوصية قيادة العلاقة الزوجية، وأصبحت تبحث عن شراكة زوجية لبناء مؤسسة الأسرة المستقبلية والمعتمدة على مدى تقارب طموحهما وتفاهمهما، والابتعاد عن أمور لا قيمة لها على أرض الواقع، كما أن التغيرات التي حدثت في المجتمع أذابت موضوع فوارق السن، وشجعت على بناء العلاقة على أساس من التفاهم الفكري والروحي وربطهما بالحب المقدس، وهذا النوع من العلاقة يكون فريدا ومميزا ومبنيا على النضج الشخصي وقوة العاطفة بينهما".

كيف ينجذب الشاب لفتاة تكبره سنا؟

توضح بورشك، أن الزواج بالفطرة يوفر راحة للعقل والبدن، وهو خطوة نحو بناء مستقبل أسرة، ولعل التغير النفسي الذي حدث في نظرة الرجل للمرأة، ساهم في البحث عن المرأة الجذابة حتى لو اضطر إلى تجاهل العامل البيولوجي والإنجاب.

وتضيف: "نال النضج نصيبه في طريقة تفكير الرجل العاطفية والعقلية والفكرية ومعاينته للمرأة التي ستشاركه في حياته، فأصبح داعما لقوة المرأة ويتطلع للاقتران بالمرأة الناجحة، والقوية والتي تكون مصدر إنتاج واستقرار واستقلالية له ولتطلعاته، وتغيرت تطلعاته لأساس العلاقة بينهما، حيث ستؤمن له أمورا معينة لا يمكن أن يحصل عليها لوحده".

ولم يعد الرجل وفق بورشك يهتم بالعديد من الأمور السطحية والشكلية لزيادة وعيه وتمتعه بشخصية قوية نتيجة التربية في المدارس والسفر والخبرات المتنوعة والانفتاح العالمي عبر شبكات التواصل الاجتماعي والمبنية على نتائج تجارب سابقة أظهرت هامشية موضوع السن في حياة الرجل، وباتت المرأة تتمتع بجمالها لفترة طويلة نتيجة العناية، وبحثه عن رفيقة دربه، فهو بحاجة بكل عقلانية لمساندة تحمل مسؤوليات الزواج والتركيز على قوة علاقته بالمرأة واستقرار علاقتهما معا، ولم يعد دورها مقتصرا على الإنجاب.

وتؤكد بورشك بالقول: "يعتمد تأثير قوة فارق السن على الشريكين بناء على المستوى الثقافي والاجتماعي، فكلما ارتفع مستوى النضج لدى الطرفين ازداد تقبل فارق السن، وكلما كانت الشخصية هوائية وغير متزنة زاد تأثيرها، وخارج الاطار التقليدي الذي رسمه المجتمع، لم تعد الانتقادات لفارق السن تجدي نفعا كالسابق في الواقع، ومع أن العلاقة بين الشريكين تبدأ طبيعية، ولكن قد تنتج قوة سلبية عن شحن الكلام والانتقادات ممن حول الزوجين يؤثر على علاقتهما، وخاصة إذا أعطى هذا الفارق أهمية لا يستحقها واستخدم كمفتاح للتخلص من العلاقة والهروب من المسؤوليات".

 

وتلفت بورشك إلى أنه ومع تفاقم مسؤوليات وأعباء الزواج قد تجد المرأة نفسها بدأت ترهق ولا زال الرجل يتمتع بقوته وهو محاط بالمعجبين من حوله، لاسيما أن طبيعة حياة الرجل مختلفة عن طبيعة احتياجات المرأة؛ ما يتسبب في بعض القلق ولو بين الحين والاخر.

كما لم تعد هناك محاذير من تكرار تجربة الزواج، ولم تعد متطلبات النساء كثيرة في اختيار الزوج، فهن يبحثن عن الرفقة الطيبة والمودة والألفة، كما تشير نتائج كثير من الدراسات الاجتماعية؛ إلَا أن الحواجز المتعلقة بالسن بدأت تتحطم بالعصر الحالي، فلم يعد مهما من أصغر بالسن أو أكبر أو مواز للآخر بالسن، ولم تعد تهتم المرأة بالأقاويل عن علاقة الرجل بالمرأة وفقا لضرورات اجتماعية سادت طويلا، وعلى رأسها الزواج المبكر.

وتشدد بورشك على أنه لا يجوز التعميم على الجميع، فلكل زواج حالته الخاصة، والمعتمدة على التربية والحرية الشخصية ومدى الاستقلالية وتطور القناعات الفكرية لدى المرأة، لتحقيقها مستوى علميا متقدما ساهم في إثبات ذاتها، فلم يعد فارق السن يشكل عائقا لديها.