قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، إنّ الوفد الأمني المصري غادر قطاع غزّة أمس الإثنين، وفي جعبته ثلاثة مطالب تتعلق بالأسرى داخل سجون الاحتلال "الإسرائيلي".
وأضاف هنية، خلال لقاءه بالكتاب والمفكرين اليوم الثلاثاء، أنّ الوفد المصري حملَ ثلاثة مطالب تنص على تحسين أوضاع الأسرى الفلسطينيين، وهي: "رفع أجهزة التشويش، وإلغاء العقوبات التي فرضها الاحتلال على الأسرى مؤخرًا، وتأمين حياة كريمة للأسرى واستئناف الزيارات".
وأكّد على أنّ الفصائل الفلسطينية وضعت خلال لقاءاتها بالوفد المصري قضية المصري على سلم أولوياتها، موضحاً أنّه جرى بحث مختلف القضايا بما فيها تخفيف الحصار المفروض على قطاع غزّة لتحسين أوضاع المواطنين الحياتية.
وتابع هنية: "الوفد المصري سلّمنا الليلة الماضية جدول زمني لتنفيذ العديد من القضايا المتعلقة بتفاهمات التهدئة"، مُبيّناً أنّه يجري حالياً مراقبة مدى إلتزام الاحتلال بتنفيذ التفاهمات إلى حين رؤية المواطن إنجازًا عملياً.
صاروخ تل أبيب
أشار إلى أنّ الصاروخ الذي سقط على هشارون "تل أبيب" كان بسبب خلل فني، لكّنه نموذج مصغر فيما لو فكرت سلطات الاحتلال ارتكاب أي حماقة ضد الشعب الفلسطيني.
وأضاف هنية: "الصاروخان اللذان أُطلقا أثناء لقاء السنوار بالوفد المصري كان ناتج عن خطأ بشري، ونفذت إسرائيل عدواناً رغم أنّ الفصائل كلها بما فيها حماس أعلنت موقفها بانه لم يكن هناك نية للمواجهة، فيما ردت فصائل المقاومة بقذائف على غلاف غزّة بعد قصف مقر رئاسة الحركة، وبعدها ساد الهدوء".
وأكّد على أنّ مارس ضغوط شخصية على كتائب القسام من أجل عدم توسيع الرد بعد قصف مكتبه، لكي لا يُقال إنّ الرد كان لأسباب شخصية، مُضيفاً: "لو كان لدينا قرار بضرب الصواريخ فلن نخجل من ذلك".
مسيرات العودة
قال هنية: إنّ "مسيرات العودة الكبرى فعل نضالي في سياق المقاومة الشعبية، وليس محصوراً في فصيل، ولا ينطوي على رؤية محددة لتحقيق أهداف آنية، ومضى 57 أسبوعاً ولم تتوقف فيها المسيرات، وتواصل الجماهير مشاركتها دون كلل".
ولفت إلى أنّ المسيرة كانت مرنة سياسياً، بهدف يتعلق بغزّة وحصارها، والمشروع الوطني وثوابت القضية، وأبرزها حق العودة، وهي من جاءت بميلادينوف إلى غزّة مرات عديدة، وبالأمس كان اللقاء معه مستهلاً بقضية الأسرى، لأنّها قضية أولوية وطنية بالنسبة للفصائل.
وجدّد التأكيد على أهمية المسيرات باعتبارها قضية وطنية، مُعتبراً أنّ أهم منجزين لها ويمكن البناء عليهما في إطار الشراكة الوطنية، هما: "الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار، وغرفة العمليات المشتركة لفصائل المقاومة"
الوفد المصري
كشف هنية، أنّ "وكيل جهاز المخابرات عمرو حنفي قدم ورقة تتضمن آلية لتطبيق التفاهمات وتشارك بها الفصائل حيث تم مناقشة الورقة، وتقبل المصريون الملاحظات، موضحاً أنّه بعد جولات عديدة جرى التوصل إلى التفاهمات.
وأكمل حديثه: "حصلنا على رد من الجانب المصري، بأنّ حكومة إسرائيل سترد رسمياً اليوم على هذه المطالب"، مُشدّداً على أنّ ملف القدس عامل تفجير ليس على مستوى الفلسطينيين فحسب، بل يمكنه تفجير المنطقة.
وأردف هنية: "آخر من وصلنا بأنّ المملكة الأردنية بدأت نقاشاً مع إسرائيل بشأن الأوقاف وقضية باب الرحمة، ونحترم دور الأردن في الوصاية على المقدسات في القدس"، لافتاً إلى وجود خطة لتشجيع الشباب الفلسطيني في مخيمات لبنان على الهجرة إلى أوروبا لتصفية قضية اللاجئين.
وقال: "سلمنا نفس الورقة التي جرى التوافق عليها مع مصر إلى القطريين والأمم المتحدة ممثلة بـ"ميلادينوف"، ولديهم مساحة واسعة في التحرك على نفس الصعيد، وموضوعات التفاهمات بما فيها الماء، الكهرباء، المعابر، الممر المائي، المطار، الميناء، التشغيل، حرية الحرك، وحالياً نقترب من الحصول على إجابات في مسالة خط الكهرباء 161 والطاقة الشمسية وتشغيل محطة الكهرباء بالغاز"
ونوه هنية إلى أنّ التركيز حالياً ينصب على استيعاب "15" ألف خريج في مشروعات ممولة قطرياً ومن البنك الدولي و"UNDP"، مضيفاً "نعمل على مشروع تحلية مياه البحر بتكلفة 550 مليون دولار، وفي شهر 9 القادم ستبدأ المحطة بالعمل، وستساهم السعودية بحوالي 260 مليون دولار".
دور قطر
قال هنية: "على الخط الموازي نواصل الحديث مع الأخوة القطريين، لأنّ قطر دورها مهم وحيوي وتشرف على مشروعات منذ عشر سنوات في غزّة، وكثير من المشروعات التي يجري التفاهم بشأنها برعاية مصرية سيتم تمويلها من قطر".
وتابع: "طلبنا من قطر زيادة المنحة المالية الشهرية، وتمديد المنحة حتى نهاية العام 2019، والرد حتى اللحظة إيجابي، والمشروعات التي يجري تنفيذها بتمويل قطر ستستمر"، كاشفاً أنّها قررت تمديد منحة السولار للكهرباء حتى نهاية شهر رمضان القادم.
وأوضح هنية، أنّ مصر تتفهم دور قطر في مسالة دعم غزّة، ولا تستشعر أي حرج في هذا الجانب، مُشيراً إلى أنّ لقاءًا ثلاثياً عُقد يوم أمس بين "الإسرائيليين" ومصر وميلادنيوف.
وبيّن أنّ قطر أعطت تقديراً بأنّ الاحتلال الإسرائيلي لديه نية للاستجابة لمطالب غزّة، مُشدّداً على أنّ أهداف حماس من اللقاءات هو إنهاء معاناة غزّة، وتجنيبهم ويلات الحرب، ليس خوفاً بل من أجل بناء استراتيجية تقوم على وجود ردع.
ورأى هنية، أنّ التفاهمات إنسانية وذات بعد سياسي، مُؤكّداً على أنّ قيادة الفصائل الفلسطينية المشتركة تعي تماماً ما تتحاور عليه، ولا تُجري أي تفاهمات تتلعق بـ"صفقة القرن".
وشدّد على أنّ التفاهمات لن ينتج عنها أي فصل بين غزّة والضفة، مضيفاً: "البعض قال إنّ مصر تذهب بحماس في اتجاه إنشاء كيان سياسي في غزّة، ونحن نقول لهم إنّ مصر لم ولن تفعل ذلك، وموقفها ثابت من الوحدة الترابية الفلسطينية".
حراك بدنا نعيش
أوضح هنية، أنّ غزّة تمر بظروف صعبة، حيث إنّ الوضع كارثي بسبب الحصار والعقوبات التي تنفذها السلطة، مُبيّناً أنّه من حق المواطن المطالبة بالعيش وحماس خرجت بمسيرات تطالب برفع الحصار وإنهاء العقوبات، ولكّن في ذات الوقت تمتلك الحركة أدلة دامغة على أنّ الحراك لم يكن بريئاً.
واعتبر أنّ الشرطة بفض التظاهرات قدمت ممارسات غير مرضية، وفي هذا الشأن كان لحركة حما بياناً عبّرت فيه عن رفضها لبعض الممارسات، مُؤكّداً على أنّ حماس تسعى لمعالجة أي إشكاليات نتجت عن فض الحراك.
كما عبّر هنية عن أسفه واعتذاره كرئيس لحركة حماس عن السلوكيات المفروضة خلال فض الحراك، مُعرباً عن اعتذاره أيضاً لأي ضرر نتج من فضّه بسبب سلوك الشرطة والأجهزة الأمنية.
وغادر الوفد الأمني المصري غزة مساء أمس الإثنين، قطاع غزّة عقب زيارة استمرت لساعات التقى خلالها برئيس حركة حماس في قطاع غزّة يحيى السنوار، لبحث آخر مستجدات ملف التهدئة مع الاحتلال.
يُذكر أنّ اتفاقاً للتهدئة يجري بلورته بين الفصائل الفلسطينية في غزّة من جهة والاحتلال الإسرائيلي من جهةٍ أخرى، وذلك برعاية من جمهورية مصر العربية التي تسعى لمنع التصعيد العسكري وتجنيب الفلسطينيين في القطاع ويلات الحروب.