بقلم: أحمد أبو محسن

سياسية " الضغط والتنفيس" أرهقت غزة وأنهضتها بالحراك

أحمد أبو محسن
حجم الخط

غزّة - وكالة خبر

منذ بداية الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين تحاول إسرائيل حرف الشعب الفلسطيني عن حقوقه ومطالبه الأساسية التي تمس بكيان دولته، ونجح بها من خلال إنشاء الأمم المتحدة وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا" عام 1949 لكي يغيبوا اللاجئين عن حق العودة لأراضيهم المحتلة.

سياسية الاحتلال لم تتغير عن نهجها الأساسي في هذا الوقت، ولكن بأساليب جديدة تنهك الفلسطينيين وخصوصًا في غزة المدينة التي تحاصر منذ 13 عامًا بيد خانقة من الاحتلال الذي أوصل بنا الى حالة الرغبة في المتطلبات التي تسد الفاه وتساير الوضع من أجل العيش فقط دون التفكير بالمقاومة من أجل التحرير والعودة مثلًا.

فلو لاحظنا أن الكهرباء التي كانت لا تفصل أبدًا عن بيت الأهالي بالقطاع قبل عشرة سنوات أو أقل، بعد ذلك الوقت أصبحت 12 ساعة وصل ب4 قطع بعد ذلك أصبحت ثمانية ساعات بمثلها بالقطع، وفي وقت ما أصبحت 4 ساعات وصل فقط، ثم عادت 8 ساعات وصل ومقابلها 8 ساعات قطع لتثبت على ذلك الى حين هذا الوقت، فنرى أن الاحتلال يتلاعب بنا تارة يُنفس علينا وتارًة أخرى يضغط حتى لا يصل بنا الى مرحلة الانفجار الذي يخشاه.

سياسية التنفيس والضغط بدت أيضًا في المعابر التي كانت في مرحلة من المراحل مفتوحة في كافة الأوقات إلا في بعض المناسبات، وأتى الوقت الذي يستخدم الاحتلال المعابر في حصار أهالي القطاع خصوصًا معبر رفح الذي كان أداًة في قهر سكان غزة، ومع مرور الوقت حتى أتت مسيرة العودة الكبرى التي أرغمت الاحتلال على فتحه بشكل دائم نتيجة الضغط الذي تلقاه.

الضغط المتزايد على القطاع من قبل الاحتلال وتبعات الانقسام البغيض أشعل الحراك الشعبي "بدنا نعيش" الواضح في مطالبه التي يُحرم منها الشعب الذي امتلئ من الهموم والأوجاع، فلم يكن بوسعه سوى أن يخرج بهذا الاثقال الى الشارع من أجل انهاء هذه الأزمة بتوافق وطني يحل كافة القضايا ولو بأقل القليل.

هذا الحراك لكي ينجح بشكل فعال يجب أن تكون له رؤية واضحة بالمطالب والحاجات دون الخروج على حساب جهات أخرى تستفيد منه، وأيضا يجب أن يكون للحراك قيادة واضحة المعالم لا تريد منه سوى تحقيق المطالب بالسعي مع الأطراف الأخرى للخروج من هذه الازمة بالتفاهم دون اللجوء لأساليب تحرف الحراك عن بوصلته الأساسية.

بالنهاية إننا نمر بوضع حرج يحتاج أن نكون صفًا واحدًا يصل بعرضه الى حلول تجهض الأزمة الخانقة، من أجل عيشة كريمة وعدالة اجتماعية وحرية شخصية وفكرية واستقرار سياسي وفق نظام سياسي جديد، يكون قادر على الوصول إلى اجماع وطني ضمن قواسم وطنية موحدة ومشتركة تلبي رغبات وتطلعات شعبنا، وتأخذه إلى بر الأمان.